سبوتنيك . وأجرت وكالة "سبوتنيك" حوارا خاصا مع سفير جمهورية العراق لدى روسيا الاتحادية ليكشف لنا تفاصيل اللقاء ويخبرنا أكثر عن تطور العلاقات الروسية العراقية.
في حال شراء منظومة الدفاع الروسية إس 400 هل يعني هذا أن العراق سيستعيض عن الولايات المتحدة في شراء الأسلحة والاتجاه نحو روسيا؟
الموضوع ليس مسألة استعاضة، بل على العكس تربطنا علاقات جيدة مع الجانب الأمريكي، لكن اغلب الترسانة العسكرية العراقية هي من زمن الاتحاد السوفيتي السابق، وهناك عقود سابقة بين بغداد وموسكو تجاوزت 4 مليارات دولار، والعقود تلك قيد التنفيذ.
ومما لا شك فيه أن السلاح الروسي كان أحد اسباب انتصارنا على "داعش" و حتى بعض القادة العسكريين العراقيين تلقوا تدريباتهم في موسكو وبيننا وبين روسيا علاقات عسكرية تاريخية طويلة، بما فيها العلاقات المميزة مع الملحقية العسكرية في موسكو المختصة بالجانب العسكري وتنفيذ العقود و متابعة العقود ففي شغل جدي مع الجانب الروسي عسكريا.
هل يمكن لتحذيرات واشنطن من تبعات شراء أسلحة روسية من منع هذه الصفقة؟
معالي الوزير صرح عن رغبة الحكومة العراقية في اقتناء منظومة اس 400 وفي حال صدور قرار نهائي ومناقشة الموضوع في مجلس الأمن الوطني، سيعلن العراق رسمياً عن هذا الأمر لتنطلق بعدها المحادثات حول الموضوع.
بالنسبة للتحذيرات الامريكية، لدينا علاقات جيدة مع واشنطن ضمن الاتفاقية الاستراتيجية وأيضا تجمعنا علاقات متميزة مع روسيا لكن عندما سيتخذ العراق اي قرار، سيتخذه بحكم سيادة حكومته، فالعراق والحكومة العراقية من واجبها حماية أراضي البلاد سواء من تهديدات خارجية او داخلية ، فإذا استوجب الأمر شراء المنظومة سيحترم المجتمع الدولي قرار بغداد، وفي حال وجود أي اعتراض سنحاول حله بالطرق الدبلوماسية مع الجانب الأمريكي. أما حاليا لا يوجد أي قرار متخذ بهذا الشأن.
قام وفد برئاسة الوزير إبراهيم الجعفري بزيارة إلى موسكو قبل أيام، ما تفاصيل هذه الزيارة؟ والنتائج التي تم التوصل إليها؟
قام معالي وزير الخارجية العراقي السيد ابراهيم الجعفري بزيارة إلى موسكو قبل ايام بصفته رئيس الجانب العراقي في اللجنة المشتركة، مترأسا وفدا كبيرا مكونا من 30 شخص تقريبا، يمثلون جميع الوزارات العراقية وهيئة الاستثمار والبنك المركزي ورئاسة الوزراء، وخلال الزيارة تم توقيع بيان ختامي ظهرت فيه رغية حقيقة لرفع العلاقات بين البلدين لمستويات أعلى. وخلال الأشهر القادمة سنشهد زيارات مكثفة بين البلدين والتي من شانها ان تزيد التعاون في مختلف المجالات التجارية، الثقافية، العسكرية والسياسية
أكد وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، أن بلاده يمكن أن تلعب دورًا في توطيد العلاقات بين السعودية وإيران ما هو الدور الذي سيلعبه العراق في توطيد العلاقات بين السعودية وإيران؟
بحكم الموقع الجغرافي للعراق، والذي تحده المملكة السعودية من جهة وايران من جهة أخرى، بالاضافة إلى العلاقات الجيدة مع البلدين بمقدوره أن يخلق نوع من التوازن الايجابي في المنطقة، كما أن السياسة الخارجية للعراق بعد عام 2003 قد تغيرت، واستطعنا أن نبرز على الساحة الدولية كمصدر لتهدئة الازمات.
العراق اليوم يلعب دور محوري، وأكبر دليل هو الحصول على مواقع متقدمة دوليا والتي من ابرزها موقع نائب الامين العام للأمم المتحدة، ومقعد الأمين العام المساعد للجامعة العربية.
سمعنا عن تعاون عسكري عراقي روسي إيراني سوري من أجل مكافحة داعش، ما تفاصيل هذا التعاون وهل دخل مرحلة التنفيذ؟
هذا التعاون موجود منذ بدء الحرب على تنظيم "داعش"، حيث يوجد مركز استخباراتي "عراقي روسي إيراني سوري" في بغداد، وكان له دور فعال في تغذية الأجهزة العسكرية بالمعلومات إلى جانب زيادة وتيرة العمليات العسكرية، ففي العام الماضي قام مستشار الأمن الوطني العراقي السيد فالح الفياض بزيارات متعددة إلى موسكو، وهذا أكبر دليل على ان التنسيق الاستخباراتي بين العراق و روسيا على مستوى عال جدا.
سمعنا أن بغداد سلمت روسيا أربع نساء و27 طفلاً يشتبه في صلاتهم بتنظيم داعش كيف تصف التعاون الروسي العراقي بخصوص تسليم أطفال داعش لروسيا؟
للاسف هناك اطفال هم ضحايا للعمليات الارهابية. وكان وزير الخارجية قد أعلن في وقت سابق عن وجود إرهابيين ينتمون لجنسيات مختلفة.. اكثر من 100 جنسية، إلا أن العراق قام بالفصل بين الارهابيين والعلاقات مع الدول التي ينتمون لها، كما هو الحال مع روسيا والتي تجمعنا بها علاقات متميزة.
مع الأسف كان من بين الارهابين أشخاص يحملون جوازات سفر روسية في العراق شاركوا في العمليات الإرهابية وعرضوا حياة اطفالهم للخطر وهذا الملف كان ملف مهم وحساس، وجرى تنسيق دعمه على أعلى المستويات بين الحكومتين، وحتى الان تم اعادة أربع نساء و27 طفلاً إلى روسيا بعد أن ثبت عدم تورطهم في العميات الارهابية، فهناك جهة حكومية مختصة تابعة لمجلس القضاء الاعلى في العراق تنظر في هذه القضايا ويتم تقديم وثائق رسمية من قبل السفارة الروسية في بغداد تثبت رعاية الاطفال والنساء الروس، وهناك تنسيق ما بين الوزارة الخارجية ووزارة الداخلية ووزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل والشؤون الاجتماعية. أغلب الاطفال من هم في سن العاشرة فما دون يتم اعادتهم إلى موطنهم أما النساء فتخضعن لاجراءات اخرى، فاذا ثبت تورطهن في العلميات الارهابية يتم اتخاذ اجراءات قانونية ضدهن ، لكن يتم إعادتهم إلى روسيا ما أن يثبت العكس.
هل يسعى العراق لإنشاء مفاعلات نووية سلمية كما تنوي مصر والسعودية؟
أي مشروع يخدم مصلحة وأمن وسيادة العراق سيكون مفتوحا للنقاش والبحث، فاذا أعلنت شركات الطاقة النووية الروسية رغبتها في بناء مفاعلات نووية سنناقش المسألة على مستويات عليا.
ما أهمية مشروع بدرة بالنسبة للعراق؟
مشروع بدرة من المشاريع الاستثمارية الناجحة في العراق، وفي شهر كانون الاول / ديسمبر الماضي قمت بزيارة معمل بدرة برفقة وزير الطاقة الروسي السيد ألكسندر نوفاك ووزير النفط العراقي جبار اللعيب والرئيس التنفيذي لشركة غازبروم الروسية اندريه ديكوف ودهشنا من التكنولوجيا المستخدمة في المشروع الذي كلف حوالي مليار دولار. نحن نفتخر بهذا لانه اول مشروع استثماري لغاز بروم نفط خارج روسيا.
أكد وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري أن فرص الاستثمار مفتوحة أمام الشركات الروسية، ما هي تلك الفرص وفي أي المجالات؟
العراق طوى صفحة الإرهاب، و اليوم نركز جهونا على مرحلة إعادة الاعمار والبناء، وقد شهد مؤتمر الكويت حضوراً قوياً من قبل الدول الداعمة للاعمار وكان حضور نائب رئيس الوزراء الروسي، أركادي دفوركوفيتش ملفتا جدا.
من المقرر أن يقوم وفد روسي مكون من رجال الأعمال برئاسة نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي بزيارة إلى بغداد في منتصف الشهر الحالي وذلك للاطلاع على فرص العمل الموجودة، ونحن ايضا في الفترة المقلبة ستجمعنا لقاءات مع شركات روسية ابدوا رغبة حقيقية في ان يكون لهم دور في عملية اعادة الاعمار، ونحن كسفارة وكحكومة عراقية لدينا رغبة في ان يكون للجانب الروسي دور كبير والسبب بسيط، وهو أن اغلب البنى التحتية العراقية هي روسية.