فهذه المناطق، التي تسمى "شرق الفرات"، يفترض أنها تخضع لسيطرة كاملة من قبل القوات الأمريكية والفرنسية وأجهزتهما الأمنية، إلى جانب حلفاء آخرين من قوات احتلال تعمل ضمن ما يسمى "التحالف الدولي" غير الشرعي، بالإضافة إلى قوات "قسد" وأذرعتها الأمنية.
مسرح عمليات مستقل للأمريكان
ومع ذلك، تبدو مناطق الريف الغربي للرقة أشبه بمسرح عمليات مستقل عن مجمل ما تقوم بها قوات الاحتلال الأمريكي في أقصى شرق الفرات، حيث الجيب الداعشي قرب الحدود السورية العراقية.
مراسل "سبوتنيك" نقل عن مصادر أهلية في منطقة الاستهداف الأخيرة، أن الطائرات لم تنفذ أي عملية إنزال، كما لم يعرف الأسباب الحقيقية لقيامها بفتح نيران رشاشاتها على تلك البقعة الزراعية حتى الآن.
تواصل المروحيات الأمريكية بشكل مستمر القيام بعمليات من هذا النوع، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت تزايدا ملحوظا في هذا النوع من الأعمال.
نهاية الأسبوع الماضي، شهدت عملية إنزال جوي للقوات الخاصة الأمريكية في منطقة "السحل" بريف الرقة الجنوبي الغربي.
بنك معلومات الرقة
شهود عيان أكدوا لـ "سبوتنيك" أن قوة أمريكية نفذت عملية إنزال في البلدة التي تقع على طريق حلب، وتبعد نحو 15 كيلومترا عن الرقة، وقامت باعتقال المدعو "عيسى الشواخ" واقتادوه إلى جهة مجهولة، والشواخ هذا هو إبن شقيق المدعو (أبو لقمان/ واسمه الحقيقي علي الشواخ) الذي كان يشغل منصب ما يسمى "والي الرقة" الذي عينه تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) أثناء سيطرته على المدينة.
المصادر رأت أن اعتقاله جاء على خلفية تشبيهه ببنك معلومات الرقة خلال فترة سيطرة "داعش" التكفيري، فهو خازن أسرار عمه (والي الرقة)، ولديه كم هائل وخطير من المعلومات حول علاقات التنظيم الإرهابي بما فيها الفصول المظلمة عن صفقة الرقة التي انتقلت خلالها المدينة من سيطرة "داعش" إلى القوات الأمريكية وحلفائها، كما أنه عاصر فترة إعلان "داعش" تحوله من "الجيش الحر" إلى ما يسمى "دولة الإسلام في العراق والشام"، وما قد ينطوي عليه ذلك من معلومات أخرى لها علاقة بالدول التي شاركت في دعم تمدد تنظيم "داعش" الإرهابي داخل سوريا حين كان اسمه "الجيش الحر"، والجهات التي مدته بالسلاح والأموال وطرق إيصالها، والطرق التي حصل من خلالها على معلومات أمنية غاية في الدقة إضافة إلى صور الأقمار الصناعية التي كانت تتدفق إليه بشكل مستمر عن مناطق سيطرة الجيش السوري في شرق البلاد، والتي ساهمت بشكل أساسي في دعم قدرته على احتلال مناطق من الصحراء السورية المتصلة بالحدود السورية العراقية وصولا إلى منطقة التنف.
مجزرة المنصورة بحق الأطفال والنساء
وبحسب مصادر أهلية في البلدة الواقعة على طريق الرقة — حلب، فقد تمت عملية الإنزال بالقرب من "المدرسة الداخلية النموذجية" جنوب البلدة و"مركز استلام الحبوب" عند طريق المنصورة — الرصافة.
المدرسة الابتدائية النموذجية التي تم الانزال قربها لا زالت تحوي حاليا نحو 200 جثة غالبيتهم الساحقة لأطفال ونساء كانوا قد لجؤوا إليها هربا من بلدات وقرى ريف الرقة الغربي، قبل أن تطالهم "مجزرة المنصورة" الشهيرة التي ارتكبتها طائرات "التحالف الأمريكي" عبر قصف عنيف ومتواصل لساعات استهدف المدرسة بقذائف شديدة التأثير، في سياق عمليات التمهيد الجوي تسهيلا لاقتحام مسلحي تنظيم "قسد" الكردي البلدة.
عملية الانزال في المنصورة نفذتها 4 طائرات أباتشي، وبحسب شهود عيان من البلدة، هبطت اثتنان منهما على الأرض وترجل من كل واحدة نحو 10 جنود، فيما بقيت الأخريين تحومان في سماء المنطقة على ارتفاع منخفض.
وبحسب الأهالي، فإن عملية إنزال المنصورة هي الأخرى كانت بهدف اعتقال أحد قياديي "داعش" البارزين سابقا، وهو أيضا كان طليقا بعلم المخابرات الأمريكية، وبمعرفة "قوات أسايش" الذراع الأمنية لتنظيم "قسد" الموالي لها، لكنهم لم يعثروا عليه.