وتضيف الصحيفة أن استراتيجية الحزب الديمقراطي الحاكم لوقف تدفق الأشخاص من ليبيا تدار بشكل كبير من قبل وزير الداخلية الإيطالي ماركو منيتى لأنها من الأهمية بمكان بالنسبة لفوزه بالانتخابات في الربيع القادم.
ويعزى الانخفاض الصيفي في عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا من ليبيا إلى عوامل كثيرة، منها خفر السواحل الليبي المدرب، والإيطالي الأكثر قوة والذي يعيد 60٪ من السفن التي تغادر الساحل.
إلا أن الايطاليين توصلوا أيضاً إلى تفاهم مع الميليشيات لوقف عمليات التهريب في صبراتة (40 كلم) غرب طرابلس التي تعتبر ميناء المغادرة الرئيسي للمهربين.
كما وردت تقارير متكررة عن صفقة سرية قام بها وزير الداخلية مع عصابة تهريب قوية قوامها 500 شخص في صبراتة، بقيادة أبو الدبشي، المعروف أيضا باسم العم.
وتفيد التقارير بأن عشيرة الدباشي، التي تسيطر على ثلاثة معسكرات اعتقال رئيسية للمهاجرين في المنطقة، وافقت على وقف أعمالها المربحة مقابل الحصول على المركز السياسي والنقد. يذكر أن ميليشيات الدباشي ذكرت مرارا وتكرارا في تقارير الأمم المتحدة والحكومة الأوروبية بأنها تقوم بأعمال التهريب.
ولكن يبدو أن الصفقة أثارت صراعا على نطاق أوسع في السلطة في المدينة، ولا سيما بين الدباشي من جهة وبين غرفة العمليات في "داعش" والمليشيا المتنافسة من جهة أخرى.
وفي الأسابيع الثلاثة الماضية قتل 26 شخصا وجرح 170 آخرون وشرد الآلاف من وسط المدينة. ولإنذار الحكومة الإيطالية، بدأ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا من ليبيا فجأة في الزحف مرة أخرى، مما يشير إلى أن الصفقة تتعثر.
كما انتقد الجنرال خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي الاتفاق. وقال إنه من الخطأ بالنسبة لإيطاليا إبرام أي اتفاق مع الميليشيات للحد من تدفق المهاجرين قائلاً "إن الحكومة الإيطالية معرضة لخطر الخداع".
وتصر الحكومة الإيطالية على أنها لم تقدم مساعدات إلى الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس أو إلى مجلس صبراتة، كما أنها لم تقدم أي مساعدة مباشرة إلى الميليشيات.