وضجت مواقع التواصل الاجتماعي، يوم أمس السبت، بتسجيل مصور تابعته مراسلة "سبوتنيك" في العراق، لمواطن من محافظة البصرة، وهو يتوعد بإخراج سلاح رشاش، وقتل جميع أفراد الفريق الطبي الذي ضم أطباء، وعناصر دورية الشرطة، حال لم يغادروا من أمام منزله.
وحالما طرق أحد أعضاء الفريق الطبي المختص بنقل المصابين، والمشتبه إصابتهم بفيروس كورونا إلى المستشفيات المحددة لإجراء الفحوصات اللازمة، باب بيت المرأة العائدة مؤخرا من إيران، والتي يحتمل بشكل كبير إنها مصابة بفيروس كورونا المستجد، خرج شاب ممتلئ، قائلا ً لهم :
المرأة لا تعاني من شيء، وغير مريضة، لذلك غادروا من هنا.
سرعان ما رد الفريق الطبي بعبارات إقناع ودية أخبروا فيها الشاب أنه من واجبهم لأجل حماية المرأة، وعائلتها، وجميع عائلات الحي الذي تسكنه، من تفشي فيروس كورونا، وعملهم يقتضي ذلك ولن يطول الأمر سوى عدة فحوصات للتأكد من سلامتها لا أكثر.
وقبل أن ينهي الفريق إقناع الشاب الذي كان يرتدي تيشيرت أبيض وشورت"برمودا"، خرج لهم شخص أخر من داخل المنزل يرتدي "دشداشة" أو "جلباب" ثوب رجالي، وهو يشتاط غضبا مطالبا إياهم بالمغادرة فورا، وإلا أنهم سيدخل لإحضار سلاح "رشاشة" ويقتل الجميع.
وحال الشاب الأول دون تنفيذ الأبن الغاضب من إحضار السلاح وتنفيذ تهديده بقتل جميع أفراد الكادر الطبي وحتى عناصر دورية الشرطة، الأمر الذي وثقته أحد المرافقين للفريق بتسجيل مصور.
ورضخ أفراد الفريق الطبي، مغادرين المنطقة، تفاديا لسقوط ضحايا، وترك الأمر إلى الأجهزة الأمنية للتعامل، والتصرف مع الرجل الغاضب الذي هدد بالقتل من أمام منزله بوضح النهار، في البصرة التي تحتل المرتبة الأولى بعدد المصابين بفيروس كورونا بين باقي المحافظات.
وبعد ساعات قليلة من انتشار التسجيل المصور للمواطن الذي أثار غضبا شعبيا واسعا في البلاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تناقل الناشطون صورا له، وتسجيل أخر لعملية اعتقاله على يد الأجهزة الأمنية التي اقتادته من داخل منزله مساء أمس السبت.
النساء لا تحجر... طريقة أخرى قد تفقد بها الفتيات العراقيات حياتهن بدافع الشرف هذه المرة لإصابتهن بفيروس كورونا، ومنعهن من المبيت في الحجر الصحي بعيدا عن ذويهن الذين يعتبرون وحدتهن المريرة هذه مخلة بالشرف، ومخالفة للأعراف والتقاليد.
وحالت عائلة عراقية في العاصمة بغداد، يوم الجمعة، 20 مارس الجاري، دون السماح بنقل ابنتهم إلى الحجر الصحي بعدما جاءت نتيجة الفحوصات المختبرية، موجبة بإصابتها بفيروس كورونا المستجد، الأمر الذي دفع عشيرتها إلى التدخل لمنع الكوادر الطبية من حجرها.
وأفاد مصدر طبي عراقي، لمراسلتنا، أن امرأة أثبتت نتائج الفحوصات المختبرية إصابتها بفيروس كورونا المستجد، لم نتمكن من نقلها إلى الحجر الصحي لرفض ذويها ذلك معتبرين حجرها معيبا، ومغايرا لعاداتهم وتقاليدهم التي لا تسمح للنساء المبيت في أماكن بعيدة عنها دون مرافق.
وأضاف المصدر الذي تحفظ على الكشف عن اسمه واسم المستشفى، أن عشيرة المصابة تدخلت في الأمر وتشاجرت مع الكوادر الطبية، لمنع حجر المرأة التي أخذوها معهم إلى البيت دون أن يعوا خطورة هذا الوباء العالمي الذي تسبب بوفاة الآلاف.
من جهته أكد عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، علي البياتي، في تصريح خاص لمراسلتنا، حدوث حالات رفض ذوي الفتيات، والنساء المصابات بفيروس كورونا، نقلهن إلى الحجر الصحي، مخلا بالشرف، ومعيبا.
وأضاف البياتي، هذه الحالات تحدث، مع مشاكل، واعتراضات من قبل الأهالي على الحجر الصحي، وحتى على تخصيص أماكن الحجر، مثلا: الدولة تخصص مستشفى معين في منطقة ما، لحجر المصابين بفيروس كورونا، والأهالي يرفضون ذلك بحجة الخوف، ويقومون بتنظيم مظاهرة أمام المستشفى.
وحسب أخر حصيلة معلنة من وزارة الصحة، والبيئة العراقية، يوم أمس ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في عموم العراق إلى 506 إصابة، و42 حالة وفاة، بعد تسجيل 48 إصابة، و4 وفيات حالتين في كل من العاصمة، بغداد، والبصرة.
هذا وصنفت منظمة الصحة العالمية، يوم 11 آذار/ مارس الجاري، فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد 19"، وباء عالميا (جائحة)، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد المصابين بالفيروس جميع التوقعات.