وقال محللون إسرائيليون إن "السعوديين بسبب تحالفهم الوثيق مع الولايات المتحدة، يضغطون على عباس لوقف حملته الهجومية على ترامب، وإظهار الانفتاح على مناقشة الأفكار الأمريكية لعملية السلام المتوقع تقديمها قريبا".
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الرسمية (وفا) أن عباس أطلع سلمان خلال الاجتماع على آخر التطورات والاتصالات التي يجريها لحماية القدس من المخاطر المحدقة بها إثر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها.
وثمن عباس الإجماع الدولي الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والرافض للإعلان الأمريكي، مشيدا بمواقف المملكة العربية السعودية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن سلمان قوله إن "موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".
وحضر الاجتماع عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، وسفير فلسطين لدى السعودية باسم الأغا، ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
وكانت المملكة قالت إن قرار ترامب "خطوة غير مبررة وغير مسؤولة"، غير أن اجتماع لم يتطرق إلى ذلك القرار على الإطلاق، ما ترك انطباعًا بأن السعوديين يريدون تحريك جدول الأعمال الأمريكي لمواصلة العمل على خطة السلام، بحسب الصحيفة.
ويرى جبرائيل بن دور، الباحث في شؤون الشرق الأوسط في جامعة حيفا أن "السعوديين يريدون من عباس خفض حدة خطاباته ووقف تأجيج الجميع ضد الولايات المتحدة بسبب القدس، فهم يريدون السلام والهدوء، ويريدون من الولايات المتحدة أن تلعب دورا بارزا في الشرق الأوسط".
وتابع الخبير: "من الواضح أن عباس يتعرض لضغوط من السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة، من أجل تعبئة الرأي العام العربي ضد القضية الاكثر أهمية: إيران".
ويضيف بن دور أن "القدس والتضامن الإسلامي مهمان للرياض، لكن أولويتها القصوى هي مواجهة إيران، والحد من نفوذها في الشرق الأوسط، ولذلك تحالفت مع الولايات المتحدة، وجعلت أي هدف آخر خاضع لهذا الهدف الذي هو المحرك الرئيس للسياسة الخارجية السعودية حاليا".
وقال إنه عندما يتم الكشف عن خطة السلام الأمريكية، فإن السعوديين "سيحاولون دفع الفلسطينيين إلى أن يكونوا أكثر استيعابا وقبولا لها".
وقال جوشوا تيتلبوم، المتخصص في الشأن السعودي في مركز بيسا للدراسات الاستراتيجية، في جامعة بار إيلان في رامات غان، إن زيارة عباس إلى الرياض مكسب للسعوديين، لأنها تخفف من نظرة الكثير من الناس في العالم العربي ممن يرون انها باعت القضية، فكأنها تثبت بهذه الزيارة تنسيقها مع الجانب الفلسطيني".
لكنه رجح أن يكون السعوديون "طلبوا من عباس وضع قضية القدس وراءه والجلوس إلى مائدة التحاور مع الأمريكان، إذ لا خيار غير ذلك أمامه، لأنهم الوحيدون القادرون على توجيه الإسرائيليين".
ويضيف: "باعتبارها دولة تعاني من تحديات لا حصر لها، بما في ذلك حرب اليمن، والإصلاح الداخلي، وانخفاض أسعار النفط، وتزايد النفوذ الإيراني، فإن السعودية تعتمد على واشنطن، ولذلك "لن استغرب إذا كان هناك ضغوط أمريكية على السعوديين، فكأن الأمريكيين يساومون السعوديين: إذا أردتم المساعدة في اليمن فساعدونا في القضية الفلسطينية".