الكثير من العاشقين الشباب ممن كانوا يهرعون إلى اقتناء هدايا عيد الحب، باتوا اليوم في حضن الأرض، وفقدت فتياتهن تلك اللحظات الخاصة التي كانت تجمعم في 14 فبراير/شباط من كل عام.
مع تقهقر الضغوط (التكفيرية)، سارعت الدول الغربية إلى تشديد عقوباتها إلى حدود قياسية على مختلف مناحي الحياة الاقتصادية، فوقع الشباب بين فكي كماشة، ليجد الكثير من العاشقين أنفسهم معها أمام ورطة هدية "عيد الحب".
ويعتبر عيد الحب أو عيد العشّاق، أو ما يسمّى بـ "يوم القدّيس فالنتين" أحد المناسبات الّتي يحتفل بها العالم في الرّابع عشر من شهر فبراير من كل عام، ويعدّ هذا اليوم أحد الأيّام الرمزيّة الّتي يعبّر من خلالها العشّاق عن حبّهم عن طريق تقديم الورود الحمراء وبطاقات الأعياد والهدايا.
ويمر عيد الحب على الشباب السوري وقد خرج للتو من أجواء الحرب، في حين تعاني البلاد أزمة اقتصادية متفاقمة نتيجة الحصار والعقوبات القسرية أحادية الجانب التي فرضها الغرب على سوريا، ما أدى إلى تردي الأوضاع المعيشية وتدهور القدرة الشرائية لليرة.
وفي هذه الظروف يجد الكثير من العاشقين أنفسهم في ورطة "عيد الحب" نظرا لارتفاع أسعار الورود والهدايا بشكل هائل في هذا اليوم، فعادة الوردة الحمراء التي يبلغ ثمنها مئتي ليرة تقفز في الرابع عشر من فبراير شباط ليبلغ سعرها آلاف الليرات، وهو حال الهدايا الرمزية ذات اللون الأحمر المتعلقة بهذه المناسبة.
كاميرا "سبوتنيك" جالت في أسواق دمشق واطلعت على مختلف أصناف هدايا الحب، والتقت العديد من الشبان والشابات واستطلعت آراءهم حول هذه المناسبة.
الكثير من الشبان الذين التقيناهم أعربوا عن امتعاضهم من تحول مناسبة عيد الحب إلى فرصة يغتنمها التجار من أجل تحقيق الأرباح الكبيرة عبر طرح أصناف الهدايا المختلفة بأسعار خيالية، مشيرين إلى أن الكثير العشاق يخترعون حجة غياب في هذا اليوم للإفلات من تقديم الهدية الغالية الثمن ويعودون للوصال بعد مرور المناسبة، وهذا بحد ذاته دليل على أن الكثير من هذه العلاقات غير صادقة وغير حقيقية.
ورأى بعض الشبان أنه لم يعد هناك وجود للحب الحقيقي، الذي يعتبر مبررا منطقيا للاحتفال بعيد الحب، كما أن العادات والتقاليد في بعض دوائر المجتمع الضيقة تمنع الكثير من الشبان من إعلان حبهم أو ارتباطهم قبل الخطوبة، وبمعنى آخر تدور قصص الحب في الخفاء، أما الحب الحقيقي فهو لا يحتاج ليوم عيد محدد في السنة، لأن المحب الصادق يحتفل بحبه كل يوم.