صرح نائب وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي للصحفيين الإيرانيين في فيينا بأنه يتعين على بريطانيا وألمانيا وفرنسا تقديم خطط ملموسة لتخفيف العقوبات الأمريكية، محذرا من أنه "بخلاف ذلك، سنخفض بالتأكيد التزاماتنا فيما يتعلق بالاتفاق النووي".
ومن المتوقع أن تقوم القوى الأوروبية اليوم الجمعة بترويج ما يسمى بخطة "اينستكس"، وهو نظام مقايضة تم تأسيسه للتجارة الأوروبية الإيرانية يهدف إلى تجنب العقوبات الأمريكية.
من طهران قال المحلل السياسي الإيراني صالح القزويني إن الدول الاوروبية أبدت جدية طيبة للاتفاق النووي عندما أقرت أنها لن تتنازل عن الاتفاق لكن إيران تريد تطبيق ما جاء في الاتفاق وخاصة شراء النفط وإرسال عوائد للصادرات لإيران وأكد أنه نتيجة للضغوط الأمريكية لم تنفذ الدول الأوروبية وعودها وأصبح الاتفاق من جانب واحد وهو الجانب الإيراني الذي يريد أن يتمكن فقط من تصدير النفط دون أي معوقات أو تهديدات والحصول على عائداته.
وأوضح صالح أنه إذا تمكن اجتماع فيينا من تنفيذ ذلك سيحسم أمر بقاء إيران في الاتفاق ، وأشار القزويني إلى أن إيران لم تهدد بتسريع تخصيب اليورانيوم وتخفيض الالتزام من الاتفاق النووي إلا بعد أن شعرت باليأس من الدول الأوروبية في تنفيذ بنود الاتفاق ، منوها أن اجتماع اليوم سيظهر ذلك الالتزام في ظل وعود أوروبية بإطلاق آلية اينستكس وهي آلية تبادل مالي ما يحتاج لإرادة قوية من الدول الأوروبية التي تعاني من التهديد الأمريكي السافر بخضوع هذه الدول للعقوبات لو نفذت هذه الآلية.
من لندن أشار الخبير الاقتصادي مصطفى البزركان أن هناك موقفا واضحا من أوروبا لدعم ايران من خلال برنامج مالي ومقايضة تلافيا للعقوبات وفي حالة تفعيلة يمكن ان يؤدي الى نتائج مهمة ولكن قد يكون العائق هو العقوبات لأن هناك شركات تخاف من العقوبات الأمريكية والمشكلة أيضا التعامل بالدولار مع الجهاز المصرفي الإيراني.
وأضاف البزركان أن أوروبا أظهرت موقفا أكثر تشددا من إيران في الفترة الأخيرة لدعوتها للجلوس على مائدة المفاوضات من جديد ، وأوضح البزركان أن إيران حددت يوم أمس لرفع نسبة التخصيب ولو توقفت عن ذلك فربما تشجع الدول الكبرى كألمانيا وفرنسا في الإسراع بأن تكون مبيعات النفط الإيرانية في مقابل اليورو أو مقايضة بدون تحويلات مالية.
وأكد د. مصطفى أن أسعار النفط العالمية تتأثر بالناحية السياسية عامة وليس بموضوع إيران فقط وخاصة بعد ان قفزت نتيجة للهجوم على الناقلات ب 4% وايضا يتأثر النفط بالتوتر بين الصين وأمريكا متوقعا أن الأسواق قد تتأثر لو فشل الاجتماع ولكن بهامش ضعيف.
ومن فرنسا قالت الكاتبة الصحفية فابيولا بدوي إن من يحرك الملف النوووي الإيراني هي أمريكا أما أوروبا فلم تقدم أي شئ لأنها وجدت نفسها في معضلة فلم تستطيع السيطرة على الشركات الكبرى التي تتعامل مع إيران ولم تقف الدول الأوروبية بقوة أمام تصريحات إيران بتسريع تخصيب اليورانيوم.
وأشارت فابيولا إلى أن الجهود الأوروبية تحاول أن تثني إيران بعدم تنفيذ تهديداتها قائلة إنه في ظل تغير المشهد السياسي في أوروبا والأزمات التي تعاني منها الدول الأوروبية كفرنسا عطل تقديم آلية واضحة لإنقاذ الاتفاق النووي. وأوضحت بدوي أن هناك عقوبات تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية وخوف الشركات من أن تطالها هذه العقوبات يجعلها تتراجع عن المضي قدما في نظام المقايضة مع إيران مؤكدة أن هناك حالة من الهدوء الآن قد تجعل إيران تغير من تهديداتها في ظل لهجة هدوء واضحة في كلام الرئيس الأمريكي ترامب والجهود الروسية الحثيثة لحل الأزمة.
إعداد وتقديم حساني البشير