وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، إنه "اتخذ خطوات لبناء 3500 وحدة استيطانية جديدة في منطقة E1 الواقعة على الطريق بين القدس ومنطقة الأغوار.
ويرى مراقبون أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تأتي بدعم أمريكي من أجل حصد نتنياهو واليمين الإسرائيلي لأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات المقبلة، مشددين على ضرورة تحرك فلسطين والعرب لمواجهة هذه الخطة.
دعاية انتخابية
إياد نصر، عضو المجلس الثوري، المتحدث باسم حركة "فتح"، قال إن "السياسة الإسرائيلية بالتأكيد لن تتوقف عن تطبيق صفقة ترامب، ومحاولة تمريرها، خاصة وأن اليمين الإسرائيلي ما زال يحاول العبث بالساحة الفلسطينية كسبًا للأصوات الانتخابية، وكسب المجتمع اليميني الإسرائيلي لصالحه في الانتخابات القادمة".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "نتنياهو يمر بأزمة خانقة، وهو يدفع إلى المناورة على الحظوظ الفلسطينية واللعب فيها كي تكون مساحة أو دافعًا رابحًا له في المجتمع الإسرائيلي".
وأكد أن "الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة لن توقف فلسطين ولا القيادة على الاستمرار في التصدي للصفقة الأمريكية التي تنتقص من أرض فلسطين، وتضرب بالحق الفلسطيني عرض الحائط، وكذلك بقرارات الشرعية الدولية".
وأنهى حديثه قائلًا: "ستبقى القيادة الفلسطينية، بجانب الشعب متصدين لصفقة ترامب، مهما كلف ذلك الفلسطينيين من ثمن".
دعم أمريكي علني
بدوره قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية بجامعتي القدس والأقصى، إن "طاقم إسرائيلي أمريكي يعكف منذ أن تم الإعلان عن تفاصيل صفقة القرن الأمريكية على ترسيم حدود دولة الاحتلال الإسرائيلي وتوسعها الجديد في الأراضي الفلسطينية، ولذلك طلب الطاقم الأمريكي من نتنياهو عدم الإقدام على ضم أي أراض إلا بعد التشاور مع اللجنة الأمريكية المسؤولة عن تحديد الحدود الإسرائيلية الجديدة".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "سفير الولايات المتحدة الأمريكية باشر بنفسه ترسيم هذه الحدود وشوهد وهو يتنقل مع نتنياهو ولجنة ترسيم الحدود من مكان إلى مكان وشارك في العديد من المناسبات الدينية اليهودية وكان آخرها هو حضور صلوات في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل".
ترسيم الحدود
واستطرد: "يأتي إعلان نتنياهو عن بناء 3500 وحدة استيطانية في الأراضي الفلسطينية بموافقة اللجنة الأمريكية دعما له والانتخابات تقترب وهي توسعات استيطانية خارج حدود المستوطنات المقامة حاليا وهذا ما يعني أن ترسيم الحدود بدأ يدخل حيز التنفيذ، وأن صفقة القرن سينفذ ما تبقى منها دون موافقة الفلسطينيين كما صرح نتنياهو من قبل ".
وعن التحركات الفلسطينية، قال: "الجانب الفلسطيني الذي تراجع من قبل عن فكرة وقف التنسيق الأمني مع الجانبين الأمريكي سيعلن أن القيادة الفلسطينية ستتجه لمجلس الأمن والجمعية العامة للاحتجاج على هذه الخطوات الإسرائيلية".
وأكمل: "ستكتفي القيادة الفلسطينية بالشجب والاستنكار، والحراك الدبلوماسي ولا أتوقع أن يتم تنفيذ خطوات أعمق من ذلك، لأن لكل خطوة ثمن والقيادة الفلسطينية لا تريد أن تدفع الثمن".
إدانة فلسطينية
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بناء 3500 وحدة سكنية استيطانية في منطقة E1، الواقعة شرق القدس المحتلة، قائلة إن القرار "تحد صارخ لجميع القرارات الدولية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2334 بشأن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ورأت الوزارة في بيان لها الثلاثاء، أن "إعلانات نتنياهو عن مشاريعه الاستيطانية تأتي تنفيذا لبنود خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ،ما تسمى صفقة القرن، لفرض واقع جديد على الأرض تحت المظلة الأمريكية، وتقويض أي فرص لإقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى سرعة التحرك وعدم الاكتفاء بالإدانات، لحماية حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.
ويشمل مشروع "E1" مساحة تبلغ 12443 دونماً من أراضي قرى (الطور، عناتا، العيزرية، أبوديس)، وصادق عليه وزير الجيش الإسرائيلي إسحق مردخاي عام 1997.
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، عن خطته لتسوية القضية الفلسطينية - الإسرائيلية، المعروفة بـ "صفقة القرن"، وسط حضور من كبار المسؤولين بإدارته، ورئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وسفراء عمان والإمارات والبحرين.