نتائج قطع العلاقات المغربية الإيرانية

أعلن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أمس الثلاثاء الأول من مايو/أيار، أن المملكة المغربية قررت قطع علاقتها مع إيران، بسبب الدعم العسكري لحليفها "حزب الله" للبوليساريو.

ومن جانبه قال المحلل السياسي المغربي، رشيد لزرق، إن قطع العلاقات، هو أخطر القرارات في العلاقات الدولية والدبلوماسية بين الدول، مضيفا لـ"سبوتنيك" أن الحكومة المغربية لم تصدر هذا القرار قبل تأكدها من ضلوع إيران في تسليح وتمويل وتأهيل جبهة البوليساريو عبر "حزب الله" اللبناني.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية، حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه، أبلغ بوريطة نظيره الإيراني، أمس بقرار قطع العلاقات، وطالب القائم بالأعمال الإيراني في الرباط بمغادرة الأراضي المغربية فورا.

وكشف لزرق أن أبرز الآثار المترتبة على قطع العلاقات المغربية الإيرانية، تتمثل في عودة السفير المغربي في طهران حسن الحامي للمملكة، إلى جانب مغادرة القائم بالأعمال الإيراني إلى بلاده، على أن يسير مكتب القنصلية الإيرانية في الرباط موظفين صغار لإنهاء إجراءات إصدار تأشيرات السفر للمواطنين، وكذلك الحال بالنسبة لسفارة المغرب في طهران، لافتا إلى استمرار حق المواطنين في المغرب وفي إيران في السفر بين البلدين، لأنه من الحقوق المنصوص عليها في المواثيق الدولية، وقرار قطع العلاقات لا يؤثر عليه، مضيفا أنه حتى إسرائيل تسمح المغرب لمواطنيها بالسفر إليها رغم عدم وجود أي علاقات دبلوماسية بين البلدين.

ويأتي قرار الخارجية المغربية بعد نحو أقل من 4 أشهر من زيارة نائب رئيس مجلس النواب المغربي، عبد الواحد الأنصاري، في 17 يناير/كانون الثاني الماضي، وبحثه تطوير العلاقات مع إيران، وتعزيز العلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي والثقافي والسياسي.

وكشف المحلل السياسي المغربي، أنه قبل قرار قطع العلاقات الأخير لم تكن هناك علاقات اقتصادية أو ثقافية أو حتى سياسية بين البلدين تذكر، خصوصا وأن القرار المغربي، بحسب لزرق بقطع العلاقات مع إيران لم يكن الأول، وإنما سبقه قرار مشابه في عام 2009، على أثر خلاف بين البلدين حول تصريحات إيرانية، طالبت بضم مملكة البحرين إلى أراضيها وهو ما اعتبرته الرباط وقتها "أنشطة مذهبية" للسفارة الإيرانية في المغرب، وقررت قطع علاقتها مع إيران، وهو ما استمر حتى أكتوبر/تشرين الأول 2016، وبعدها عين ملك المغرب السفير حسن الحامي سفيرا للمملكة في طهران.

وأشار المحلل السياسي المغربي إلى أن الدبلوماسية المغربية معروفة بعدم اتخاذ قرارات انفعالية، ومن ثم  قرارها بقطع العلاقات مع إيران، يدل أن هناك مساس خطير بمصالح المغربية، لهذا تم الرد عليه بإجراء  صارم، مشددا على أن قيام إيران عبر ذراعها حزب الله بتسليح جبهة البوليساريو، يعد طعنة في ظهر المغرب، خصوصا  في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية التي تعرفها قضية الصحراء، وتلويح البوليساريو بحرب العصابات.

ومن جانبها نفت سفارة إيران بالجزائر، اليوم الأربعاء 2 مايو/أيار، ما وصفته بـ"الادعاءات المغربية" عن وجود علاقة لها  بنشاطات جبهة البوليساريو، و أضافت في بيان حصلت "سبوتنيك" على نسخة منه أنها " تنفي هذه الاتهامات الكاذبة، وتؤكد التزامها بممارسة دورها القانوني والطبيعي في توطيد وتعميق العلاقات الطيبة بين البلدين الشقيقين إيران والجزائر".

وعلى صعيد البوليساريو، تحدت الجبهة الحكومة المغربية تقديم دليل واحد على تلقيها دعما عسكريا من إيران أو غيرها من الدول الأجنبية، فقال ممثل الجبهة بفرنسا، أبي بشراي البشير، في تصريحات نقلتها عنه وكالة الأنباء الصحراوية، المتخصصة في نشر أخبار الجبهة" إن الجيش الشعبي للبوليساريو يخوض حربه التحريرية الوطنية بالاعتماد بشكل حصري على الإنسان والكادر الصحراوي فقط، مؤكداً أنه لم يُسجل طيلة فترة الكفاح المسلح ضد الاحتلال المغربي، وجود عسكري تابع لأية جهة أجنبية.