وتابع قائلا "الأسباب الكامنة وراء أزمة تلك المحافظة، هي أمور اقتصادية بحتة، فكركوك مدينة غنية بالنفط، وهي عصب الحياة بالنسبة للعراق".
ومضى الجميلي قائلا "كركوك محافظة عراقية بامتيار في الماضي والحاضر والمستقبل، فهي جزء من الدولة العراقية في جميع الحضارات التاريخية السابقة، إبان العصور السومرية والبابلية، وحتى الحضارة العربية والإسلامية".
وأشار إلى أنها مدينة يشكل العرب والتركمان أغلبية سكانها، فيما يشكل الأكراد أقلية، ولكن يصرون على إضفاء الطابع الكردي عليها.
أما عن تاريخ وجود المكون الكردي في المدينة، قال الجميلي، إنه يعود إلى عصر مابعد اكتشاف النفط عام 1932، ولم يكن لهذا المكون أثرا في المدينة قبل تلك الفترة.
وتابع، "تاريخ وجود الأحزاب الكردية في هذه المدينة، يعود لعام 1990، عقب احتلال الكويت، ودخول القوات الأمريكية، وغيرها من القوات إلى العراق، والاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003، وهي الفترة الوحيدة التي استطاعت فيها بعض الأحزاب الكردية اختراق هذه المدينة".
وأضاف، أن قراءة الأحزاب الكردية لموازين القوى الدولية والمحلية قراءة خاطئة، ومما يخشى منه أن يتعرض الأكراد لعملية هجرة جماعية إلى الدول المجاورة بسبب تبعات تعنت القرارات الكردية غير الصائبة.
وفي تعليقه على الآراء القائلة بأن تأجيل معركة تحرير الحويجة أمر مقصود، لأنها الأقرب لـكردستان، قال الجميلي، إن بعض الأطراف الكردية، حاولت تأجيل معركة الحويجة، حتى لا تكون القوات العراقية على خط التماس مع مدينة كركوك.
وتابع قائلا "لكن المعركة بدأت اليوم بشكل رسمي، وتم تحرير 15 قرية، بالفعل، والقوات الآن متجهة نحو مركز الحويجة، بنجاح".
وفي معلومة حول مسمى المحافظة، قال الجميلي: "مدينة كركوك، هي عاصمة محافظة أطلق عليها اسم التأميم، في زمن النظام العراقي السابق، نسبة إلى تأميم النفط في سبعينيات القرن الماضي، ولأن كركوك تحتوي على النسبة الأكبر من النفط العراقي".
واختتم الأمين العام للحزب الطليعي الناصري بالعراق، من المؤسف أن القيادات الحزبية الكردية التي كانت تتهم النظام العراقي السابق بممارسة عمليات التطهير العرقي تجاه المكون الكردي، هي التي تنتهجها اليوم، في عمليات الفصل العنصري، وطرد المواطنين العرب من كركوك، وتهجير مئات الألوف من السكان العرب، وقامت بمسح قرى بأكملها من وجه الأرض، بحجة وجود "داعش" فيها، وهو ما أشارت إليه المنظمات الدولية في تقاريرها، وعلى رأسها "هيومن رايتس ووتش"، من عمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية وتهجير السكان العرب الموجودين في كركوك ومحيطها، ومحيط الموصل، وحتى مناطق سنجار وربيعة، وعلى الحدود السورية، ومنها إلى الحدود التركية.