الموصل — سبوتنيك. يتكون الخازر، الذي يبعد عن مدينة أربيل نحو 50 كيلومتر غربا، من 5 مخيمات كبرى، تضم آلاف الخيام التي استضافت منذ تشرين الأول/أكتوبر 2016 نحو 175 ألف شخص، فروا من قراهم ومناطقهم، شرق وغرب مدينة الموصل.
رزجار عبيد، مدير مخيمات نازحي شرق الموصل، قال، في مقابلة مع "سبوتنيك"، إن أحدث مخيمات الخازر هو حسن شام المعروف بـ "يو 2" اختصارا لـ "UNCRH" " وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنشيء في أيار/مايو 2017، ولا زال يستقبل عائلات نازحة بشكل يومي، من منطقة غرب الموصل، والحدود العراقية السورية.
معظم نازحي "يو 2" هم من الجانب الأيمن للموصل، الذي تتواصل فيه الاشتباكات بين القوات العراقية وعناصر تنظيم "داعش" ،أما بقية المخيمات الخمسة تضم نازحي جانبي الموصل، الأيمن والأيسر، وتلعفر أيضا، بحسب عبيد.
وأضاف مدير مخيمات شرق الموصل أن خطة إنشاء المخيم جاءت قبيل انطلاق عمليات تحرير نينوى قبل 10 شهور، قائلا: "وصل للمخيم 175 ألف نازح من تشرين الأول/أكتوبر 2016".
وشدد عبيد على أن "أغلبية النازحين وعددهم 101 ألف نازح، عادوا إلى مناطقهم ومنازلهم في الجانب الأيسر، بعد تحريره تباعا، فيما لا زال أكثر من 70 ألف آخرين موجودين حاليا في المخيمات الخمسة".
وأكد عبيد أن "أنشأنا المخيمات قبل بدء العمليات، كانت لدينا خطة وتوقعات، فمخيم الخارز 1 به 7 آلاف خيمة، هو أول هذه المخيمات الخمسة، وأنشأناه قبل البدء الفعلي لعمليات قادمون يا نينوى".
ولفت عبيد إلى أنه "فور بدء العمليات، كنا جاهزين لاستقبال النازحين، وهو ما حدث فكان الأوسط قيد السيطرة"، مضيفا أن "حكومة إقليم كوردستان، كان لها دور فعال وكبير، إلى جانب دور وزارة الهجرة والمهجرين في الحكومة الاتحادية ببغداد، والمنظمة الأممية لشؤون اللاجئين UNCR أيضا، علاوة على مؤسسة بارزاني الخيرية، واليونيسيف، وكلها منظمات تعمل بالتنسيق لتيسير حياة النازح".
حول تلك الخطة الاستباقية، قال عبيد الشهير بـ "كاك" بالكردية أي "الأخ رزجار إنه "في البداية توقعنا وصول 200 ألف نازح، وتوقعاتنا كانت قريبة جدا من الواقع"، مؤكدا: "كان عندنا استعداد كامل لاستقبال النازحين".
وحول المشكلات التي تواجه المخيم، قال عبيد إنه "بالتأكيد صحيح لدينا نقص في توزيع المساعدات، لكن الحمد لله كنا مسيطرين على الوضع، المشكلة الأساسية هنا الآن هي ارتفاع درجة الحرارة إلى معدل يفوق منتصف الأربعينيات"، موضحاً أن "من بين 5 مخيمات، لدينا مولدات كهرباء موجودة في ثلاثة منها فقط، أما البقية فلا يوجد كهرباء بها".
وكشف "كاك رزجار" عن أن خطة العمل حاليا تجري "لإيصال الكهرباء لمخيم يو 3 الأسبوع المقبل"، وهو المخيم الذي يضم أكثر من 6 آلاف نازح، بينهم جدد وصلوا إليه قبل يوم واحد من كتابة هذه السطور.
وبالنسبة للمشكلات الأخرى، قال "كاك رزجار" إن "الماء في المخيمات يوزع وفقا للمعايير والمواصفات الدولية، فلكل أسرة يخصص فقط 40 لتر يوميا؛ وبسبب هذه الأجواء شديدة الحرارة فإن كميات المياه تنقص في المخيم، فالنازحون بحاجة إلى زيادة الكمية للشرب والاغتسال والطبخ وغيرها من نواحي الحياة في هذا الجو".
وشدد مدير مخيمات شرق الموصل على أن "المشكلة التي يعاني منها المخيم منذ أول يوم لانطلاق عمليات تحرير نينوى، هي الصحة، وتوفير الكادر الطبي للمستشفيات، فحتى الآن هناك نقص في الأدوية، والكوادر الطبية، والإسعافات الأولية، وسيارات الإسعاف أيضا".
حول هذه المسؤولية، أكد مدير مخيمات شرق الأوسط أن "المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على حكومة بغداد، لأن النازحين هم من أهل البلد، وليسوا لاجئين من خارجها، والمسؤولية الثانية هي على المنظمات الدولية، لابد أن يسرعوا من وتيرة عملهم لتوفير الأطباء".
وحول الزيارات الرسمية من الحكومة الاتحادية في بغداد لنازحي الموصل، قال "كاك رزجار" إن "بعض المسؤولين يأتون لزيارة المخيم، لكن كل ما يفعلونه هو إعطاء الوعود فقط، ولا شيء على أرض الواقع"، مستكملا حديثه بالقول: "أكثر من 100 مرة طلبنا من وزارة الصحة إنشاء مستشفى في المخيمات، ولم تستجب، وإلى الآن لا يوجد مستشفى كبير، لا مستشفى للولادة، ولا للعمليات، ولا شيء".