وجاءت تصريحات الرئيس المصري، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الجنوب أفريقي، سيريل رامافوزا، بحسب ما نشرته صحيفة "اليوم السابع".
ونقلت الصحيفة عن السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، قوله، إن الرئيس المصري تناول في الاتصال التباحث بشأن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة، والمفاوضات الثلاثية ذات الصلة التي تمت برعاية الاتحاد الأفريقي.
وقال راضي إن السيسي أكد خلال الاتصال إن مصر لن تقبل على الإطلاق أية إجراءات أحادية منفردة بشأن سد النهضة.
وأكد السيسي، خلال الاتصال على ثوابت الموقف المصري، وأن مياه النيل تمثل قضية وجودية لشعب مصر.
وبعث رسالة إلى أن هناك ضرورة حتمية من أجل بلورة اتفاق قانوني شامل بين كل الأطراف المعنية حول قواعد ملء وتشغيل السد، ورفض الإجراءات المنفردة أحادية الجانب التي من شأنها إلحاق الضرر بحقوق مصر في مياه النيل.
ولفت المتحدث باسم الرئاسة المصرية إلى أن الرئيس الجنوب أفريقي أشاد بالنهج البناء الذي تتبعه مصر خلال جولة المفاوضات الأخيرة بشأن سد النهضة.
وأوضح أن ذلك يعكس الإرادة السياسية المصرية الصادقة للوصول إلى حل الأزمة، وقد تم التوافق على استمرار التنسيق المكثف بين البلدين بشأن تلك القضية الحيوية.
ووجهت جنوب أفريقيا دعوة لانعقاد قمة أفريقية مصغرة للتباحث حول أزمة سد النهضة الإثيوبي وذلك يوم الثلاثاء المقبل، 21 يوليو/تموز الجاري.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية "سونا" عن وزير الري والموارد المائية، ياسر عباس، قوله إن "السودان تلقى دعوة من جنوب أفريقيا، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، للمشاركة في قمة مصغرة بشأن سد النهضة في يوم 21 يوليو القادم".
وكانت المباحاثات التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين برعاية الاتحاد الأفريقي وحضور مراقبين افارقة وأوربيين وأمريكان قد انتهت دون تحقيق تقدم يذكر في مفاوضات ملء وتشغيل سد النهضة.
في سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية السودانية، أمس الخميس، أن "الخارجية الإثيوبية أبلغتنا بعدم صحة الشروع في ملء سد النهضة"، نافية التصريحات المنسوبة لوزير الري الإثيوبي.
وحسب بيان وزارة الخارجية السودانية، فقد "أبلغت وزارة الخارجية الإثيوبية وزارة الخارجية السودانية عدم صِحة خبر شروع السلطات الإثيوبية في ملء سد النهضة، وأوضحت أن وزير الموارد المائية والري الإثيوبي لم يدلِ بالتصريحات التي نُسبت إليه، ببدء عملية ملء السد".
وأضاف البيان، أن ذلك جاء "خلال لقاء مدير إدارة دول الجوار بوزارة الخارجية السودانية السفير بابكر الصديق محمد الأمين بالقائم بالأعمال الإثيوبي السيد مكونن قوساييي تيبا".
وبحسب البيان، قال القائم بالأعمال الإثيوبي: "إن سلطات بلاده لم تغلق بوابات سد النهضة ولم تحتجز المياه الداخلة. ولكن نسبة لأن هذا هو موسم الأمطار فإن المياه تجمعت بشكل طبيعي في بحيرة السد"، مؤكدا "التزام بلاده بالاستمرار في المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي حول قضية سد النهضة، وبإعلان المبادئ الموقع بين السودان وإثيوبيا ومصر".
أخفقت جولة إثيوبيا الأخيرة من المحادثات مع مصر والسودان بشأن اتفاق بشأن عملية السد في وقت مبكر من هذا الأسبوع.
وتقول إثيوبيا إن السد الهائل يوفر فرصة حاسمة لانتشال الملايين من مواطنيها البالغ عددهم حوالي 110 مليون نسمة من براثن الفقر وتصبح دولة مصدرة رئيسية للطاقة. مصر أسفل النهر، والتي تعتمد على النيل لتزويد مزارعيها وازدهار سكانها البالغ عددهم 100 مليون نسمة بالمياه العذبة، تؤكد أن السد يشكل تهديدًا وجوديًا.
ويخشى الخبراء من أن سد السد دون صفقة يمكن أن يدفع البلدان إلى حافة الصراع العسكري.