والعراق هو البلد الوحيد الذي تعتمد إيران عليه ليكون منفذها إلى العالم بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل أحادي الانسحاب من الاتفاق النووي في أيار/ مايو الفائت قبل أن يفرض عقوبات مشددة على إيران في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ومن البرامج الأخرى للرئيس الإيراني خلال زيارته للعراق، التي تمتد حتى الخميس المقبل؛ اللقاء مع رئيس وأعضاء مجلس النواب العراقي، والمشاركة في الملتقى التجاري بمشاركة القطاعات الحكومية والخاصة الإيرانية والعراقية، واللقاء مع كبار المسؤولين العراقيين وعدد من النخب السياسية والاجتماعية بالعراق.
ويكون روحاني، أول رئيس إيراني يلتقي المرجع الديني العراقي آية الله السيد علي السيستاني، ويقوم بزيارة الأماكن الدينية في هذا البلد.
وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي سبق روحاني إلى بغداد، أمس السبت، في تغريدة على تويتر، إن الزيارة تشمل: "لقاءات مع القادة السياسيين والدينيين، ورجال الأعمال، وممثلين مدنيين في بغداد وكربلاء والنجف، وتضم اتفاقيات متعددة حول التعاون الإقليمي والسياسي والاقتصادي".
وبلغت قيمة التبادل التجاري بين إيران والعراق عام 2018 نحو 6 مليارات و500 مليون دولار، بينما ارتفعت هذا العام لتبلغ 9 مليارات دولار، ويعود ذلك إلى دعم إيران للعراق في محاربة تنظيم داعش (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، ودعمها الاستقرار الأمني في هذا البلد.
ووصف السفير الإيراني لدى بغداد، إيرج مسجدي، زيارة الرئيس روحاني بأنها ستشكل "منعطفا على صعيد العلاقات بين البلدين". وقال:
"هناك اتفاقات سيتم التوصل اليها خلال هذه الزيارة في مختلف المجالات، منها سكة الحديد بين مدينتي خرمشهر الإيرانية والبصرة العراقية ومشاريع تطوير المدن الصناعية وموضوع تأشيرات الدخول واتفاقية الجزائر لعام 1975 والشؤون الجمركية والشؤون الصحية والعلاجية".
وفي إطار السعي الإيراني نحو دول الجوار لفك عقدة عقوبات الولايات المتحدة عليها، سعى الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى رفع وتيرة التهديد ضد والولايات المتحدة بعد انسحابها من الاتفاق النووي، كما رفع وتيرة التغلغل في العمق الداخلي العراقي، وبرز العامل الاقتصادي المتمثل بزيادة النفوذ الاقتصادي الإيراني في العراق، حيث يمثل البلد الجار سوقا مهما لإيران، ومنفذا يعول عليه للخروج من عنق العقوبات.