واليمن الذي تعصف به الحرب، والذي يعاني سكانه سوء التغذية ولديهم مستويات من المناعة من بين الأسوأ في العالم، منقسم بين الحكومة المدعومة من السعودية والتي تتخذ من عدن مقرا وبين خصومها في الشمال وهم جماعة "أنصار الله".
وأعلنت الحكومة في عدن، منذ العاشر من أبريل/ نيسان، رصد 180 حالة إصابة بالفيروس و30 حالة وفاة في المناطق التي تسيطر عليها، بينما أعلن الحوثيون، الذين يسيطرون على أغلب المراكز العمرانية الكبرى في البلاد، الكشف عن أربع إصابات فقط وعدم تسجيل أي وفيات في العاصمة صنعاء.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن المركز المخصص لعلاج المصابين بمرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بالفيروس في عدن والذي يخدم جنوب البلاد بأكمله استقبل 173 مريضا بين 30 أبريل/ نيسان و17 مايو/ أيار، توفي ما لا يقل عن 68 منهم، مما يشير إلى "كارثة أوسع نطاقا تتكشف في المدينة".
وقالت كارولين سيجان مديرة عمليات منظمة أطباء بلا حدود في اليمن في بيان: "ما نشهده في مركز العلاج التابع لنا مجرد غيض من فيض من حيث عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى ويموتون في (عدن)".
وأضافت: "يأتي الناس إلينا وقد فات أوان إنقاذهم، ونعلم أن الكثيرين غيرهم لا يأتون على الإطلاق، إنهم فقط يموتون في منازلهم".
كانت مصادر قالت إن الطرفين لا يكشفان عن العدد الكلي للحالات. وأقر مسؤول بالحكومة في عدن بأن السلطات تواجه صعوبات في رصد الحالات. ونفى الحوثيون اتهامات الحكومة بأنهم يتسترون على تفشي المرض.
وقالت أطباء بلا حدود في بيانها إن ضعف القدرة على إجراء الاختبارات جعل من الصعب تحديد الأعداد بدقة لكن المرضى الذين يلقون حتفهم "مصابون بوضوح بأعراض كوفيد-19".
وأضاف البيان أن الأمراض المتوطنة مثل الملاريا وحمى الضنك "لا تسفر أبدا عن هذا العدد الكبير من الوفيات خلال هذا الوقت القصير" في اليمن.