كيف تقيّمون نتائج الجولة الثامنة حول سوريا في أستانا؟ ماذا أنجزتم؟
لافرينتيف: جولة المفاوضات المقررة مضت بنجاح، أولاً، تمكنا من ملاحظة تطور الوضع بشكل تدريجي في مناطق خفض التصعيد، وخفض مستوى العنف، والالتزام بنظام وقف العمليات القتالية.
يجب الإشارة إلى أنه يبقى هناك صدامات كثيفة في بعض المناطق، وهي غالباً تحمل طابعاً استفزازياً، وبشكل رئيسي تأتي من طرف ما يسمى المعارضة المسلحة المتعدلة.
لكن على كل حال، تركيزنا على استقرار الوضع في هذه المناطق يؤدي إلى نتائج إيجابية.
التنسيق على المستوى الثلاثي يزداد، بين تركيا، وإيران، وروسيا والطرف السوري، لذلك من وجهة النظر هذا الثبات واضح، وأهم شيء، نرى التطور الذي يعترف به المجتمع الدولي بأكمله عملياً بغض النظر عن ما يقولونه.
ذلك أحد إنجازات عملية أستانا، التي سوف ندفعها إلى الأمام.
هناك جانب هام آخر، هو أن عملية أستانا تأخذ طابعاً سياسياً أكثر فأكثر، وأنها ستساعد في تعزيز التسوية السياسية.
لقاء وزير الخارجية الروسي لافروف ووزير الدفاع شويغو مع المبعوث الخاص ستافان دي ميستورا، أقنعه بأن أستانا، ليست طريقا موازيا لعملية جنيف، وخاصة أنها لا تدخل معها في أي مواجهة ولا تسعى لتحقيق أهداف خفية، أظن أنه أدرك ذلك.
وأظهرت محادثته مع دي ميستورا في إطار "أستانا 8" أنه لديه الإدراك، وأنه سيحاول أن يوصله للأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش، ونحن نأمل أن ذلك سيؤدي إلى أن الأمم المتحدة ستؤيد مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي.
وما يتعلق بالمؤتمر، نحن تكلمنا كثيراً… مع شركائنا في الدول الضامنة عن إجراء الحوار، وقد اتفقنا في الرأي وأكدنا نيتنا القوية للإسهام في إجراء هذا المنتدى الضخم.
هذا بالفعل يجب أن يصبح حدثاً هاماً في تعزيز التسوية السياسية، وقد تم تحديد 29 و 30 كانون الثاني/يناير 2018، وافق هنا الجميع عملياً، الجميع يفهمون أنه لم يعد التأجيل أكثر وأكثر ممكنا، خاصة أن ذلك يجب أن يساهم في تطور منصة المحادثات في جنيف.
قال دي ميستورا أنه يعتزم إجراء لقاء آخر في جنيف، من المحتمل في يوم 21 كانون الثاني/ يناير، بعد ذلك سيجري مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، وثم نحن نأمل، بأنه سوف يأخذ أشكال التطور التدريجي لاحقا.
أين سيجري ذلك، في أي عواصم، قد يُقرر في الأمم المتحدة، وسنرى إرادة الشعب السوري في نتائج المؤتمر.
لقد تمكنا أيضاً من تحريك قضية تعزيز إجراءات الثقة من نقطة الجمود، حتى الآن بشكل رسمي فقط، من خلال اعتماد وثيقتين: واحدة تتعلق بإنشاء فريق عمل حول تبادل الأسرى، ونقل جثث القتلى والمفقودين، أما الثانية فتتعلق بمذكرة إزالة الألغام عن آثار التراث
التاريخي، بما فيه آثار الحضارة المدرجة في قائمة اليونيسكو.،هذا مهم جداً مع مراعاة المساحات التي تبقى ملغومة، كل يوم نسمع تقارير تفيد أن عشرات الأشخاص يتعرضون لتفجيرات، وليس فقط قرب الآثار التاريخية، بل وفي المناطق السكنية العادية أيضا.
هاتان الوثيقتان تم اعتمادهما،و سيتم الآن إنشاء فريق عمل، لكننا يجب أن نفهم جميعنا أن ذلك سوف يتطلب وقت معينا مع الأخذ بعين الاعتبار بقاء مستوى الثقة بين الأطراف المتنازعة متدنياً جداً، وهم يخافون حتى تسليم قوائم الأشخاص المحتجزين أو المعتقلين لديهم
بسبب مخاوف أن يتم القضاء عليهم.
نحن، ثلاث دول ضامنة، يتوجب علينا تحديد ثلاث ممثلين، اللذين سيعالجون العمل مع ممثل الأمم المتحدة حول تنسيق قوائم الأشخاص المعتقلين والمحتجزين، والتبادل بهم. العمل صعب جداً، لكنه مفيد جداً لأن له ثقل إنساني كبير جداً.
حول مؤتمر الحوار الوطني، هل تمكنتم من إيجاد الصيغة، التي ستضمن مشاركة ستافان دي ميستورا في هذا المؤتمر؟
من سيترأسه، ومن سيقود هذا المؤتمر؟ ماذا تقترحون.
في خطابه أمام مجلس الأمن قبل عدة أيام، قال دي ميستورا إن اللجنة الدستورية لا بد أن تُشكل إما في جنيف، وإما من خلال موافقة خاصة من الأمم المتحدة، في حال تشكل هذه اللجنة خارج إطار مسار جنيف.
في هذا الإطار هل تعتزم روسيا بذل جهد لتحقيق تبني قرار في مجلس الأمن الدولي بهدف منح مؤتمر الحوار في سوتشي هذه الصلاحية؟
لافرينتيف: نحن طبعا نأمل أن المبعوث بنفسه "مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستافان دي ميستورا" سيتوجه إلى سوتشي وسيشارك فيه، نحن نعول على ذلك جدا وقلنا له بشكل مباشر.
من الواضح أن القرار سيتم اتخاذه من قبل إدارة منظمة الأمم المتحدة، ولكننا نعتقد أن هذا المؤتمر لا بد أن ينعقد تحديدا تحت رعاية الأمم المتحدة، وطبعا هذه المنظمة لا بد أن تكون ممثلة هناك بأوسع صيغة ممكنة، وليس بشكل أعضاء هذه المنظمة، وهي روسيا وتركيا
وإيران وسوريا وآخرون، نحن نريد أن تلعب الأمم المتحدة دورا أكثر إيجابية.
طبعا، نحن ننطلق من أن السوريين بأنفسهم سوف يتفقون ويقررون جميع مسائل التسوية السورية — السورية، هنا طبعا، لا يجوز أن يكون أي ضغط من قبل الأمم المتحدة.
يمكن أن يكون دور الأمم المتحدة تصحيحيا إلى حد ما، وذو طابع مساعد وتوجيهي، وذلك بنفس الشكل مثل دور تلك الدول، التي تشارك في تنظيم هذا المؤتمر.
نحن نقدم منصة، أهم شيء بالنسبة لنا أن يكون مؤتمر الحوار الوطني شاملا، بمعنى أن تشارك فيه كافة الأطياف، وليتفقوا بعد ذلك بأنفسهم.
في حال لم يتم تحقيق شيء ما، نحن سنقوم بالمساعدة، ولكن لن نقوم بضغوطات متزايدة على أحد من الأطراف المشاركة في المؤتمر.
مصير الشعب السوري يقع في أيدهم، وهم من يقرر، ما يجب فعله في المستقبل، فيما يخص إجراء إصلاح دستوري، فعلى السوريين أنفسهم، اتخاذ قرارا إذا ينبغي تشكيل لجنة دستورية، أو مجلس لبحث موضوع الدستور.
على أية حال، يجب أن ينسق ذلك مع الشرعية السورية ولا بد أن يتم بناءه بدقة وفقا للدستور الحالي.
وفقا للدستور الراهن، يجب أن يوافق الرئيس على هذه اللجنة، من الممكن أن يتم إيجاد آليات أخرى، ومن الممكن أن يتم استخدام الآلية الراهنة، وسوف يتم إقرار موافقة على هذه اللجنة من قبل الرئيس الحالي وهي ستبدأ عملها في صياغة دستور جديد أو في إدخال
تعديلات على الدستور القائم حاليا. ويقرر ذلك السوريون بأنفسهم.
برأينا، لن يكون هناك حاجة لتبني قرار خاص على مستوى الأمم المتحدة لإجراء إصلاح دستوري.
نحن نعمل بدقة في إطار قرار 2254، الذي ينص على أن عملية جنيف — هي عملية تسوية سورية — سورية.
إقرار دستور جديد في أي حال سيتم ليس فقط على الأراضي السورية، سيتم ذلك في الأساس على الأراضي السورية، لكن لا بد أن يشارك في هذه العملية ممثلو الشعب السوري، بما في ذلك هؤلاء الذين يعيشون في الخارج، أعدادهم حاليا بعدة ملايين.
طبعا، في حال ظهر هناك حاجة لجهود من قبل المجتمع الدولي، نحن سنكون سعداء، لكن أهم شيء — أن تُبذل هذا الجهود في الاتجاه الصحيح.
قارب التسوية السورية يجب أن يكون واحدا، ويجب أن يجلس فيه الجميع، والجميع يشارك في التجذيف في اتجاه واحد، في حال جذفنا في اتجاهات مختلفة، فسندور في مكاننا، وأكثر من ذلك سيدفعنا إلى الخلف وفقا لتيار النهر، و لن نتمكن من إكمال الإبحار.
المجتمع الدولي في الوقت الحالي لا ينفذ أعماله بشكل تام، بعض الأطراف تحاول سحب البطانية لأنفسهم أكثر، ونحن مقنعون بأن ذلك لا يجوز عمله".
يعني أنتم تعتبرون أنه لن تظهر هناك حاجة ليس لتبني قرار لتنظيم مؤتمر الحوار الوطني، وليس لتثبيت نتائجه؟
لافرينتيف: لا، ليس هناك حاجة ذلك إطلاقا. هذا مبالغة.
لقد ذكرتم بأنه بعد سوتشي، هذه العملية قد تنتقل إلى عواصم أخرى، هل ممكن توضيح ذلك؟
لافرينتيف: في سوتشي يجب أن يُضع أساس للعمل على دستور جديد، ربما سيتم تشكيل آلية محددة ما، قد يُدعى للعمل فيها خبراء مختلفين من مجموعات معارضة مختلفة، والحكومة المركزية.
بأي شكل سيعمل ذلك، وأين ستجلس هذه اللجنة؟ ربما يتخذ قرار أنها ستختار دمشق نفسها مقرا لها بضمانات ما من قبل روسيا أو أي دول أخرى. إن هذه مسألة مستقبلية، أمور فنية. ولكن ليس هناك حاجة لأي قرار.
وما هي الأماكن المحددة، التي يمكن نقل عملية سوتشي فيها، هل تم تباحث ذلك؟
لافرينتيف: لا، قد يكون ذلك طبعا، جنيف، وقد يكون مكان آخر، يتم تحديده فيما بعد.
لقد تحدثتم عن أهمية الحوار الشامل، بما في ذلك في سوتشي، والقضية الرئيسية في هذا الصدد هي تكوين المشاركين في سوتشي، بما في ذلك إضفاء الشرعية على قرارات الكونغرس.
هل هناك بالفعل فكرة عن التكوين وهل هناك إجماع حول هذه القضية بين الدول الضامنة والحكومة السورية والمعارضة؟
لافرينتيف: للشمول مفهوم واسع جدا، مما يعني أن جميع الممثلين تقريبا يجب أن يكونوا حاضرين، كيف ننظر إلى هذا السؤال؟ فقط ممثلي المعارضة والحكومة المركزية — هذا لن يكون صحيحا تماما، لذلك قررنا الدعوة لمؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، هناك العديد من
القوميات والشعوب والمجموعات العرقية والكثير من القبائل العربية المختلفة… حتى الأكراد، لديهم انقسام كبير فيما بينهم، ويبلغ العدد الإجمالي لمنظماتهم أكثر من خمسين، ولا يمكن دعوة الجميع، نظرا لعدد القوميات الاساسية في المحافظات السورية.
ولكن اقتراحنا كان دعوة عدد معين من الممثلين عن السنيين، العلويين، المسيحيين، الاكراد والقبائل العربية، التي يتمتع شيوخها بالسلطة على الأرض، والذين يستطيعون أن يقولوا كلماتهم الرفيعة، وأن يعربوا عن رأيهم بشأن الاتجاه الذي سيتحرك فيه البلد قدما.
العدد الإجمالي في الوقت الحاضر حوالي 1500 شخص، ولعل هذه القائمة سوف تستكمل بالأشخاص الذين سيقدمهم الجانب التركي، لأننا قدمنا هذه القوائم لدراسة بلدين ضامنين آخرين هما إيران وتركيا.
كل هذا قيد الدراسة، وأعتقد أنه من المرجح أن يكتمل هذا العمل في الأسبوعين المقبلين، من أجل عقد مؤتمر في 29 و 30 يناير/كانون الثاني، من الضروري أن نحدد أخيرا من سيكون حاضرا ونرسل لهم المقترحات حتى يتمكن الناس من التحضير، والأهم من ذلك،
الوصول إلى مكان الانعقاد، وهنا، أعتقد، اننا سنقدم لهم كل الدعم.
هل الأكراد من الحزب الديمقراطي موجودون في قائمة الأسماء المقترحة هذه؟
لافرينتيف: تعلمون أن تركيا تعارض بشكل قطعي مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الذي ينظرون إليه على أنه جزء من حزب العمال الكردستاني، الذي يعتبرونه إرهابيا، ولا يحاربونه على الأراضي التركية فحسب، بل وعلى أراض الدول المجاورة، وقاموا بذلك دائما.
إنه خط أحمر بالنسبة لهم، ونأخذ بعين الاعتبار قلقهم، ونحاول في المرحلة الحالية تحقيق تمثيل الأكراد بالشخصيات الأكثر شعبية، المعروفين والمشهورين، والذين يتمتعون بتأييد في أوساط السكان، ولهم موقف محايد بشأن التبعية لاتحاد سياسي ما.
ومثل هؤلاء الأشخاص موجودون وهم كثر، ونعمل حاليا بالتحديد على الاتفاق بشأن هذه الشخصيات.
ألا تخشون من أن غياب حزب الاتحاد الديمقراطي سيجعل قرارات المؤتمر ذات طابع غير متكامل وغير شامل؟ ماذا ستكون النتيجة؟ هل يمكن التحاقهم في المراحل اللاحقة إن لم يتم مباشرة؟
لافرينتيف: حتى الآن من الصعب الحديث عن مشاركة ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي بالذات، أعتقد بأن قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي لديها فهم بأن الإصرار على مشاركة هذا الحزب لا جدوى منه، الأهم بالنسبة لهم يجب أن تؤخذ مصالحهم بعين الاعتبار من خلال
مشاركة ممثلي الجالية الكردية نفسها، ولذلك أعتقد بأن هذه المسألة ليست خطيرة بحد ما يتم تصويرها.
وكيف سيبدو المؤتمر؟ وكيف سيعمل؟ ستكون هناك مجموعات عمل؟ من سيكون رئيس المؤتمر؟ وكيف ستكون نهايته؟
لافرينتيف: لا يزال من المبكر الحديث حول ذلك، العمل جار، وستعطي الكلمة لمختلف الممثلين، طبعا لن يستطيع الجميع التحدث وإلا سيتحول ذلك إلى فوضى، ومن الضروري التحدث وفق أسس موضوعية، وستعطي الكلمة لمختلف المنظمات — المعارضة الداخلية،
والمعارضة الخارجية، والمعارضة المسلحة.
بالطبع ستكون هناك كلمة لممثلي الحكومة المركزية، لكن الأهم هو أن يعرب الناس عن موقفهم ليس إزاء السلطات الحالية فسحب، بل ولرؤيتهم لطريق المضي قدما، وكيف يرون تنظيم انتخابات نزيهة، وصادقة، وشفافة على أراضيهم، وإزاء رؤيتهم لمشاركة المراقبين الذي
سيقدمون الدعم في تنظيم هذه الانتخابات — مختلف القوى بما فيها القوى العظمى، هناك الكثير من المسائل.
بالطبع ستعمل لجان فرعية محددة، وأعول على أن تكون هناك لجنة فرعية للإصلاحات الدستورية، ولدراسة المسائل الإنسانية، وكذلك مسائل إعادة بناء سوريا، أنا أكثر من واثق من أن المؤتمر سيتحول الى دعوة للمجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم.
هناك الكثير من الأحاديث بشأن برامج إعادة البناء، إلا أن ذلك مقتصر على الأقوال، لكن الدولة كما نرى تحتاج بشكل حاد للمساعدة، وليس للمالية فحسب.
هل يتم بحث أحد ما كرئيس محتمل للكونغرس؟ هناك أنباء حول إنه فاروق الشرع.
لافرينتيف: كل ذلك إشاعات، لا وجود لأي أسماء بعد.
وكيف سيتم تنظيم ذلك فنيا؟ هل سيتم استخدام المواقع الأولمبية في سوتشي لعقد الكونغرس؟
لافرينتيف: بالطبع، إن تجربة تنظيم الألعاب الأولمبية في سوتشي ستستخدم لإجراء هذه الفعالية الكبيرة، الحديث حول 1500 شخص، ربما سيتم استخدام أحد المواقع الأولمبية.
سمعنا أن معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية يقوم بجمع المتطوعين لمؤتمر الحوار الوطني؟
لافرينتيف: العمل جاري والمشاركين سيكونون كثر، يجب ان ينتشروا في الفنادق بشكل محكم، هنا تكمن المسائل الأمنية ومسائل عدم حدوث احتكاك بين المصادر نفسها خلال الوقت خارج فترة المحادثات، هناك الكثير من المسائل التي من الضروري حلها وبالتأكيد سنحتاج للكثير من الناس بما في ذلك بصيغة المتطوعين الذين يجب أن يشاركوا بما في ذلك المترجمين.
ألا تعتقدون أن مدة يومين هي قليلة لمؤتمر بمثل الحجم الضخم؟
لافرينتيف: إذا أطلنا فسيشكل ذلك خطرا بأن يصبح الحدث خارجا عن السيطرة وفوضويا غير مضبوطا حيث سيصبح من الصعب جدا التوصل إلى أهداف محددة.
يجب وضع هدفا ومهمة واضحة التي سنتوجه نحو تحقيقها، وبعدها هذه العملية، نحن نعول على أن هذا الحدث لن يكون لمرة واحدة، إذا كان تحت رعاية الأمم المتحدة وجنيف هذا بالتأكيد طبيعي وجيد وهذا الإسهام الذي سندخله في قضية التسوية السياسية.
وعلى أي مستوى ستكون مساهمة الدول الضامنة في هذا اللقاء بسوتشي؟
لافرينتيف: المسألة الآن في مرحلة الاتفاق نحن نعتبر انه من الممكن أن تتواجد الدول الضامنة وممثلي الأمم المتحدة طبعا بصفة المراقب ومن الممكن ان يكون هناك أعضاء آخرين في المجتمع الدولي المؤهل لأن يتم تمثيله هناك، ولكن أيضا أريد أن أقول أنه سيكون
حاضرا حصريا بصفة مراقب، وبحضوره يجب أن يدعم طموح الشعب السوري وإيجاد مخرج لهذا المأزق، وعدم التأثير عليهم بأي شكل من الأشكال، وكما يتهيأ لي لن تقوم أي دولة بالحديث، هذه هي الأفكار حتى الآن.
ماهي النتائج القصوى التي ترونها إذا مر كل شيء على ما يرام؟ ومتى يمكن الحديث عن التنفيذ العملي للنتائج وإصلاح الدستور والانتقال الحكومي؟
لافرينتيف: هنا نحن نستبق الأمور الأهم الآن، إطلاق هذه العملية والأهم أن تجري.
أي أنكم لم تقوموا بتحديد فترات معينة؟
لافرينتيف: لم نضع، من الممكن أن يكون ذلك خلال نصف عام أو عام كامل، الأهم إطلاق هذه العملية لكي لا يتم رفض هذه الفكرة من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بل بالعكس لكي يتم التقاطها ويتم تجسيدها لاحقا في قضايا محددة حقيقية، الأبعاد الزمنية غير مهمة
هنا، مع العلم أن لدى الجميع رغبة بالتوصل إلى نتائج حقيقية بسرعة.
نود أن ننتقل إلى مسألة مجموعة العمل حول السجناء، حتى الآن لم ترد تفاصيل، متى ستبدأ عملها؟
لافرينتيف: يتم دراسة إنشاء مجموعة العمل مع الأخذ بعين الاعتبار ممثلي الدول الضامنة بعدد من الأشخاص والأمم المتحدة. فكرنا سابقا بضم ممثلي الحكومة المركزية السورية والمعارضة، ولكن الآن نعتقد أن هذا غير واقعي، يجب أن تبدأ عملها خلال الأسبوعين — ثلاثة
أسابيع القادمة، وسيتم إجراء مشاورات مع ممثلي المعارضة المسلحة والحكومة المركزية والعمل على المواد التي تم الحصول عليها بشأن الأشخاص المعتقلين والاتفاق على مسألة التبادل، ويوجد هناك خطط لمشاركة ممثلين عن منظمة الصليب الأحمر الدولية والهلال
الأحمر في هذا العمل حيث تم إدراجهم ضمن الوثيقة، بالإضافة إلى منظمات دولية وغير حكومية أخرى في حال الضرورة.
أي ستُمثل الدول الضامنة على مستوى خبراء من الدول الضامنة؟
لافرينتيف: نعم، وستقوم هذه المجموعة بتقديم تقارير للدول الضامنة حول العمل المنجز، وما الإجراء الذي يجب ان يتخذ في حال ظهور اي عائق، لكي يصبح العمل فعالا، نحن نأمل بالبدء بأي شيء، هذه مسألة حساسة، والحكومة السورية والمعارضة تتهم بعضها البعض
بعدم الالتزام شروط ما، وكلاهما يعربان عن قلقهما على مصير المعتقلين، لذلك يرفضان تقديم قوائم لبعضهم البعض.
سنحاول التغلب على هذه الحلقة المفرغة من خلال مجموعة العمل للدول الضامنة، لقد تمكنا من فعل هذا على الرغم من الصعوبة الكبيرة خلال اللقاء.
بحسب رؤيتكم، هل من الممكن تحويل النظام في سوريا إلى كونفدرالي؟
لافرينتيف: مسألة النظام الاتحادي أمر معقد جدا، هذا يجب أن يقرره السوريون أنفسهم، وأنا لن أقوم بتقديم أي تقييم حول ما إذا كانت هذه الخطوة صحيحة أم لا، فهذا يقرره الشعب السوري فقط، الأهم هو إنشاء شروط طبيعية وجيدة، من أجل أن يستطيع جميع السوريين
التعبير عن رأيهم.
إذا أقروا أن الوسيلة الفدرالية هي الأفضل بالنسبة لهم عندها يجب فعل ذلك، وفي حال رفضهم بحجة أن هذا قد يؤدي إلى تقسيم البلاد الى إقطاعيات مختلفة فهذا لن يكون صحيحاً، ومثل هذه المخاوف قائمة وليست من فراغ مع أخذ بعين الاعتبار، الخلافات الدينية التي
ظهرت خلال السنوات السبع الأخيرة، قبل سبع سنوات كانت هذه البلاد احد الدول المرجعية في الشرق الاوسط التي عاش فيها بسلام جميع ممثلي الأديان.
بعد الحرب الكثير من المسيحيين هربوا من البلاد، التي كانوا يشكلون توازنا فيها، الآن يجب دعم الكنيسة، كيف تنظرون إلى هذا؟
لافرينتيف: اعتقد أنكم على حق تماما، الحديث عن جزء من المجتمع السوري الذي يمتلك بعض الحقوق الحصرية والذي يجب أن يولى اهتماما أكبر.. حيث أن الكثير من المسيحيين قد رحلوا والكثير يخافون من الاضطهاد وليس فقط المسيحيين، بل الطوائف الأخرى، إذا
قمنا بأخذ ممثلي الشتات الوطني مثل الأرمن الذين عاشوا في شمال البلاد، حاليا لم يعد لهم وجود هناك، لأنهم عمليا سافروا جميعا، مسألة التوافق بين الأديان أصبحت صعبة جدا، إذا ساهم الأساقفة لجميع الكنائس في الوحدة والتوافق والتماسك فهذا رائع، ونحن نأمل ونعول
على ذلك.
هل برأيكم يوجد تهديد على إجراء المؤتمر من جانب بعض القوى، ألا تشعرون بعدم رغبة أحد الأطراف بتحقيق نجاح هذا المؤتمر؟ وهل تتوقعون حدوث محاولات لزعزعة الاستقرار في سوريا بعد سحب الجزء الأساسي من القوات الروسية؟
لافرينتيف: نحن نلاحظ وجود مثل هذه المحاولات بالتأكيد، والكثير لا يعجبهم قيادة روسيا لعملية التسوية السياسية وليس السياسية فقط بل وأيضا مواجهة "داعش"والمجموعات الإرهابية في سوريا، هذا لا يعجب الكثيرين، ولن نشير إلى هذه الدول، هم يتحدثون عن أنفسهم
وفقا لما يفعله ممثليهم رسميا في مختلف الأماكن، بما في ذلك حول عملية أستانا وحول مؤتمر الحوار الوطني.
وأيضا روسيا في هذه الحالة تسعى إلى فعل ما يجب فعله من أي دولة أخرى، يجب أن نضع جانبا مصالحنا الخاصة والعمل لمصلحة الشعب السوري، نحن نحاول فعل ذلك، هل سيتمكن أحد من إعاقة ذلك؟ اعتقد لا لأننا نتحرك بالاتجاه الصحيح وإذا أراد الشعب السوري
أن يدعمنا سيكون هذا واضحا في مؤتمر الحوار الوطني.
تتزايد الآن أكثر فأكثر، الدول التي كانت تتخذ موقفا رافضا للحكومة الحالية في دمشق، وتعيد النظر في موقفها، مثل المملكة العربية السعودية، عندما حضرت أنا وبإيعاز من الرئيس الروسي إلى مؤتمر التوحيد بالرياض والمسمى بـ"الرياض —2"، هم حاولوا وبصدق إقناع
المعارضة عدم إدراج فقرات مسيئة للحكومة الحالية.
أي أن السلطات في المملكة العربية السعودية كانت ضد هذه التحفظات وضرورة رحيل الأسد؟
لافرينتيف: نعم، لقد حاول وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وكثيرون غيره منعهم من فعل ذلك من أجل ضمان الظروف الجيدة والطبيعية لعقد مؤتمر "جنيف"، "الجولة الثامنة للمحادثات السورية — السورية في جنيف"، ولكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك، نحن دعمنا بأنه
قد يكون له نتائج سلبية وهم اعترفوا بذلك بأنفسهم، نحن نعترف أننا لم نتمكن من فعل أي شيء، وقلنا أنهم أشخاص ثقيلين جدا، على الرغم من محاولتنا تطهير صفوفهم من الراديكاليين، فظهر غيرهم، يظهر أن المكان المقدس لا يمكن أن يكون فارغا، أمامنا عمل صعب
جدا، بغض النظر عن أننا استطعنا التعامل مع "داعش" والعمل على المسار السياسي، صعب جدا وقد بدأ للتو، ولا يعلم أحد كم من الوقت سيلزم لذلك.
هل تترقبون أن تشارك المعارضة التي كانت ممثلة في جنيف بالمؤتمر؟ وكيف سيتم التعامل مع مطالبتهم برحيل الأسد؟
لافرينتيف: إذا أوليتم الاهتمام بالبيان المشترك لكل من إيران وروسيا وتركيا حول نتائج "استانا-8"، تم الإفصاح عن ترقب حضور جميع ممثلي المعارضة السورية خلال مؤتمر الحوار الوطني ولكن الذين يدعون إلى وحدة وسيادة واستقلال الأراضي السورية من أجل
مواجهة "داعش" وللطبيعة العلمانية على الرغم من وجود شك في هذا الموقف، إذا كان هؤلاء الأشخاص إيجابيين فبالتأكيد نحن على استعداد لقبولهم وتقديم الإمكانية لهم للحضور، أما إذا كانوا يريدون استخدام "منصة سوتشي" من أجل الصراخ بعدم القبول ببقاء الرئيس
بشار الأسد في السلطة، عندها اعتقد بعدم وجود مكان لهم هناك، لأنه من الواضح أن هؤلاء الناس مع استمرار النزاع المسلح، نحن نريد أن يتواجد هناك من هم حصرا مع الحوار السياسي.
ومن أجل الجلوس بشكل هادئ وألقوا جانبا كل التحيزات وتحدثوا فقط عن كيفية المضي قدما.
وبأي صفة تريدون رؤية الولايات المتحدة الأمريكية هناك؟
لافرينتيف: الولايات المتحدة الأمريكية لم تعرب عن رغبتها بالتواجد هناك حتى الآن، ولكننا سنفكر إذا قدموا مثل هذا المقترح، للتواجد هناك بصفة مراقب عندها نحن على استعداد على الأغلب للنظر في تلك الرغبة ولكن من جديد يجب الاتفاق على هذا كله والتفكير به.
لكنكم لا تلحظون وجود أي معارضة لمؤتمر الحوار الوطني من الجانب الأمريكي؟
لافرينتيف: نحن نترقب نهجا بناء لتلك المسألة ودعما، لأننا جميعا نقوم بعمل واحد، نحن نحاول أن يسود السلام في سوريا ليس من المهم كيف وفكرة من هذه، الأهم هي النتيجة التي سنتوصل إليها، بأي طريقة؟ إذا تم ذلك عن طريق إجراء المؤتمر، عندها دعونا نتحرك
معا باتجاه واحد.