سبوتنيك: بداية.. هل سيواصل المجلس الإنتقالي مسيرته لتحقيق الأهداف التي قام من أجلها.. أم أن الحصار والتضييق من جانب الحكومة سيهمش دوره؟
شطارة: المجلس الانتقالي لم يأت بإرادة نخبوية، وإنما جاء بإرادة شعبية، فهولا يأخذ إذناً إلا من الشارع الذي فوضه في 4 مايو/أيار الماضي بالحشود الجماهيرية، والتي فوضت القائد "عيدروس"، وهو من قام بتشكيل المجلس، وبالطبع فإن الشرعية لا يعجبها وجود المجلس كممثل حقيقي لإرادة شعب الجنوب، خصوصاً بعد حرب 2015 والتي غيرت المعادلة على الأرض، وأصبحت اليوم إرادة شعب الجنوب ممثلة في المجلس.
سبوتنيك: البعض يراهن على انهيار المجلس خلال الفترة القادمة.. ما رأيكم؟
شطارة: لن ينهار المجلس مهما زٌرعت العوائق والعراقيل في طريقه، لأن قاعدته الصلبة هى شعب الجنوب، وانهياره يعني انهيار كل القضية، فنحن جئنا بتفويض شعبي ولم نأت باختيارات أو انتخابات، وكان هناك اجماع في الرابع من مايو/أيار الماضي على تمثيل المجلس للقضية والشعب الجنوبي.
سبوتنيك: وماذا عن الإجراءات الحكومية التي استهدفت المجلس مباشرة..بإقالة عدد من المحافظين الذين اعلنوا انضمامهم أو تأييدهم للمجلس؟
شطارة: إقالة المحافظين من مناصبهم الحكومية كان رد فعل "صبياني" من جانب الشرعية، وهو دليل على أنهم لا يريدون ممثلين للشعب حتى من الذين اختارتهم هى كمحافظين في المحافظات الجنوبية، بمجرد إعلانهم الاصطفاف إلى جانب قضية الشعب تمت إقالتهم من وظائفهم الحكومية، وبكل تأكيد المجلس سيظل صامداً، ومن تمت إقالتهم من المحافظين هم أعضاء وقيادات بالمجلس، من أجل تحقيق الإرادة الشعبية السياسية لإستعادة الدولة عبر مفاوضات مباشرة، فالجنوب غير ممثل حتى الآن في أي مفاوضات مباشرة، وللأسف الشديد فإن "الشرعية" تتحاور مع من انقلبوا عليها، ولا تتحاور مع الجنوبيين الذين أعادوها، فالجنوبيين هم النصرالوحيد لهذه الحرب، فمن الأجدربالتفاوض معه، الذي حقق نصر للشرعية والتحالف أم مع من لا يعترف بالشرعية ولا بالتحالف ويحارب الإثنان، فنحن الجنوبيين شركاء مع التحالف والمجتمع الدولي بعد أن حافظنا وحمينا الممرات المائية الدولية والتجارة العالمية وأعدنا الشرعية لمعظم المحافظات الجنوبية، وبعد الحرب مباشرة فكلنا شركاء في محاربة الإرهاب وتفكيك قواعده.
سبوتنيك: لماذا اختفى الزخم الإعلامي الذي حظي به المجلس الإنتقالي في أيامه الأولي.. هل هذا بفعل التضييق أم تقصير منكم؟
شطارة: المجلس يتمدد ولم ينزوي عن الأضواء، ونحن نعمل الآن على الأرض في المحافظات لتأسيس مجالس تمثيلية وتنسيقية له، كما أننا نعد لهيئة وطنية وهى عبارة عن برلمان مصغر، هذا بجانب الكثير من الأعمال التنظيمية على الأرض، وليس كل ما يقوم به المجلس يتم النشر أو الحديث عنه.
نحن الآن بصدد ترتيب الدائرة الإعلامية، حيث سيصدر عن المجلس خلال الفترة القادمة موقع إلكتروني بأكثر من لغة لعرض كل أنشطة المجلس لكل المتابعين من أبناء الوطن والإعلاميين والسياسيين في الداخل والخارج، ونطمح في أن تكون لنا قناة فضائية في القريب العاجل، وسنفتح علاقات مع كل وسائل الإعلام عبر فريق يتم تجهيزه الآن لإدارة هذه الدائرة وعرض أنشطتنا السياسية على الأرض في المحافظات.
سبوتنيك: بتلك الإجراءات أنتم تحولون المجلس الإنتقالي إلى حزب سياسي.. وهذا ماتريده حكومة هادي؟
شطارة: لسنا حزب سياسي، فالمجلس قيادة ويجب أن تكون لها قواعد لتكون قادرة على تحقيق الأهداف وتوصيل سياسات المجلس للشعب وللقواعد المنتخبة من جانب الشعب، ولا يمكن لنا أن نتحول لحزب سياسي لأننا جئنا بتفويض شعبي، وهذا التفويض نحن من نمثله في المحافظات لعمل الترابط بين القيادة والقواعد.
سبوتنيك: نسبت تصريحات لرئيس المجلس يقول فيها أن "لدينا الكثير من الوسائل لخدمة القضية الجنوبية".. ماهي الوسائل التي تملكونها لتنفيذ أهدافكم؟
شطارة: لم يقم رئيس المجلس اللواء "الزبيدي" بالإدلاء بأي تصريحات خلال الأيام الماضية لأي وسيلة إعلامية، والأهم من هذا فنحن نعبر عن إرادة شعب وهو من يقف ورائنا.
شطارة: المجلس قيادة وليس مكون، فالمكون هو الذي تجرى فيه المحاصصة السياسية, أما تلك القيادة فهى تعبرعن مختلف فئات المحافظات الجنوبية، لكن ليس بصيغة التمثيل الحزبي أو المكونات السياسية.
سبوتنيك: أنت تقول أن المجلس يعبر عن الشارع، فأين ذهبت المكونات السياسية الأخرى، مثل الحراك الجنوبي على سبيل المثال؟
شطارة: كل القيادات من الحراك الجنوبي، فرئيس المجلس "العيدروس"، من الحراك الجنوبي وقائد في المقاومة، فالحراك الجنوبي ليس مؤسسة، وأنا قمت بتمثل الحراك في الحوار الوطني الذي جرى في صنعاء في العام 2014.
ويجب أن يعلم الجميع أن المجلس ليس حكراً على أحد وأن الباب مفتوح أمام الجميع لمن يريد أن يتحاور مع المجلس، ولن نقول أننا المفوضين الوحيدين باسم شعب الجنوب، فلا توجد في أدبيات قيادة المجلس الإنتقالي أن تقول أنها الممثل الوحيد لشعب الجنوب.
سبوتنيك: ما هو موقف المجلس من دعوات العودة لمخرجات الحوار في 2014 لحل الأزمة الحالية في اليمن؟
شطارة: نحن نقوم بإجراء اتصالات مع الأمم المتحدة ومع الدول الأشقاء في الإقليم، وقد قمت بعدة زيارات إلى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وتحدثنا عن القضية الجنوبية وأن أي حل قادم لا يكون الجنوبيين طرف فيه لن نكون ملزمين بتنفيذه على الأرض، فلن تستطيع أي قوة أن تفرض على الجنوبيين مالا يرغبون فيه، فإذا أرادوا حل من خلال مفاوضات، فنحن جاهزون من خلال المجلس الإنتقالي، ونحن منفتحون على التفاوض بشكل مباشر مع الأطراف الشمالية، فنحن لا تسطيع إقتلاع الشمال من الخارطة ولا هم يستطيعون رمي الجنوب في البحر.
سبوتنيك: ما هو موقفكم بالتحديد من مخرجات حوار 2014 بصنعاء؟
شطارة: مخرجات الحوار كانت قبل الحرب، والحرب جَبت ما قبلها واعطت واقع جديد، فنحن نرفض أي واقع جديد "بأن تحكم عدن الحرة من داخل صنعاء".
سبوتنيك: إذاً أنتم ترفضون أي من أشكال الارتباط بالشمال؟
شطارة: نقول للجميع في الداخل والخارج أسمعوا لإرادة الشعب الذي قاوم في حرب 2015 وفرض واقع جديد على الأرض، فهو الأجدر بمعرفة ماذا يريد، لا نريد حلول جاهزة ومستوردة.
سبوتنيك: ما هى أهم الأهداف التي يضعها المجلس على جدول الأولويات؟
شطارة: المجلس يضع عدد من الأولويات على جدول أعماله، أهمها تركيز دوائره وتمدده في المحافظات الجنوبية وتوسيع العلاقات مع الأشقاء بالإقليم ومع دول التحالف والدول العربية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشكل خاص.
أجرى الحوار: أحمد عبد الوهاب