وبشأن قضية الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، أفاد الأمير خالد بن بندر بن سلطان، في حوار مطول مع صحيفة "welt" الألمانية، بأن حكومة بلاده "تحقّق في القضية بعناية شديدة، علينا أن ننتظر نتائج التحقيق، في النهاية، سنعرف من فعل ذلك ومتى؟ وقد ألقت سلطاتنا بالفعل القبض على 18 مشتبها فيهم في المملكة العربية السعودية، وتم إعفاء موظفين في الجهاز الأمني، من الواضح أن هناك خطأ ما، ونحن غير سعداء بذلك، وهي مأساة لعائلته وأيضا للوطن، أنا حزين جدا وسوف تتم معاقبة المسؤولين عن ذلك".
وعن الإدعاءات بوجود علاقة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بقضية خاشقجي، أكد بن سلطان أن "هذه ليست الطريقة التي تدار بها الأمور، وأن محمد بن سلمان ليس له أي علاقة بهذا الأمر، وليس لدي أدنى سبب للشك في ذلك". وتطرق إلى مكانة ابن سلمان، مشيرا إلى أنه تولى منصبه في وقت خطير جدا، كانت المملكة فيه تندفع نحو جدار مسدود لأسباب ديموغرافية واقتصادية.
وأوضح أن "الكثير من الناس لديهم رأي حول الأمير محمد بن سلمان دون أن يعرفوه، ومن السهل أن تجد سياساته جريئة، جذرية، سريعة، لكن تذكر أنه تولى منصبه في وقت خطير للغاية، كنا نندفع نحو الجدار (طريق مسدود)، بسبب النمو السكاني الكبير في العقود القليلة الماضية، كان جيل كامل من الشباب السعوديين على وشك الانضمام إلى اقتصاد بعيد كل البعد عن تحقيق النمو اللازم والتوظيف وتحقيق تطلعات جميع هؤلاء الشباب".
ولفت السفير السعودي إلى أنه: "عندما تم تعيين الأمير محمد بن سلمان، في منصب ولي العهد، كان واضحا إذا لم نبدأ في تحويل اقتصادنا على الفور، فكلنا سنصطدم بذلك الجدار، لكن ولي العهد عالج أخيرا هذه المشكلات، لقد قام بأشياء كان يحلم بها الشباب هنا منذ سنوات".
ومضى في هذا السياق قائلا: "لقد حاصرنا ميناء مدينة الحديدة، ولكن ليس بشكل مستمر، لم نختر هذه الحرب، تدخلنا عندما طرد الحوثيون الحكومة الديمقراطية في اليمن وطلبت الحكومة الشرعية المساعدة، لكن إذا توقفنا عن قتالهم، فسوف تسقط البلاد بأكملها إلى الأقلية المتطرفة الصغيرة من الحوثيين، ولن يكون ذلك ديمقراطيا ولا عادلا ولا معقولا".
وفي الشأن الإيراني، قال الأمير السعودي: "المشكلة ليست في تنافس عربي — فارسي، المشكلة هي بالضبط الحكومة الإيرانية الحالية، فقبل وصولهم إلى السلطة، لم تكن بيننا مشكلات، النظام الإيراني الحالي يهتم بزعزعة الاستقرار والنفوذ، بما في ذلك في أوروبا".