وأشار رئيسا جهتي منطقتي (العيون - الساقية الحمراء سيدي حمدي ولد الرشيد، والداخلة - وادي الذهب الخطاط ينجا) في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى أنه "من الأهمية التأكيد على أنه "باعتبارنا صحراويين منتخبين ديمقراطيا بالاقتراع العام المباشر، ومعبرين بكل قوة وفخر عن مغربيتنا، فإننا نؤكد أن أي حل لا يندرج بشكل حازم ولا رجعة فيه في إطار السيادة والوحدة الترابية للمغرب، لا يمكن قبوله، بحسب الشرق الأوسط".
وحول أهمية الخطوة وانعكاساتها، قال الأكاديمي والمحلل السياسي محمد بودن، إن "جهتي العيون - الساقية الحمراء والداخلة - وادي الذهب، هي مؤسسات شرعية تمثل الصوت الحقيقي لساكنة الصحراء".
وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "هذه المؤسسات تعمل مع الصحراويين بشكل يومي وواقعي، وأنه على جبهة البوليساريو ومن يحتضنها إدراك هذه الحقيقة الساطعة، التي تجلت بوضوح في محادثات في مباحثات جنيف 1 وجنيف 2 وضمن آليات ولجان أممية أخرى".
وبحسب قوله فإنه "ليس هناك من يعرف أرض وسكان الصحراء المغربية أفضل من ممثليهم الشرعيين في جهتي الساقية الحمراء والداخلة ووادي الدهب".
وعلى الجانب الآخر، قالت النانة لبات الرشيد، مديرة إدارة النشر والطباعة بجبهة البوليساريو، لـ"سبوتنيك"، إن "القياديين لا يمثلان الشعب الصحراوي، بل يمثلان المغرب وانتخبا في البرلمان المغربي".
بينما قال نوفل البوعمري، الباحث المغربي في القضايا الأفريقية وشؤون الصحراء، إن "التصريح يعبر عن طموح الساكنة الصحراوية بالأقاليم الجنوبية المغربية، وأنه يزكي الخيار السياسي لحل هذا النزاع، خاصة وأن رئيسي الجهتين انتخبا من الساكنة المحلية، وبالتالي يجسدان الخيار الديمقراطي المحلي على اعتبار أنه تم انتخابهما بشكل حر وديمقراطي".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "ما يمكن الإشارة إليه هنا، هو أن القياديين شاركا معا ضمن الوفد المغربي الذي قاده وزير الخارجية المغربي أثناء مختلف المباحثات الأممية في "حنيف 1" و"جنيف 2" وقدما وجهة نظرهما باعتبارهما منتخبين، وكذلك باعتبارهما الممثلين الديمقراطيين للصوت الصحراوي.
ما الأزمة؟
وتسعى الجبهة إلى "تحرير الصحراء مما تراه استعمارا مغربيا، وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، فيما تؤكد المغرب على تبعية الصحراء لها وتتهم البوليساريو بأنها جبهة انفصالية.
وتخوض الجبهة صراعا مسلحا من أجل ذلك، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لحل المشكلة، ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة الوصول بعد إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الذي قارب عمره ثلاثة عقود.
ومنذ استقالة المبعوث الأممي للصحراء، هورست كولر، منتصف العام الماضي لم تتمكن الأمم المتحدة من تعيين آخر، حتى اليوم. خاصة أن كولر لم يمضِ على تعيينه سوى أقل من عامين، وتقدم باستقالته.