ذكرت صحيفة "هاآرتس" العبرية، مساء اليوم، الأربعاء، أن نتيجة إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن انسحاب قواته العسكرية من سوريا، سيكون له عواقب وخيمة، وسيكون له تأثير على كل من روسيا وتركيا والأكراد وإسرائيل أيضا.
تنظيم "داعش"
وأوضحت الصحيفة أن هناك أكثر من ألفي جندي أمريكي يتواجدون حاليا على الأراضي السورية، وبأنه منذ وصول تلك القوات إلى سوريا، في عام 2015، وهي تحقق نجاحات الواحدة تلو الأخرى، خاصة على تنظيم "داعش"، ومنذئذ توسع العمل العسكري الأمريكي ضد تنظيم "داعش".
وشرحت الصحيفة مهام القوات الأمريكية العاملة في سوريا، من بينها العمل كمستشارين للمقاتلين الموالين للأكراد، ولجنود "الجيش السوري الحر"، وينخرط عدد أقل للجنود في مهام أمنية وحراسة في مناطق متطرفة، أو منعزلة، في حين يقوى موقف المهندسين الأمريكيين وكذلك الطيارين الذين يتمركزون في مناطق بعينها.
وعزت الصحيفة العبرية المهمة الرئيسة للقوات الأمريكية في سوريا إلى العمل على القضاء على تنظيم "داعش"، وحينما وصلت القوات الأمريكية في بدايتها كانت تعمل على تدريب القوات المحلية لمواجهة التنظيم المميت، عبر ضربات جوية قاتلة.
دعم لوجستي
وأردفت الصحيفة القول بأن القوات الأمريكية العاملة في سوريا، طلبت المزيد من الدعم العسكري واللوجستي لإنهاء مهام عملها في أنحاء سوريا، وبالفعل دشنت الولايات المتحدة في مطلع عام 2016، منصة لهبوط الطائرات المروحية، شمال شرقي سوريا، وبعد عدة أشهر، تم بناء القاعدة الاستراتيجية الأمريكية "التنف" بالقرب من المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق.
وحول قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا، وإعلان الرئيس دونالد ترامب، الانسحاب الفوري، أشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي ادعى أنه هزم تنظيم "داعش" في سوريا، وأنه أنهى مهمته فحسب، وعليه الانسحاب، وقد كان، مؤكدة أن مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية ودول غربية أخرى تخشى من أن الانسحاب الأمريكي من سوريا، سيؤدي إلى إطلاق يد روسيا وإيران في كل القطر السوري، وإنه سيصبح بإمكان إيران خلق خط مباشر إلى "حزب الله" اللبناني لنقل السلاح، عبر سوريا والعراق.
معارضة إسرائيلية
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أنه سيكون لتركيا نصيب من نتائج هذا الانسحاب الأمريكي، ويتعلق بتعزيز تواجدها في شمال شرقي سوريا، بالقرب من حدودها الجنوبية مع سوريا.
وأفادت الصحيفة العبرية في تقريرها المطول بأن الأكراد، من جانبهم، والذين يقاتلون في شمال شرقي سوريا، والذين اعتادوا على تلقي دعم جوي أمريكي، فإنهم سيجدون أنفسهم في مشكلة أمنية كبيرة، خاصة إذا ما زادت تركيا من قواتها في تلك المناطق.
وأوردت الصحيفة أن إسرائيل تعارض تلك الخطوة الأمريكية، كونها ستعمل على سيطرة إيران على سوريا، بل ستعمل طهران بكل حرية وبقوة في كل الأرجاء السورية، وهو ما تعارضه وتقف ضده، وبقوة، تل أبيب، منذ سنوات.
كما أن السعودية من ناحيتها، والتي تقاتل بهدف منع إقامة قواعد وقوات إيرانية في الشرق الأوسط، هي الأخرى ستكون خاسرة من الانسحاب الأمريكي من سوريا.
مرحلة تالية
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أكد أن الحرب ضد المجموعة الإرهابية "داعش"، كانت الهدف الوحيد من بقاء القوات الأمريكية في سوريا.
كما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، مساء اليوم الأربعاء، أن واشنطن بدأت عملية سحب القوات من سوريا، وأن القوات الأمريكية تستعد للمرحلة التالية من محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.
كما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، مساء اليوم الأربعاء، أن واشنطن بدأت عملية سحب القوات من سوريا، وأن القوات الأمريكية تستعد للمرحلة التالية من محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقالت ساندرز في بيان، اليوم الأربعاء "بدأنا إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن، ونحن ننتقل إلى المرحلة التالية من هذه الحملة".