ونجت الإثنين الماضي، مراهقة في الـ17 من عمرها، تقطن في منطقة صالح باي جنوب سطيف، من الموت بعد نقلها للمستشفى، حيث عثر عليها داخل غرفتها ملطخة بالدماء لإقدامها على رسم الحوت على يدها باستعمال آلة حادة.
وأوضح رئيس مصلحة الطب الشرعي في مستشفى بشير منتوري بالقبة، عبد الرحمان خير الدين، أن عمليات محاولة الانتحار بدأت تمس الأطفال بفعل تأثير التكنولوجيا وخاصة لعبة "الحوت الأزرق"، مشيرا إلى أن الطفل يعيش مرحلة حساسة والأمور العاطفية أصبحت تدفعه إلى إيذاء نفسه وهذا بسبب العزلة وغفلة الأولياء من جهة، واكتظاظ الأقسام في المدارس، حيث يوجد أطفال يعانون من حالات نفسية أو مشاكل خاصة بعيدين عن الرعاية النفسية من الأستاذ ومن طبيب المدرسة، ومكبوتين نظرا لعدم وجود وقت ولا شخص يفرغون له ما بداخلهم، بحسب "الشروق"
وأوضح خير الدين أن الطب الشرعي سجل في الآونة الأخيرة، محاولات انتحار وسط الأطفال بسبب "الحوت الأزرق"، وهذا حسب تصريحات أوليائهم، وذلك بعد نقل أبنائهم إلى مصالح "الاستعجالات"، جراء إصابتهم بجروح خطيرة.
وأضاف أن هذا يلزم الأولياء برعاية أبنائهم والاهتمام بهم مع مراقبتهم وهم يفحصون الانترنت، خاصة وأن لعبة "الحوت الأزرق" تجعل الإدمان عليها، يؤدي إلى الانهيار العصبي، وفي حالة عدم علاجه، تكون النتيجة… الانتحار.
في سياق متصل، قال محمد حميدات، رئيس النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الابتدائي، إن الاكتظاظ في المدارس جعل التلاميذ يعيشون حالة عزلة نفسية، وأصبح المدرسون لا ينتبهون للحالات الشاذة التي تعاني مشاكل خاصة، حيث رأى أن لعبة "الحوت الأزرق" والتي باتت خطرا يبدأ بشرود التلاميذ وابتعادهم عن الواقع وتدني مستواهم العلمي، تؤدي إلى الانتحا، وفقا لـ"الشروق".
ومن جهته، دعا المختص في المعلوماتية، الدكتور عثمان عبد اللوش، وزارة التربية، إلى تزويد المدارس بالمعلوماتية، حيث يرى أن الحل في التوجيه الحي والتطبيقي من طرف المدرس عن طريق وجود الانترنت في يوميات التلميذ، لكي يتمكن من التحكم في التكنولوجيا والمعلومات الرقمية ويتعامل معها بوعي وحذر.
وأكد الدكتور عبد اللوش، أن لعبة "الحوت الأزرق" لا يمكن حجبها من الانترنت وهي مهمة مستحيلة بالنسبة للجزائر، يبقى الحل في تزويد المدارس بالمعلوماتية وإحياء مشروع "أسرتي" الذي اختفى (بحسب قوله)، ولم يبق له أثر اليوم.