وأوضح أبو شهلا:
أهم هذه الرسائل هو التأكيد على العلاقة الخاصة بين الأردن وفلسطين، فبين البلدين أصول مشتركة وحدود مشتركة فالأردن هو المسؤول علنا عن المقدسات الإسلامية في القدس والتهنئة بالانتصار الذي تحقق بإجبار إسرائيل على التراجع عما كانت تنوي فرضه من تقسيمات زمنية ومكانية وتدخل في المسجد الأقصى كما أن الزيارة أيضا تحمل رسالة إلى إسرائيل بأن هذه الزيارة بدون أي لقاء أردني إسرائيلي تعبر عن الغضب الأردني مما حدث في القدس الشريف.
وأضاف أبو شهلا أن هذه الزيارة كشفت "الحكومة اليمينية وممارساتها أمام العالم، فهناك قوانين دولية اخترقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عند استقباله للسفيرة وللقاتل بدلا من أن يحاكم في عمان، الأمر الذي أغضب الشعب الأردني والشعب الفلسطيني أيضا".
وصرح أبو شهلا أن ملف المصالحة حاضر على طاولة اللقاء بين العاهل الأردني وبين الرئيس الفلسطيني، متهما "حماس" بتصعيب الأمور "بمحاولة السيطرة على قطاع غزة بالكامل"، رغم تأييد الملك عبدالله الثاني وكل القادة العرب لضرورة المصالحة بين الطرفين.
وأشار أبو شهلا إلى أن "فتح" ليست ضد "حماس" "كمكون وفصيل أساسي من النسيج الفلسطيني فهي لها مائة عضو في المجلس الوطني الفلسطيني، ولكن لا يستقيم الأمر مع سياسة الهيمنة التي تنتهجها الحكومة التي يطلقون عليها حكومة الظل".
من جانبه قال المحلل السياسي الأردني الدكتور جمال الشلبي لـ"سبوتنيك" إن الأردن يحظى بمكانة متميزة لدى كل الأطراف المتنازعة داخل فلسطين، وهذه محاولة أردنية لمواجهة أي حلول أحادية الجانب من إسرائيل وإثبات أن الأردن هو الوحيد الذي له الدور الشرعي الوثيق في القدس وما حولها، ومن هنا تأتي أهمية هذه الزيارة في هذا التوقيت لأن الأردن هو المسؤول الأول والأخير عن إدارة أمور المسجد الأقصى والقدس.
وأشار الشلبي أنه بعد فشل كل من حاول رأب الصدع الفلسطيني، فلعل هذه المحاولة الأردنية تأتي لإثبات أن الموقف الأردني الفلسطيني واحد وثابت ومتوافق، ورسالة إلى بعض الدول الشقيقة التي تحاول لعب دورا ما بملف المصالحة. وأعرب الشلبي عن اعتقاده بأن الأردن يخشى أن تكون هناك طبخات سياسية تدور هنا أو هناك تهمش دوره المحوري في المنطقة من خلال عملية التواصل بين دول العالم العربي وخاصة دول الخليج وإسرائيل.