فقد استنتج العلماء في تقرير، تم نشره في مجلة "American Sociological Review": "أن العلاقات مع القريبات قد تتحول للكثير من الناس إلى سيف ذو حدين. فمن ناحية، يمكن أن تكون الأنثى الفرد الذي يتمتع بالدور الأهم في حياة الشخص، ومن ناحية أخرى، هن الأكثر تطلبا وتذمرا في التواصل مع الأقرباء".
وأشار العلماء إلى أن علماء الاجتماع يهتمون بالروابط الإيجابية التي تساعد على تقوية الأسرة وجعلها "خلية مجتمعية"، إلا أن الروابط السلبية التي تسبب عدم الراحة والرغبة الحادة في الهروب من الأسرة لا تقل أهمية.
لذلك، فقد أجرى علماء النفس في كاليفورنيا استطلاعا للرأي بمشاركة نحو ألف شخص. وطلب منهم العلماء التحدث عن أقاربهم وأصدقائهم ومعارفهم، الأكثر تطلبا وتذمرا في التعامل.
واتضح أن العلاقات الأسرية كانت تزعج المشاركين في الاستطلاع أكثر من التعامل مع الأصدقاء والغرباء. إذ يشعر 15% من المستطلعين بعدم الراحة في التعامل مع الأقارب، بينما حصل الأصدقاء والغرباء على نسبة 6-7%.
ومن المثير للاهتمام فإن معظم الأقارب الأكثر تطلبا كانوا من الجنس اللطيف — الأمهات والأخوات والزوجات. فقد اعترف كل ثالث من المستطلعين وسطيا أنه يشعر بعدم الراحة أثناء التواصل مع الإناث في الأسرة.
ولم يكن ذلك يعتمد على العمر أو الجنس، فقد عبر عن هذه الأفكار الأزواج والأبناء والأحفاد والبنات والأخوات والأمهات.
وأضاف فيشر "كثيرا ما يقول الناس إن الروابط الأسرية والاجتماعية القوية مفيدة للمجتمع والفرد نفسه. ومن ناحية أخرى فهي تتسبب بالتوتر أكثر من السعادة، لذلك فنحن نريد أن ندرك كيفية تأثير هذه الروابط السلبية على حالاتنا الصحية".