استقالة متوقعة
قال عثمان ميرغني، الكاتب والمحلل السياسي السوداني، إن استقالة الحكومة السودانية الانتقالية كان متوقعا منذ خطاب رئيس مجلس الوزراء الدكتور حمدوك يوم 29 يونيو/ حزيران الماضي أي قبل 24 ساعة من تظاهرات الثلاثين من يونيو/ حزيران التي أكد فيها على حدوث تغييرات بالحكومة خلال أسبوعين من تاريخ الخطاب، وذلك للفشل الذي منيت به خلال الشهور الماضية.
وتوقع ميرغني أن يتم إعلان أسماء الحكومة الجديدة في وقت قريب جدا، من المفترض أن تكون كل التغييرات قد اكتملت، حيث كانت تعمل عليها قوى "الحرية والتغيير" والقوى السياسية منذ خطاب حمدوك، لكن في العادة تكون هناك خلافات على بعض المناصب، فقد تعلن بعض الأسماء التي تم التوافق عليها أو يتم الانتظار حتى إعلان الأسماء بالكامل في مؤتمر واحد.
4 وزارات ستظل شاغرة
وجول تشكيلة الحكومة الجديدة وهل ستشارك فيها الفصائل المسلحة قال المحلل السياسي، تم منح الفصائل المسلحة 4 وزارات ولكن من غير المعلوم حتى الآن هل ستترك تلك الحقائب شاغرة حتى إقرار عملية السلام الذي لم يتم الانتهاء منه حتى الآن، ومن غير المعقول أن تعلن أسماء لشغل تلك الوزارات قبل التوقي، غالبا ستترك تلك الحقائب شاغرة حتى التوصل لاتفاق السلام النهائي.
ضغوط شعبية
ولفت المحلل السياسي إلى أن أهم أسباب إقالة الحكومة هو الفشل الكامل لها في الآداء التنفيذي من حيث الأزمات التي يمر بها المواطن السوداني سواء كانت اقتصادية أو أمنية، وهناك احساس لدى الشارع بأن الوزارة فشلت فشلا ذريعا لا يمكن علاجه، فلا توجد أي بارقة أمل لنجاح تلك الحكومة.
وأكد ميرغني أن ضغط الشارع هو من كان وراء هذا التغيير بعد أن شعر الدكتور حمدوك بضغط شديد، ما اضطره لإلقاء خطابه قبل نزول المواكب المعلنة في 30 يونيو/حزيران الماضي، فقد استبق مطالب الشارع والذي كان يطالب بقرارات كبيرة جدا وأعطى لنفسه مهلة 14 يوما من تاريخ الخطاب ولم يكن أمامه خيار آخر قبل انتهاء تلك المدة سوى تلك القرارات تجنبا لضغوط جديدة من الشارع.
فشل غير مسبوق
وأضاف أرباب لـ"سبوتنيك"، "نظرا لهذا الفشل قررنا الخروج مع الشعب وقلنا كلمتنا الواضحة وارسلنا رسائلنا وطلبنا منهم أن يرحلوا لتأتي حكومة كفاءات حقيقية، موقفنا منذ اليوم الأول من سرقة الثورة من هؤلاء الفاشلون كان واضحا ، وكنا ضدهم و كشفناهم للشعب وعرفهم الجميع بقدراتهم السياسية الضعيفة".
وأوضح رئيس العدل والمساواة، نحن لا ندري بمن تأتي الحكومة القادمة، ولكن نظل عند موقفنا الثابت وهو حكومة كفاءات حقيقية تمثل الثورة وتعمل على تحقيق شعارات الثورة حرية سلام وعدالة، حكومة تحقق السلام المفقود في السودان منذ الاستقلال، حكومة همها ان تعبر بالسودان عبر المرحلة الانتقالية إلى شاطئ السلام والديمقراطية والأمن والاستقرار في السودان.
لم تقدم شيئا
وأضاف مصطفى لـ"سبوتنيك"، لذلك ظل الشارع يندد بضعف الحكومة التي لم تحقق السلام، كما لم تحسن الاقتصاد، فصفوف الخبز والوقود وغاز الطهي وأزمة المواصلات كلها لم تبرح مكانها بل تفاقمت، وبالتالي قد جاءت مليونية ٣٠ يونيو/حزيران الماضي حاسمة، وما كان من رئيس الحكومة إلا الإستجابة لمطالب الشارع بداية بتقوية حكومته، فجاء طلبه للوزراء بتقديم استقالاتهم وقد كان، ثم قبل استقالات البعض ورفض استقالات الذين ظلوا يقدمون عطاء مقبولا.
وتوقع مدير المركز العربي الأفريقي أن تحقق الحكومة المعدلة مطالب الشعب، خاصة إذا تجاوبت أجهزة تنفيذ القرار مع الوزراء أو تم تفكيك سدنة النظام البائد المسيطرة على مفاصل الدولة.
عقد مجلس الوزراء الانتقالي اجتماعا طارئا، اليوم الخميس، بدعوة من رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وتم إجراء تعديل حكومي.
وقدم الوزراء استقالاتهم من مواقعهم لإتاحة الفرصة لإعادة تشكيل الحكومة.
وقبل رئيس الوزراء استقالة كل من وزيرة الخارجية، ووزير المالية والتخطيط الاقتصادي، ووزير الطاقة والتعدين، ووزير الزراعة والموارد الطبيعية، ووزير النقل والبنى التحتية، ووزير الثروة الحيوانية، وتعيين بدلا عنهم.
وأصدر رئيس الوزراء قراراً بإعفاء وزير الصحة، وتعيين بدلا عنه.
يذكر أنه بتاريخ 30 يونيو/ حزيران الماضي انطلقت التظاهرات في العاصمة السودانية الخرطوم وبعض مدن البلاد، رفع فيها المتظاهرون شعارات إعادة إصلاح المنظومة العدلية، وتحقيق الاصلاحات في السودان، وتحدث رئيس الوزراء عن الحاجة لتقييم أداء الحكومة استجابة لرغبة الشارع الذي خرج يوم 30 يونيو، مطالباً "بتصحيح مسار الثورة، وإجراء تعديلات على طاقم الحكومة ليتناسب والمرحلة الجديدة".