وأوردت الصحيفة أن الباحث المصري محمد سامح عنتر، مدير عام المحميات بوزارة البيئة المصرية، مدير إدارة الجيولوجيا والحفريات بالجهة نفسها، أزاح الرمال عن هذا الحوت، وقام بتحليل عظامه والكشف عن نوعه بمساعدة فريق أمريكى من جامعة "ميتشجان".
وعزت الصحيفة اكتشاف سامح عنتر للاكتشاف الكبير إلى "حلم" راوده في العام 2007، إذ رأى مجموعة من الديناصورات في مكان يسمى "جارة جهنم" بمحافظة الفيوم المصرية (جنوب غرب القاهرة)، وهو الحلم الذي قاده إلى تلك المنطقة القاحلة القائظة، التي تعد موطنًا معروفًا لعظام نوع محدد من الحيتان.
ونقلت الصحيفة عن الباحث سامح عنتر، قوله:
إن الأجزاء التي عثر عليها من بقايا الحوت تشمل بعض الضلوع، وفقرات عظمية، وجزءًا من الفخذ وعظام الذيل، علاوة على عظمة الحوض والقص. بعد العثور على تلك البقايا. في البداية لم أستطع تحديد ماهية تلك العظام، لذا استعنت بخبراء من جامعة ميتشجان للمساعدة في دراسة تلك البقايا.
ولاحظ الفريق البحثي أن حجم عظام الفقرات أصغر من المتعارف عليه، كما لاحظوا أيضًا أن عظمة القفص الصدري غليظة وقوية، وتشبه مثيلتها عند حيوانات اليابسة "في تلك اللحظة أدركت أننا أمام كائن جديد بالكلية لم يسجل من قبل"، يقول الباحث المصري، محمد سامح.
بعد أشهر من العثور على تلك الحفرية، وصل الفريق الأمريكي، بقيادة عالِم الحفريات الشهير، فيليب جينجيرش، الذي يعمل منذ عقود على محاولة إيجاد الصلة بين حيتان البرية والحيتان البحرية.
ورغم قائمة الاكتشافات التي حققها ذلك العالِم الكبير، فإن البقايا التي وجدها سامح أثارت دهشته بحق، فالفحص المبدئي لتلك الأحافير يشير إلى كون الحوت يستخدم طريقة غريبة في السباحة... طريقة لم يسمع عنها جينجيرش مطلقًا في الحيتان القديمة.
فالحوت المكتشف يبدو وكأنه يستخدم "جسده" في السباحة بطريقة تختلف تمامًا عن الحيتان القديمة، التي كانت تستخدم أرجلها في شق عباب الماء تمامًا مثلما تفعل تماسيح الأنهار اليوم.
يتكون اسم ذلك الحوت "إجيكتوس جهيني" من مقطعين: أولهما "إجيكتوس"، الذي يعني عظمة الصدر القوية الغليظة، التي كانت بمثابة الدليل على كون ذلك الحوت إحدى الحلقات الوسيطة بين نوعين مختلفين من الحيتان، أما الجزء الثاني من الاسم "جهيني" فيرجع إلى المكان المستخرج منه الحوت، وهو منطقة "جارة جهنم"، التي يشتد قيظها وحرارتها، بالقرب من محافظة الفيوم المصرية.