وتأتي زيارة العاهل المغربي إلى قطر مباشرة بعد زيارة العمل والصداقة التي أداها لدولة الإمارات دامت 4 أيام التقى خلالها كبار المسؤولين وحضر افتتاح متحف "اللوفر" بأبوظبي وعقد مباحثات ثنائية مع ولي العهد محمد بن زايد.
وهذه هي أول زيارة لمحمد السادس الى منطقة الخليج منذ اندلاع الأزمة العاصفة التي أدت الى قطع علاقات السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، والثانية له إلى الدوحة خلال أقل من عامين، حيث كان قد قام بزيارة إلى قطر في نيسان/إبريل من العام الماضي.
ووصفت مصادر مطلعة زيارة العاهل المغربي للدوحة بـ"المفاجئة بالنظر إلى توقيتها الذي تزامن مع احتدام الأزمة في الخليج وعدم الإعلان عنها سابقا أو الترتيب لها على المستوى الدبلوماسي".
وأضافت المصادر التي تحدثت لوكالة "سبوتنيك" أن "العاهل المغربي الذي سبق عن عرض وساطة لحل الأزمة بين الدول الخليجية وقطر، سيحاول من جديد التوسط لحل الأزمة وتبديد أجواء التوتر بين الأشقاء خاصة خلال اللقاءات المباشرة التي ستجمعه بالمسؤولين".
وكان العاهل المغربي قد التقى، في ختام زيارته لأبوظبي، أمس السبت، ولي العهد محمد بن زايد، وبعد اللقاء الموسع الذي حضره عدد من المسؤولين السامين بالبلدين، أجرى محمد السادس ومحمد بن زايد مباحثات ثنائية مغلقة.
ونشرت وسائل إعلام مغربية تقارير صحافية عن وجود وساطة مغربية لحل الأزمة الخليجية.
كان المغرب قد أعلن الحياد في الأزمة التي اندلعت بين الدول الخليجية، رغم أنه أرسل مساعدات غذائية لقطر في بداية الحصار في "بادرة تضامن لا علاقة لها بالجوانب السياسية" لم ترق كثيرا لحليفه الاستراتيجي السعودية.
وأعلنت الرباط وقت اندلاع الأزمة عن استعدادها للوساطة "إذا أبدت الأطراف الرغبة، فإن المغرب مستعد لبذل مساع حميدة من أجل تشجيع حوار صريح وشامل على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومحاربة التطرف الديني والوضوح في المواقف والوفاء بالالتزامات". وبعدها قام وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، بزيارات إلى بعض البلدان الخليجية لجس نبض قياداتها بشأن الوساطة المغربية.