يرى المحلل السياسي، غيفورغ ميرزايان في مقاله على موقع "ريا نوفوستي" أن عدد من القوات المعارضة لروسيا في الشرق الأوسط، حاولت التصوير لوسائل الإعلام بأن موسكو معادية للعرب السنة، وكتبت ان موسكو تقف إلى جانب الأعداء — إيران وتركيا.
وتتهم وسائل الإعلام أن تركيا وإيران وروسيا تحاول اخضاع العالم العربي، أما الكرملين، فيحاول أن يعرض أنه لا يهتم بأي جهة من جهات مثلث النزاع ولا يرغب في إضعاف العرب.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن " نحن مهتمون أن يكون مجلس تعاون دول الخليج موحدا وقويا ويساهم على حل مشاكل المنطقة دون إنشاء صعوبات جديدة".
المثال لذلك الأمر يظهر في سوريا، التي تستطيع أن تكون تحت السيطرة الكاملة للإيرانيين، ولكن، إذا تم تحقيق موازنة المصالح في سوريا، وفي حال رغبت القوى الثالثة في تحديد التأثير الإيراني على هذا البلد، فسيصبح موقع موسكو الأكثر ربحا.
والآن تهتم إسرائيل في التدخل في الشؤون السورية الداخلية من أجل موازنة التنشيط الإيراني في دمشق، ولذا تهتم موسكو في تعزيز وإعادة إحياء موازنة القوى عبر الجهود الدبلوماسية.
وأصبحت جولة لافروف في الخليج من أحد هذه الجهود، ومن المتوقع أن يزور لافروف أيضا الأردن والسعودية في سبتمبر/أيلول، بحسب ما جاء في المقال.
وجاء في المقال أن لافروف بحث، خلال زيارته إلى دول الخليج صعوبات "تربية قطر" والعملية السورية السلمية.
ويرى كاتب المقال أن النزاع السياسي بين قطر وعدد من دول الخليج وخاصة مع السعودية والإمارات تفقد معناه بشكل تدريجي. ويريد السعوديون معاقبة قطر وذلك بسبب استقلاليته الكبيرة واتصالاته مع تركيا وخاصة مع إيران، أما الأمير القطري، فلا يريد أن يسمعهم. ولديه إمكانيات اقتصادية وسياسية كافة من أجل إجراء سياسته وتحمل العزلة والحصار.
وأشار ميرزايان إلى أن المحصلة النهائية، هي أن الوضع وصل إلى طريق مسدود: النزاع الذي لا يريد ولا يحتاج إليه أحد، النزاع من أجل النزاع لما يجب على الوسطاء حل هذه الأزمة.
وكتب معهد الاستشراق بموسكو أن روسيا تتعامل بالبراغماتية مع هذا السؤال: "الكويت حفظ على مدى أكثر من نصف القرن على خبرة فريدة للجهود الواسطية ولديها آلية دبلوماسية خاصة لهذا الهدف". وعمل الوسطاء الكويتيون ليس في الشرق الأوسط فقط، وساعدوا أيضا تسوية العلاقات بين بنغلاديش وباكستان.
وتعد مشكل قطر مشكلة داخلية للخليج وأكد لافروف على ضرورة حل هذه المشكلة داخل الخليج العربي ومجلس تعاون دول الخليج العربي. ومن البديهي أن هذه المشكلة سيكون حلها عبر حلول الوسط بين كتلتين السعوديين وقطر.
ويرى الكاتب أنه لا يجب تشجيع هذه العملية ولا تحتاج موسكو غلى انقسام مجلس التعاون لدول الخليج ولكن من جهة أخرى، في المعنى التكتيكي التوترات فيه قد تكون مفيدة لها في أي معنى من المعاني لأنها تعطي لروسيا وقتا لحل النزاع السوري وتعزيز مواقفها في المنطقة.
مع ذلك، برأي الخبير لا تستبعد موسكو وساطتها في حال إذا احتاجت الدول العربية في دول ضامنة للاتفاقيات. وكانت الولايات المتحدة اقترحت نفسها لهذا الدور ولكن بعد الصفقة مع السعوديين بقيمة 300 مليار دولار، وآخذا بيعن الاعتبار مواقفها الضعيفة في الشرق الأوسط لا يمكن الاعتماد على مصداقية هذه الدولة. أما موسكو، فيهي غير متحيزة وخاصة في حال عدم إجراء الدول العربية ألاعيب سياسية معارضة لروسيا في المنطقة.
وقد تكون سوريا مساحة محتملة لهذه الألاعيب. وتقترب مرحلة الحرب ضد "داعش" للنهاية وكل يعيش في انتظار تسوية العلاقات بين بشار الأسد والمعارضة والأكراد. ولذلك يفهم أن موازنة القوى في الشرق الأوسط يتوقف على طريقة تسوية الأزمة.