وقال النائب أوسي في حديث خاص لوكالة "سبوتنيك" "في الوقت الذي لا تزال تركيا تخادع وتناور فيه فيما يتعلق بالتزامها باتفاقات سوتشي وأستانا، لكسب المزيد من الوقت لتمرير مشاريعها الاستعمارية الخطيرة في الشمال السوري وخاصة في منطقة شرق الفرات، موضحا "اليوم والبارحة كان هناك مفاوضات بين الجانبين التركي والأمريكي على مستويات عسكرية رفيعة حيث يبحث وفد عسكري أمريكي في تركيا مع وزير الدفاع خلوصي أكار ومع وزير الاستخبارات التركية هاكان فيدان تفاصيل الاتفاق على إقامة المنطقة الآمنة التي يفترض أن تبدأ من منطقة عين العرب "كوباني" لتشمل مدن رأس العين والدرباسية وعامودا حتى تخوم نهر دجلة، وقد صرح أكثر من مسؤول تركي وعلى رأسهم أردوغان بأن تركيا ستقوم "بتجزئة هذا الكوريدور الإرهابي" ويقصدون به مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وحزب الاتحاد الديمقراطي، بهدف فصله عن خطوط إمداده في شمال العراق، أقصى الشمال الشرقي للحدود السورية العراقية".
وأضاف أوسي: "المشروع التركي يهدف للاستحواذ على كل الشمال السوري، فتركيا تسيطر الآن على عفرين والباب وجرابلس واعزاز والراعي وهي تتطلع للاحتلال المباشر لمنطقة شرق الفرات وإجراء تغييرات ديمغرافية بحجة أن وجود قسد في هذه المنطقة هو خطر على الأمن القومي التركي، وتسعى لإسكان أسر الإرهابيين التي نزحت من الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق إلى العمق التركي والمناطق الحدودية بدلا من السكان الأصليين في منطقة شرق الفرات".
وأكد أوسي: "هذه المرة التهديدات التركية جدية وخطيرة جداً وتشكل اعتداءا سافرا على الجغرافيا الوطنية السورية، ولذك "أدعو الأخوة في قسد وحزب الاتحاد الديمقراطي إلى عدم الرهان على المشروع الأمريكي في سوريا لأن أمريكا ستسلم هذه المنطقة في النهاية إلى حليفها في الناتو وستخذل الأكراد مرة أخرى وستنسحب من الأراضي السورية، ولذلك فإن الحل الوحيد والآمن هو التنسيق الكامل بغرفة عمليات عسكرية مشتركة مع الجيش السوري، وباستئناف الحوار السياسي بين ممثلي قسد وحزب الاتحاد الديمقراطي وبين الحكومة السورية بدمشق كما جرت جولتان من المفاوضات في السابق قبل أن يوقفها التدخل الأمريكي، وعلى القيادات الكردية في منطقة شرق الفرات طرق باب الحكومة المركزية بدمشق والتنسيق لدخول الجيش السوري إلى هذه المنطقة لنزع الذرائع التركية قبل فوات الأوان، وأعتقد أنه الحل الذي يفضله الحليف الروسي، أي دخول القوات السورية وانتشارها في المنطقة، لأن القوات الأمريكية والتركية هي قوات محتلة وغير شرعية".
ورأى أوسي أن أمريكا لم تكن يوما حليفا للكرد، "فالإنكليز والأمريكان لطالما باعوا المكون الكردي لصالح تركيا، وفي سوريا كان الأمريكيون يبحثون عن حلفاء من مكونات الشعب السوري لتبرير احتلالهم لشرق الفرات ووجدوا ضالتهم في القيادات الكردية، واليوم فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستبيع الأكراد مع عودة البديل التركي "الأصيل" مع أطماعه الاستعمارية في الشمال السوري حيث الحلم التركي بتنفيذ الميثاق الملي العائد لعام 1920 والذي يعتبر حلب والمناطق الكردية إضافة إلى الموصل وكركوك في العراق جزءا من الميثاق الملّي ومن الأراضي التركية".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن اليوم الأحد أنه: "سندخل إلى شرق الفرات كما دخلنا إلى عفرين وجرابلس والباب بشمال سوريا وأخبرنا روسيا والولايات المتحدة بذلك"، مؤكداً أن تركيا ستنفذ عملية شرق نهر الفرات في شمال سوريا، في منطقة تسيطر عليها ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال أردوغان: "لقد نفد صبر تركيا من الولايات المتحدة، التي توصلت إلى اتفاق مع أنقرة لتنفيذ منطقة آمنة في شمال شرق سوريا. تم إطلاع كل من روسيا والولايات المتحدة على العملية".