وكان آخر المعارض الدولية التي حضرت فيها هذه التقنية معرض "ماكس 2017" الذي أقيم موخرا في منطقة العاصمة الروسية موسكو، ومعرض "سفياز 2017"، و"إينوتكس 2017" في إيران، وأيضا معرض "إينوبروم 2017".
وشهدت هذه التقنية إقبالا شديدا في روسيا ودول العالم سواء في أمريكا، الصين والدول الأوروبية إضافة إلى دول الشرق الأوسط.
مع بداية القرن الثامن عشر بدأ تطور تقنيات إرسال المعلومات بسرعات كبيرة، ومع بداية السبعينات جاء ظهور الليزر ليساهم في تطوير الاتصالات الضوئية مع ولادة الكبل الضوئي ومن ثم تقنيات البث الضوئي الفضائي الحر عبر الغلاف الجوي .FSO
وتعتبر تقنية البث الضوئي الفضائي الحر Free Space Optics الطريقة المثلى لبث المعلومات بدون كبل في منطقة الموجات القصيرة من الطيف الكهرومغناطيسي.
ويعتمد ذلك على مبدأ بث الإشارة الرقمية عبر الغلاف الجوي أو في الفضاء الخارجي عن طريق انعكاس الإشعاعات في المجال المرئي أو غير المرئي "الأشعة تحت الحمراء" من أطوال الموجات.
وعن أهم ميزات استخدام تقنية البث الفضائي الحر FSO في نقل المعلومات قال المدير العام لشركة "موستكوم" الروسية، سيرغي بولياكوف، في تصريح لـ"سبوتنيك": إن من أهم عوامل الأمان في عملية البث الليزري الفضائي الحر، تكمن في عدم التداخل مع تقنيات البث الراديوي أو الليزري الأخرى، مشيرا إلى أنه لا يوجد إشارة خارج المسار الضيق لحزمة البث التي تخترق الغلاف الجوي لحمل ونقل المعطيات، وبالتالي لا يمكن الدخول على هذه الإشارة والتنصت عليها أو حتى التشويش عليها إلا عن طريق الدخول في مسار الحزمة مباشرة في مسار الحزمة مباشرة والذي يكون صعب جدا كون حزمة البث ضيقة جدا.
ولفت بولياكوف إلى أن النظام يكون عادة مزدوج القناة وبالتالي فإن التقاط الإشارة يتطلب جمع المعلومات من الاتجاهين وبنفس الوقت. كاشفا عن أن تصنيع كافة مكونات هذه التجهيزات الليزرية يتم في معمل ريازان الحكومي "ريازان ستيت إنسترومنت إنتربرايز".
وأكد بولياكوف أن استخدام هذه الأنظمة يعتبر أكثر أمانا ولهذا السبب تم اعتماد هذه التقنية في البث الليزري من قبل وزارات الدفاع لعدد من الدول على أنها الأكثر أمانا. مثل وزارة الدفاع البريطانية وأمريكا وروسيا.
كما أنه من الصعب جدا اعتراض خط مسار البث الليزري والذي يسافر عبر ممر خط النظر بين المرسل والمستقبل حيث يتطلب ذلك تطابق تام بين هذا الممر ومستقبل ضوئي يجب أن يوضع في مسار البث الليزري تماما وعلى نفس خط النظر لإتمام عملية البث.
من جهته قال مدير التطوير في شركة "موستكوم"، بوريس أغنيف لـ"سبوتنيك": بعكس الأنظمة الراديوية والميكروية فإن أنظمة الفضاء الضوئي الحر FSO هي تقنية ضوئية لا تحتاج إلى طيف ترددي مرخص أو حتى إلى أي تنسيق مع مستخدمي التردد الآخرين.
وأشار إلى أنه في هذه الحالة لسنا بحاجة إلى أخذ مشاكل التداخل الناتجة عن الانعكاسات المتعددة وعن الرادارات المماثلة القريبة من المنبع بعين الاعتبار وهكذا فإنه من الصعب جدا التقاط إشارة الليزر من نقطة إلى أخرى وبذلك تكون الوصلة الليزرية آمنة جدا بل والأكثر أمانا. إضافة إلى أنها سهلة التركيب والتشغيل والصيانة إذ لا يحتاج تركيبها وتشغيلها إلى زمن يتجاوز دقيقة واحدة.
وأضاف أغنيف: يمكن البث حتى من خلف النافذة وبذلك نختصر حتى عملية التركيب والمكان اللازم على سطح البناء أي أن العامل الأهم و الوحيد في تركيب تجهيزات FSO هو توفير خط النظر.وبذلك يتم تبسيط عملية تمديد الكبلات والتقليل منها.
كما يمكن استخدام التجهيزات وإعادة استخدامها مرة أخرى كلما اقتضت الحاجة وبشكل يتبع تطور الشبكة.
وعن آلية مراقبة عمل هذه التقنية، قال مدير تطوير أعمال الشركة، الدكتور أسامة العلي، في تصريح لـ"سبوتنيك: يمكن مراقبة الشبكة كاملة باستخدام طريقة عنونة لكل جهاز من الشبكة IP-address ومن ثم القيام بعنونة الشبكة بشكل كامل IP-networking وذلك باستخدام برمجيات متطورة — من صنع الشركة ذاتها — يمكن من خلالها مراقبة مستوى الإشارة لكل وصلة ضوئية وإعطاء إشارات تنذر بانقطاع الإشارة في حال سوء الظروف الجوية أو محاولة الدخول للتجسس على النظام.
وأوضح العلي أن استخدام منظم تغذية أتوماتيكي لزيادة طاقة البث الليزري يؤديان إلى التغلب على مشكلة البث في ظروف جوية سيئة كالضباب والغبار والأمطار.
وحول أهم تطبيقات هذه الأنظمة تحدث العلي عن أهميتها في مجالات عديدة كربط مقاسم الهاتف، الدوائر الحكومية، والشركات الخاصة والبنوك والجامعات والمدارس والمشافي وغيرها.
كما لفت العلي إلى أهمية تطبيقات هذه الأنظمة في القطاعات العسكرية ووزارات الدفاع مشيرا إلى أنه في مثل هذه التطبيقات يكون الأمان هو العامل الأهم في عملية الربط بين الأماكن المختلفة، وبالتالي النقل الآمن للمعلومات وخصوصا في القواعد العسكرية حيث أنه من الصعب تمديد كبلات ضوئية وخصوصا الأماكن صعبة التضاريس إضافة إلى التنقل المستمر لمثل هذه القواعد.