كشفت دراسة طبية حديثة، أن الأشخاص الذين قاوموا نزلات البرد سابقا، ربما يكون لديهم مناعة محتملة ضد فيروس كورونا المستجد.
واحتوت نصف العينات على خلايا "T" القاتلة التي تكافح الأمراض والتي تعرفت على "فيروس سارس" في المختبر، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
يقول العلماء في معهد "لا جولا" لعلم المناعة في كاليفورنيا، إنه "من المغري التكهن" بأن الإصابة بنزلة برد يمكن أن تقدم شكلا من أشكال الحصانة ضد فيروس كورونا.
ويزعم العلماء أن الفيروس لن يكون غريبا على الجهاز المناعي للأشخاص الذين لديهم خلايا "T"، وبالتالي سيكونون قادرين على محاربته بسرعة.
وأشار الباحثون إلى أن هذا البحث ما يزال يتعين إثباته، ولكن يمكن أن يفسر سبب الإصابة الطفيفة والشفاء لدى بعض الأشخاص، بينما آخرون يتطور معهم المرض حتى الوفاة.
ونظرت الدراسة، لأول مرة في عينات الدم المأخوذة من 20 مريضا مصابا بـمرض كوفيد 19 بعد حوالي 30 يوما من بدء الأعراض.
وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة "سيل" ، أن المرضى - الذين كانوا جميعا من البالغين - لديهم استجابة مناعية قوية مضادة للفيروسات ضد فيروس كورونا، حيث احتوى دمهم على خلايا "T"، وهي خلية دم بيضاء ذات أهمية حاسمة لجهاز المناعة.
وهذا واعد لأنه يظهر أن الأشخاص إذا أصيبوا بفيروس كورونا فقد يكون لديهم مناعة قوية ضده.
ويشرح الباحثون كيف يتم ذلك حيث دم المتعافي يحتوي على خلايا مناعية، هي خلايا الدم البيضاء التي تلعب دورا حيويا في الجهاز المناعي، وهي تتألف من "الخلايا المساعدة والخلايا القاتلة T"، وتعمل الخلايا المساعدة على تحديد خلايا الفيروس التي تهاجم الجسم، في حين أن القاتلة تهاجم خلايا الفيروس وتقضي عليها.
وقام العلماء بمزج عينات دم مجمدة منذ أكثر من أربع سنوات أي قبل اكتشاف كورونا، مع الفيروسات المسببة لكوفيد 19، ليروا ما يمكن أن يحدث.
كتشف الباحثون، أن نحو 70% من العينات حرضت على ظهور الخلايا القاتلة في حين أن جميعها ظهرت فيها خلايا مساعدة.
وتتعرف الخلايا المناعية على أنواع البروتينات الموجودة في فيروس كورونا ولهذا تقاومها.
قال الدكتور شين كروتي، أحد مؤلفي الدراسة: "تظهر بياناتنا أن الفيروس يحرض ما تتوقعه من استجابة نموذجية ناجحة ومضادة للفيروسات".
وأضاف، "كان الناس قلقين حقا من أن كوفيد 19 لا يحدث مناعة لدى الشخص الذي يشفى منه ولكن هذا ينسف ذلك ويؤكد أن المتعافين من فيروس كورونا يكون لديهم مناعة ضده مستقبلا".