وقال عمر نجيب الكاتب والمحلل السياسي المغربي، إن كل فئات الشعب المغربي في الداخل والخارج استنكرت واقعة حرق العلم المغربي من جانب عدد قليل من عديمي الوطنية، لأن الاحتجاج والمعارضة على كل حال يجب ألا يمس الرموز الوطنية المقدسة ومنها العلم، وهذا الأمر مدان ولكنه لا يستحق الرد الرسمي من الحكومة لأنه لا يعبر عن جموع الشعب.
وأضاف المحلل السياسي لـ"سبوتنيك"، "لا أحد يقبل في أي مكان بالعالم أن أبناء الوطن يحرقون رمزهم بالخارج أثناء الاحتجاج، وحرق العلم عملية منبوذة".
واعتبر نجيب أن هذا التصرف دليل على "الفشل والعجز بعدما فقد الشخص الذي قام بذلك كل وسائل الضغط والتأثير".
وأكد نجيب على أن هذا العمل المدان هو "عمل فردي" حتى وإن قام به مائة شخص، و"بكل تأكيد هناك جهات انفصالية تحرك مثل تلك الأمور وتحاول المساس بالمغرب وقدسيته وإظهار أنهم مظلومين أمام العالم، كما أن هناك جهات في بعض الدول الأوروبية تشجع على الانفصال، لأنهم يرون أن وحدة أي بلد يمثل ضررا بالنسبة لهم، كما أن هناك جهات في أسبانيا ترى أن المغرب الموحد يهدد سيادتهم وفرصتهم للعودة إلى المنطقة".
وأشار المحلل السياسي إلى أن المغاربة يرون أن هذا الأمر مستنكر ولا يجب حتى الحديث عنه، وحتى الحكومة تجاهلت الرد على مثل هذا "العمل المقزز"، ولا أعتقد أنه سيكون هناك رد عليه، وستقوم بعض الصحافة الحزبية بالرد عن طريق الأحزاب ووسائل إعلامها وقنواتها الفضائية.
ليس عمل نضالي
من جانبها قالت الناشطة الحقوقية المغربية حليمة بناوي لـ "سبوتنيك"، نحن نناضل ضد كل الانتهاكات للحقوق والأزمات التي تقع في المغرب ولكنني لا أتفق مع من قام بحرق العلم المغربي في فرنسا، لأن هذا الأمر ليس أسلوب نضالي من أجل المجتمع، وهذا الأمر يشعل الأزمات في طريق النضال نحو الحقوق والحريات.
وأضافت بناوي، الإنسان ينطلق من قناعته، وكيف يرى أنه مغربي ويناضل من أجل حقوقه المشروعة، هذا لم ينحرف وإنما قد يكون له أهداف أخرى، وأرى أن هذا ليس بعمل يساعد أو يساهم في إطلاق سراح معتقلي الريف، ولم أسمع عن مثل تلك الوقائع من قبل.
وتواصلت "سبوتنيك" مع عدد من المسؤولين والوزراء المغاربة الذين رفضوا التعليق على الواقعة، وقالوا إنها "عمل فردي مشين يستحق الجاهل".
واستنكر رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي، قيام بعض الأشخاص المغاربة خلال وقفة احتجاجية ضد السلطات المغربية في فرنسا بتدنيس وحرق العلم الوطني المغربي، في سياق إدانات مغربية رسمية ومدنية.
كما ندد مجلس الجالية المغربية بالخارج بما اعتبره “عملا صبيانيا وجبانا، ومسا خطيرا بأحد رموز السيادة الوطنية، وخدشا لكرامة المواطنين المغاربة داخل الوطن وخارجه”، إثر قيام بعض الأشخاص بحرق العلم الوطني في مظاهرة بالعاصمة الفرنسية باريس يوم السبت الماضي.
وقام محتجون بحرق العلم الوطني في مظاهرة بالعاصمة الفرنسية باريس يوم السبت الماضي ، وهو ما اعتبره مجلس الجالية (حكومي) "مسا خطيرا بأحد رموز السيادة الوطنية وخدشا لكرامة المواطنين المغاربة داخل الوطن وخارجه".
واعتبر الأمين العام للمجلس، عبد الله بوصوف، الواقعة بأنها عمل إجرامي لا علاقة له بحرية التعبير، مشددا على ارتباط المغتربين المغاربة بوطنهم ومقدساته ودفاعهم عنه.
اعتراف
وكشفت حليمة زين، الناشطة الريفية الانفصالية، أنها هي من قامت بإحراق العلم المغربي، خلال فعاليات مسيرة احتضنتها العاصمة الفرنسية أول أمس الأحد، دعا إليها ناصر الزفزافي من سجنه، تخليدا للذكرى الثالثة لوفاة محسن فكري.
وقالت الانفصالية المتحدرة من الناظور والمقيمة مونبوليي، في تدوينة على حسابها على موقع التواصل فيسبوك أن "الدولة التي تحكم على أبرياء بعقوبات جد صادمة واغتصابات تستحق أن نحرق علمها".
وكانت المسيرة التي انطلقت من "ساحة لاباستي" صوب "ساحة الجمهورية"، شارك فيها محتجون من مختلف الدول المجاورة لفرنسا، تتقدمها ألمانيا وهولندا وأسبانيا، ورفعت خلالها الأعلام الأمازيغية الريفية والكاتالانية، لمناشدة الدولة والشعب الفرنسيين مساندة المعتقلين المغاربة على خلفية "حراك الريف" حسب ما خطط له المنظمون.