صحيفة "الغارديان" البريطانية أعدت تقريراً عن هذه البلدة، وجاء فيه: داخل بوابة من الحديد الأصفر المطاوع، ترك حزام انتحاري معلق على جدار. وفي الغرفة التي إلى اليمين، هناك بنادق هجومية وقنابل مؤقتة ووقود وشريط لاصق وبنزين. وعلى الجانب الآخر من الحاجز كان هناك مكتب صغير حيث تم وضع علم "داعش" إلى جوار اثنين من سترات انتحارية وهمية وأريكة ذات جلد نمر. كما انتشرت الملفات عبر مكتب — وتعليمات حول كيفية التعامل مع جنس العبيد، وكيفية اللباس وكيفية التصرف. واستدعى البعض اسم البغدادي.
تقرير مارتن شلوف بعنوان "الموت يتربص في كل زاوية في المعقل السابق للبغدادي". قال فيه إنه "في قلب البلدة التي احتضنت تنظيم "داعش" في البعاج في العراق، فإن وجوده لا يزال يتربص في الملفات المنهوبة والمباني المدمرة".
كان نصف المنزل عبارة عن مصنع للقنابل، والنصف الآخر مركز الإدارة الرئيسي للمنظمة الإرهابية، حيث صدرت الغرامات، ودفعت الفواتير، وصودرت بطاقات الهوية لكل من جاء إلى هذا المبنى عن طيب خاطر، وخلاف ذلك كان لا يمكن أن يكون قد نجا من التلقين عن كل جانب من جوانب حياة الناس. وتنتشر كتب الاستشهاد بين المخلفات، جنبا إلى جنب مع سجلات الموظفين والصور الفوتوغرافية للمجندين الجدد والرجال والفتيان الذين فقدوا بالفعل.
وقال المنفيون من بعاج إنهم تعلموا عدم طرح أسئلة حول الزعيم الإرهابى الذى يدعى أنه يعيش بينهم. وقال محمد "إنه أمر خطير جداً أن ننظر إليه او حتى نتحدث في الموضوع". وقال رجل آخر رفض الكشف عن اسمه "كان لديه حوالى 10 منازل آمنة". "لقد عرفنا ذلك، ولكن لم يكن أحدا شجاعا بما فيه الكفاية ليسأل أين".
وكالات الاستخبارات تتبع البغدادي على يقين من أنه قضى معظم العامين الماضيين في بعاج، وأنه كان هناك في الآونة الأخيرة على بعد عشرين ميلا إلى الشمال، لكن القوات الكردية العراقية واثقة من أنه غادر البلدة قبل أن تسقط على يد جبهة الحشد الشعبي.
وقال أبو مهدي المهندس، وهو قائد مشترك لقوات قوات الدفاع الشعبي، إنه واثق من أن كبار قادة داعش قد فروا إلى سوريا مطلع الأسبوع الماضي. وقال للغارديان "كنا نطاردهم غرب الشوقات". وأضاف "لقد أرسلوا خمسة أو ستة انتحاريين في صفوفنا ولدينا معلومات عن أنهم يحاولون الحصول على أشخاص مهمين وعائلاتهم عبر الحدود". لقد كانت معركة ثقيلة جدا ويبدو أنهم كانوا يحاولون مسح الطريق ".
وقبل خمسة أيام من هروب "داعش" من بعاج، أمر القادة مقاتلي الجماعة بالانسحاب بأسلحتهم إلى سوريا.
وتشكل الفخاخ المتفجرة والألغام خطراً مستمراً في جميع المناطق التي أخلتها "داعش"، ولا سيما بعاج.
بين بعاج والحدود، كل ما تبقى من "داعش" هي الفخاخ التي تركوها وراءهم لإبطاء المنتصرين المتقدمين. ولا تزال البلدة نفسها واحدة من أكثر المناطق المفخخة في العراق.