كرر الاتحاد الأوروبي دعوة الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار في سوريا بما يساهم في إرساء مواجهة أفضل لتفشي وباء كوفيد-19.
وفي ظل الدعاوى الدولية، طرح البعض تساؤلات حول إمكانية تطبيق المجتمع الدولي لهدنة في سوريا، ومدى التزام الأطراف المتحاربة بها.
مبادرة أوروبية
قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية في بيان إنّ "وقف إطلاق النار الذي أقرّ حديثًا في إدلب لا يزال هشًا. ينبغي الحفاظ عليه وأن يشمل كامل سوريا".
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن قد دعا الثلاثاء إلى وقف شامل لإطلاق النار في البلاد، كما شددت على ذلك لجنة التحقيق الأممية حول سوريا.
دعوات غير كافية
مصطفى الطوسة، المحلل السياسي المقيم في فرنسا، قال إن "الدعوات الدولية التي تستغل المحنة العالمية بسبب وباء كورونا لن تؤثر في الأزمات والحروب القائمة".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الدعوى الأوروبية سياسية أخلاقية لن تدفع المتقاتلين في الميدان إلى وقف نزاعهم، بينما تتحدث إلى ضمير العالم بأن هذه محنة مشتركة، ولا يجب أن يكون هناك معاناة للحروب بجانب الوباء".
وأكد أن "منطق الحروب والنزاعات المسلحة لا يخضع للدعوات الدولية، لكن انتشار وباء كورونا قد يفرض هدنة إجبارية في سوريا وكذلك باقي المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة في إفريقيا أو ليبيا".
وأكمل: "بهذه الطريقة يمكن أن يكون للدعوات هذه مصداقية، لكن مجرد التصريحات السياسية لوسائل الإعلام لن تشكل فارقًا على الميدان".
أجندة دولية
من جانبه، قال الدكتور أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي العضو السابق في الوفد الحكومي السوري المفاوض في جنيف، إن "وباء كورونا فرض نفسه كأولوية على أجندات جميع الدول على اختلاف همومها السياسية والاجتماعية والاقتصادية الأخرى".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "وقف الأعمال القتالية الذي تم الاتفاق عليه في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب أردوغان لم يشهد انتهاكات كبرى من قبل أي طرف من الأطراف، وإن كان التوصل إلى تطبيق الاتفاق كاملًا، ولا سيما فتح طريق m4، ما زال لحد الآن غير كامل".
وتابع: بالصورة العامة يمكن القول إن وباء كورونا فرز القيادات على مستوى العالم إلى مستويين، الأول جعل معالجة الوباء ومحاصرته أولوية في السياسة، إن كان على المستوى الوطني أو الدولي، كما هو الحال بالنسبة للقيادات الروسية والصينية، أما النوع الثاني من القيادات فقد تصرف عكس ذلك تمامًا، واستغلوا انشغال العالم لصالح تمددهم العسكري".
وأشار إلى أن "الواقع يوضح بأن الالتزام بوقف الأعمال القتالية في سوريا يأتي حاليًا من المجموعات الإرهابية وداعميها، والذين يريدون المضي قدمًا في مخططاتهم القتالية".
كورونا وسوريا
وأعلنت وزارة الصحة السورية، أمس الأحد، عن وفاة أول وفاة بفيروس كورونا لسيدة فور دخولها إلى المشفى.
وقررت الحكومة السورية فرض حظر تجول بين المحافظات السورية اعتبارا من السادسة من مساء الثلاثاء القادم ولتاريخ 16-4-2020 وكلفت وزارة الداخلية وضع التعليمات التنفيذية لهذا القرار.
"في ظل المتابعة اللحظية لانتشار فيروس كورونا إقليميا ودوليا أجرى مجلس الوزراء تقييما للإجراءات الحكومية المتخذة للتصدي لوباء كورونا خلال الفترة الماضية والقرارات الواجب اتخاذها لحصر أي انتشار للفيروس، وفي هذا السياق قرر المجلس في جلسته الأسبوعية اليوم حظر التجول بين المحافظات اعتبارا من السادسة من مساء الثلاثاء القادم ولتاريخ 16-4-2020 وكلف وزارة الداخلية وضع التعليمات التنفيذية لهذا القرار".
وحتى الآن أعلنت السلطات الطبية في سوريا عن تسجيل 5 حالات إصابة بفيروس كورونا في البلاد، وفرضت الحكومة السورية إجراءات حظر وتقييد للحركة في البلاد حيث شهدت المدن للمرة الأولى في تاريخها حظرا عاما للتجول.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، توصلا في العاصمة الروسية موسكو، إلى مجموعة قرارات لتراجع التوتر في إدلب السورية تشمل إعلان وقف إطلاق نار في المنطقة اعتبارا من يوم 6 آذار/ مارس، وإنشاء ممر آمن في مساحات محددة على الطريق "إم-4".