تعتزم السلطات السعودية مصادرة ما يقرب من 800 مليار دولار ووضعها في الخزانة، منها 100 مليار دولار، بحسب ولي العهد محمد بن سلمان، قد وافق المعتقلون على دفعها.
بدأت قصة اعتقالات أفراد العائلة الحاكمة والمسؤولين والأثرياء في المملكة العربية السعودية بمساعدة أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي كشفت عن مؤامرة ضد الملك وأعطته بيانات عن خطط المتآمرين.
وقبل عام ونصف بالضبط قام يوري بودولياكا الكاتب في موقع topwar بتقييم آفاق الاقتصاد السعودي: السعودية تتجه نحو كارثة. واليوم نرى الوضع كالآت:
عجز الميزانية:
وفقا للكاتب، قد تفلس المملكة العربية السعودية. لا، ليس اليوم أو حتى غدا، ولكن التطورات الاقتصادية تكفل للمملكة مثل هذه النتيجة المحزنة. ويوجد ثلاثة أسباب لهذا الوضع:
الأول والأهم هو انخفاض أسعار النفط، ثروة البلاد الرئيسية. 90٪ من دخل المملكة يأتي من التجارة في النفط والمنتجات النفطية، وبالتالي الانخفاض الحاد في أسعاره في عام 2014 على الفور خفض إيرادات الخزانة. ونتيجة لذلك، بدأت ثغرة في الميزانية تنمو بسرعة حتى أصبحت كبيرة جدا.
السبب الثاني هو الحرب في اليمن. كل عام تكلف عشرات المليارات من الدولارات.
السبب الثالث سياسة الحكومة المتمثلة في الحفاظ على النمو السكاني السريع.
بيع أرامكو السعودية:
وقد فشلت خطة تحسين الوضع المالي في البلاد من خلال بيع جزء من أسهم الملكية الوطنية الرئيسية فى البلاد. قبل عدة سنوات، أعلنت الرياض عن عزمها بيع 5٪ من أسهم أكبر شركة نفط في العالم أرامكو السعودية. وفي البداية، قدرت الرياض سعرها بـ 2 تريليون دولار. وبالتالي، فإن 5٪ من الأسهم يمكن أن تعطي المملكة ما يصل إلى 100 مليار دولار.
ولكن لم يرغب أحد في تقديم مثل هذه الأموال دون تدقيق دولي، فأجلت المملكة الموضوع، ثم تخلت عنه تماما.
النتيجة:
احتياطات المملكة العربية السعودية تنتهي بسرعة. وإذا لم يتغير أي شيء (أي أن يزيد سعر النفط إلى 70 دولار للبرميل) فإن احتياطي الذهب في البلاد سيكفي مدة خمس إلى ست سنوات أخرى.
وكما اتضح، المملكة لن تجد مخرجا إذا باعت أرامكو. لا أحد يرغب بأن يعطي المال الكثير، والرياض ليست مستعدة لبيع الأسهم بالرخيص.
لذلك، تحتاج المملكة العربية السعودية بشكل عاجل إلى وقف الحرب في اليمن.
وبشكل عام، يمكننا أن نقول إن خطة الولايات المتحدة في خنق روسيا بأسعار النفط المنخفضة قد فشلت. فقد استطاعت موسكو اليوم حل مشاكلها، وهي متفائلة بشأن المستقبل، لكن حليف واشنطن الرئيس في المنطقة، السعودية، قد تلقت ضربة ولا تستطيع التعافي منها.
ولا يزال الملاذ الأخير هو — إطلاق صراح الأمراء السعوديين. وإذا لم تنجح هذه الخطة، فإن المملكة العربية السعودية ستتجه نحو كارثة.