سبوتنيك: كيف تعاملتم مع أزمة اللاجئين السوريين منذ اندلاعها في 2012 وحتى الآن؟
حواري: الأزمة السورية منذ اندلاعها في عام 2012، وحتى اليوم والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تتحمل تبعاتها، وتسعى بكل أدواتها لجمع الأموال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وننفق مايزيد عن مليار دولار أمريكي بشكل سنوي من أجل تقديم الحماية والخدمات الأخرى، التي تخص استمرارية حياة اللاجئين بكرامة، وهذه الأموال لم يكن إنفاقها ممكنا لولا الدعم السخي من جميع الدول المانحة، لكان كل ما تم جمعه هو يشكل 65%، من الاحتياج اللازم ونحن في عام 2017، الذي شارف على الانتهاء للأسف لم يتم تحصيل 50% من الاحتياجات.
سبوتنيك: من 2011 وحتى اليوم وسوريا تعيش أوضاع سياسية وأمنية انعكست على مواطنيها.. ما هو حجم الأزمة التي يعيشها هؤلاء المواطنون خاصة في الجانب الإنساني؟
حواري: هذه السنوات كانت قاسية على اللاجئين السوريين، حيث أنهم انفقوا كل مدخراتهم، بالرغم من صرف مساعدات نقدية شهرية لأكثر من 30 ألف أسرة سورية تصنف من الفئات الاكثر احتياجا، فإن هناك ما يزيد على 16 ألف أسرة محتاجة أخرى على قائمة الانتظار، وهنا يكون استمرار الدعم أمر في غاية الأهمية مع الأخذ بعين الاعتبار السوريين العالقين على الحدود السورية — الأردنية في منطقبة الركبان، حيث أصبحت مسؤوليتنا اليوم أكبر، خاصة بعد ما علمنا بنزوح سكان منطقة الحدلات والبالغ عددهم 5 آلاف، وأخرين من منطقة شرق السويداء بإجمالي 12 ألف.
سبوتنيك: هل هذه الأرقام موثقة؟
حواري: تبقى هذه الأرقام تخمينية لأن المفوضية لا يمكنها الوصول إلى الشريط الحدودي السوري — الأردني، وهو ما يشكل تحد كبير أمامنا في سعينا لتقييم الوضع وتحديد الاحتياجات الضرورية، وتقديم المساعدات، لكن نحن نعمل بكل جهد مع الحكومة الأردنية لإيصال المساعدات الاساسية كي نحافظ على حياة هؤلاء القاطنين في منطقة الركبان.
سبوتنيك: في مؤتمر المانحين في لندن فبراير/شباط 2015 قدمت الحكومة الأردنية مبادرة بالسماح للاجئين بالعمل.. هل بدأ التنفيذ على أرض الواقع؟
حواري: مبادرة الحكومة الأردنية في مؤتمر لندن الأخير هي مبادرة إنسانية ثمينة تتيح للاجئين الدخول إلى سوق العمل الأردني، بالرغم من الصعوبات الاقتصادية ونسبة البطالة في صفوف الأردنيين، ومن تاريخ هذه المباردة حتى اليوم تم إصدار مايزيد عن 60 ألف تصريح عمل يسمح بالاستفادة من الأيادي السورية والمهارات، التي يتميزون بها في دعم عجلة الاقتصاد الأردني، وتحويل اللاجئين من أفراد يعتمدون على الدعم والمساعدات، إلى عناصر منتجة داخل المجتمع، ونحن نؤمن في المفوضية السامية إيمانا كاملا بأهمية هذه المبادرة ونشكر الحكومة الأردنية على طرحها والالتزام بها.
حواري: بالتأكيد قامت المفوضية السامية بافتتاح مركز تشغيل في مخيم الزعتري، وهو أول مركز تشغيل في الأردن للاجئين السوريين، وذلك لجعل خدمات التوظيف أقرب إلى اللاجئين.
سبوتنيك: وهل لديكم مراكز تشغيل أخرى في باقي المخيمات؟
حواري: نعم لدينا والمفوضية تقوم الآن بتقديم ما نسميه بـ(إذن المغادرة) مصحوبة بتصاريح عمل للاجئين لمغادرة مخيماتهم والعمل في السوق الأردني، بدلا من اصدار إذن مغادرة (إجازة)، ونحن نعمل الآن على تحسين التنقل، وتعزيز فرص الاستفادة من وظائف اللاجئين الجديدة في جميع أنحاء الأردن، كما تعمل مكاتب المفوضية كمحطة يستطيع فيها اللاجؤون مقابلة أصحاب العمل والحصول على المشورة المهنية المطلوبة.
سبوتنيك: كم عدد تصاريح العمل التي أصدرتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان حتى الآن؟
حواري: حتى الآن، تم تسجيل 1500 تصريح عمل في مكتب التشغيل في الزعتري. وسيتم افتتاح مركز آخر في مخيم الأزرق، و20 مركز آخر في المدن الأردنية، وهذه المراكز من شأنها أيضا خدمة الأردنين واللاجئين على حد سواء، خاصة وأن هذه المراكز هي ثمرة تعاون بناء مع منظمة العمل الدولية، و وزارة العمل الأردنية.
سبوتنيك: هل تقدم المفوضية أية خدمات لمن يرغب من اللاجئين العودة إلى الداخل السوري الآن؟
حواري: نعم بالتأكيد هناك من اللاجئين من يتقدم بطلب العودة الطواعية إلى سوريا لإسباب عائلية في الغالب، والمفوضية تحاول جاهدة إن تحرص إن يكون خيار العودة هو بمحض الإرادة دون أي ضغوط.
حواري: المفوضية تقدم النصح للاجئين بعدم العودة، حيث أننا نخشى بسبب عدم استقرار الاوضاع أن تشكل العودة خطورة عليهم، حيث لازالت لا توجد أية مقومات للحياة في المناطق السورية.
سبوتنيك: كم عدد المغادرين من اللاجئين السوريين خلال 2017؟
حواري: في النصف الأول من العام 2017 هناك مايزيد عن 1700 سوري عبروا الحدود عائدين إلى سوريا طواعية، وهي النسبة الأقل من نسبة العائدين طوعا من دول الجوار الأخر غير الأردن.
سبوتنيك: ما هو الرقم الفعلي لعدد اللاجئين السوريين في الأردن؟
حواري: يوجد في الداخل الأردني قرابة 660 ألف لاجىء سوري مسجل منهم 180 ألف داخل المخيمات أما الـ 80% الباقية، فيسكنون في المناطق الحضرية خارج المخيمات، إن المهمة الاساسية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كما تعرفون هو حماية اللاجئين، لذلك ونحن حاول بكل جهد توفير حياة كريمة آمنة لهم أينما كانوا.
سبوتنيك: هل تقدم دول الجوار المساعدة الضرورية لكم لمواصلة القيام بدوركم؟
حواري: نعم هناك المملكة العربية السعودية، التي ساهمت بالكثير في تخفيف أزمة اللاجئين بكل وسيلة ممكنة سواء داخل أو خارج المخيمات، والمفوضية تعجز في بعض الأحيان عن حصر ما يتم تقديمه، لكن مع ذلك نتطلع إلى المزيد دوما من الأشقاء هناك بالوقوف معنا في خدمة اللاجئين السوريين، حتى يعودوا بأمان وكرامة إلى أوطانهم بعد حلول السلام التام هناك.
أجرى الحوار: محمد ياسر