وتابعت قائلة "المملكة التي يسير دوما فيها التغيير ببطء شديد، يبدو أنها تسير حاليا بسرعة الصاروخ نحو تغييرات مذهلة".
وقالت إن توقيف عشرات من الأمراء والوزراء والمسؤولين السابقين والحاليين، في اتهامات معظمها مرتبط بقضايا فساد، وتجميد نحو 800 مليار دولار من أصول الذين تم توقيفهم، يشير إلى أن تغييرات جذرية في سياسات السعودية.
ولكن حذرت المجلة، من أن الاضطرابات الداخلية، تأتي في وقت تبزغ فيه تهديدات بحرب في الخارج، عقب إطلاق صاروخ باليستي من "أنصار الله" في اليمن على العاصمة السعودية، الرياض، واتهام إيران بالضلوع في العملية، والتوتر الناشئ بين المملكة ولبنان، بسبب استقالة رئيس وزراء لبنان، سعد الحريري، يضفي مزيد من "القلق" على مستقبل السعودية.
ومضت بقوله
"العالم لا يمكن أن يتحمل عدم استقرار أكبر مصدر للنفط في العالم، ودولة تمتلك أكبر اقتصاد في الوطن العربي".
وأوضحت أن ولي العهد السعودي الشاب، 32 عاما، بات أقوى رجل في المملكة العربية السعودية، منذ الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود.
واستطردت قائلة "لكن بن سلمان في حاجة لتأسيس إصلاحات عميقة في البلاد، حتى لا يؤدي فشل تلك الإصلاحات إلى ظهور دولة ديكتاتورية عربية أخرى في المنطقة".
كما قالت إن بن سلمان يمتلك خططا طموحة لإصلاح الاقتصاد، و"فطام البلاد عن النفط"، وتخفيف بعض القيود الاجتماعية، مثل رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات، وإزالة بعد القيود التي كانت تضعها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولكن المجلة البريطانية حذرت من أن "سرعة الوتيرة" التي تسير بها تغييرات بن سلمان، تثير مزيد من القلق، حول مستقبل المملكة، واحتمالية ازدياد الاضطرابات الفترة المقبلة، خاصة وأن خطة الأمير الشاب للتحول الاقتصادي قد تتعثر، بسبب الاعتقالات التي طالت رجال أعمال بارزين، مثل الأمير الوليد بن طلال، وصالح كامل، وهو ما سيصيب المستثمرين الأجانب بنوع من "القلق" على مستقبل المملكة الاقتصادي.
ولكن أشارت أيضا إلى أن "زلزال الفساد" الأخير، قد يكون خطوة، نحو زيادة "ثقة" المستثمرين الأجانب، في المملكة، وأن السلطات السعودية الجديدة، لن تتوانى في مكافحة الفساد والتصدي له، أي كان مرتكبه أو المتورط فيه، وأنها لسيادة القانون، وليست حملة تطهير، كتلك التي نفذها، زعيم الصين، شين جين بينغ، ضد معارضيه.
واختتمت قائلة
"توقعات الكثيرين بسقوط بيت آل سعود، أمر أثبت خطأه في كثير من الأحيان، لأن هذا سيؤدي إلى فوضى عارمة في المملكة، وسيجعل نفوذ إيران يتعاظم بصورة غير مسبوقة، وسيجعل التنظيمات الإرهابية تكتسب حياة جديدة، وهو أمر لا يرغب فيه العالم بكل تأكيد".