ولفتت شبكة "دويتشه فيله" الألماني، إلى القصة المأساوية لسيدة أفغانية أطلقت عليها اسم "MO1"، التي واجهتها في موطنها الأصلي أفغانستان، قبل أن تفر هاربة إلى أوروبا، لتجد نفسها تواجه مصيرا آخر محفوف بالمخاطر.
وأشارت السيدة الأفغانية، وفقا لما ذكره موقع "إنفو ميجرانتس" المعني بأخبار المهاجرين، إلى أن هروبها لم يكن بسبب الاغتصاب أو العنف الذي تعرضت له.
ولكن قالت إنها فرت من بيتها خوفا من ردة فعل أهلها وعائلتها، بعد اكتشافهم تعرضها للاغتصاب.
وتصف السيدة الأفغانية ما كانت تعانيه: "كل ليلة كنت أشعر بالرعب، خوفا من معرفة عائلتي تعرضي للاغتصاب، فأنا كنت أتعرض، من دون ذكر الاغتصاب، إلى العنف والضرب من قبل زوجي".
نار أوروبا
وفرت MO1 إلى أوروبا أملا في أن تحظى بحياة أفضل لأبنائها، بعيدا عن جحيم أفغانستان.
ولكنها فوجئت بأن أوروبا لا ترحب بها، وفرنسا وبريطانيا تماطلان في قبول طلبات اللجوء.
وضعت السيدة أولا طلب لجوئها في فرنسا، معتمدة أن لها شقيقة تقطن في المملكة المتحدة وحاصلة على الجنسية البريطانية، ولكن فرنسا حولت الطلب إلى بريطانيا ولم ترد الداخلية البريطانية على الطلب في المدة المحددة بالشهرين، ما جعل وضعها مجمدا، ومهددة بالترحيل إلى موطنها الأصلي.
وتسمح اتفاقية دبلن الثالثة المتعلقة بلمّ الشمل بالنظر في قضية هذه السيدة حسب مكتب المحاماة، إذ تتيح هذه الاتفاقية تحديد البلد الأوروبي المسؤول عن النظر في طلب اللجوء الخاص بمثل هذه القضايا. وتعدّ حالة "MO1" حساسة لأنها عانت من مرض نفسي خطير وفق محاميها، لكن ما جرى لها لاحقًا كان أخطر.
خسارة مروعة
وبالفعل وقع المحظور، وفقا لما نقله موقع "إنفو ميجرانتس" المعني بأخبار المهاجرين، حيث تزامنت مماطلة الداخلية البريطانية مع سفر زوجها إلى فرنسا للانتقام من زوجته الهاربة، بعدما علم بخبر اغتصابها وهروبها من المنزل.
وقالت الضحية الأفغانية: "ذات ليلة علمت أن زوجي عرف بتعرضي للاغتصاب وأتى لفندقي في فرنسا، وتعرضت لضرب مبرح من قبله، حتى أنه فقأ إحدى عيناي بسكين".
وتعرضت السيدة للعنف في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في فندق بمدينة آراس الفرنسية، حيث ضربها زوجها وطعنها بسكين في عينها اليمنى، ونقلت إلى مستشفى ليل، فيما اعتقلت الشرطة الفرنسية زوجها ويخضع حاليا للمحاكمة.
اهتمت السلطات بأطفال السيدة، لكن وبعد خروجها من المستشفى، عادت إليهم مجددًا كما يؤكده المحامي ريان، لافتاً إلى أنها غير قادرة على الاعتناء بهم لوحدها نتيجة ظروفها الصحية والنفسية.
حصلت "MO1" على دعم من السلطات الفرنسية، كما وجهتها منظمة "سيف باساج" إلى حقوقها وكيف يمكنها الوصول إلى شقيقتها في المملكة المتحدة. واستطاع مكتب المحاماة التنسيق مع السلطات الفرنسية بما يخدم القضية أكثر، لكن القضية لم تتحرك كثيرًا، ولا تزال السلطات البريطانية والفرنسية تماطل كثيرا من أجل منح تلك السيدة حقوقها من أجل أن تعيش وتربي أبنائها من دون خوف.