هناك أزمة كبيرة لدينا، فالجميع ينظر للمهرجانات في الخارج، ويقول لماذا لا نقدم مثلها، رغم أن "الجميع" يعلم أن هناك مهرجانات مخصصة للبهرجة، وأخرى تقدم فاصلاً ثقافياً مهماً، وهناك مهرجانات تملك تمويلاً، يجعل حفلاً واحداً منه تكلفته تساوي ميزانية شهر ونصف من حفلات قرطاج الدولي.
هذا الأمر تم تسويقه من قبل في قرطاج السينمائي، فخرج بالفاعلية السينمائية الأقدم بالوطن العربي عن مسارها، وتحول إلى مهرجان ترفيهي، ولم يستطع حتى السيطرة على جانبه الترفيهي، فظهر مسخاً مفرغاً من هويته، ولم يصل لمستوى أي مهرجان آخر يعتمد البهرجة.
لكل مهرجان هويته وتاريخه، ولكل فاعلية هدفها، فما قدمه قرطاج الدولي هو درس حقيقي لكل الذين يريدون مقارنة قرطاج الدولي بـ"موازين"، وقرطاج السينمائي بـ"مراكش" أو "دبي"، لكل مهرجان هويته وأهميته، وكذلك ميزانيته، وتميز أحدهم ليس فيه انتقاصاً من الآخر.
المهم أن تتفاعل تلك التظاهرات مع الجمهور، لصناعة حدث ثقافي وفني حقيقي، يرتقي بذوق المواطن العربي، الذي أصبح يقتات على السوء، ويعيش في انتظار الأسوأ.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)