وفي حديث لوكالة "سبوتنيك"، اعتبر مسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ماهر الطاهر، أن إعلان الإمارات تطبيع علاقاتها مع إسرائيل هو "خطوة غدر وخيانة كاملة للقضية الفلسطينية، وقبل ذلك هي خيانة لشعبنا العربي في الإمارات وخيانة للعرب والشعب العربي، وهذا يدلل أن حكام الإمارات تربطهم علاقات وثيقة بالكيان الصهيوني، وبأن حكام الإمارات يديرون محمية تابعة للإدارة الأمريكية".
وأشار الطاهر إلى أن "هناك محاولات جدية لتصفية القضية الفلسطينية وواضح أن حكام الإمارات جزء من هذه التصفية ويسوقون ما يسمى بصفقة القرن التي تستهدف التصفية الشاملة للقضية الفلسطينية".
وخلص المسؤول الفلسطيني إلى أن "ما جرى لن يحقق أهدافهم، صحيح انهم قد يحققوا بعض النتائج المباشرة فيما يتعلق بقضايا الانتخابات، ولكن قضية فلسطين اكبر بكثير من حكام الإمارات ومن هؤلاء الأقزام، الشعب الفلسطيني صامد يواصل المقاومة وهو الذي يقرر مصير قضيته، ومصير القضية يتقرر على الأرض الفلسطينية و لا يقررها هؤلاء الأقزام".
على الصعيد العربي
وقال الطاهر، في حديثه: "ما يسمى بالجامعة العربية من الواضح أنها لا تجتمع ولا تلتقي إلا بقضايا ضد المصالح القومية للأمة العربية، وما يسمى بالنظام الرسمي العربي فعليا منهار وخاضع للولايات المتحدة الأمريكية، طبعا هناك استثناءات في إطار النظام الرسمي العربي لكن قسم كبير من هذا النظام أصبح خاضعا للولايات المتحدة، وبالتالي لا نعول على النظام الرسمي العربي، نعول على الشعب العربي الذي يرفض التطبيع ويرفض محاولات تصفية القضية الفلسطينية".
وتابع.. لكن الآن الرأي العام العربي والشارع العربي يواجه مشكلات وقضايا حادة تتعلق بأوضاعه الاقتصادية والاجتماعية وهناك هجمة تطال الوطن العربي بأسره.
وتوقع الطاهر، أن تتبع بعض الدول العربية الخطوة الإماراتية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وقال: "نتوقع أن أطرافا عربية أخرى و بالأخص خليجية سوف تندفع بهذا الاتجاه".
الداخل الفلسطيني
وعلى المستوى الداخلي الفلسطيني رأى القيادي في الجبهة الشعبية: "وصلنا لمرحلة خطيرة للغاية تتطلب من القيادة الفلسطينية الرسمية الإنهاء الكامل لمرحلة ما سمي بأوسلو وفعليا الإلغاء التام لهذه الاتفاقيات وسحب الاعتراف بالكيان بالصهيوني وبناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقية وإنهاء الانقسام على قاعدة عمل استراتيجي فلسطيني جديد".
وأضاف.. يؤسفني القول وبألم أن العامل الذاتي الفلسطيني مهزوز وضعيف بسبب الانقسام الفلسطيني الفلسطيني فهذا الانقسام القائم أضعف العامل الذاتي الفلسطيني، جعل بعض الأنظمة العربية تتجرأ على القضية الفلسطينية وتقدم على خطوات خيانية.
ودعا الطاهر إلى "تخاذ موقف فلسطيني شامل ورافض للخطوة الإماراتية واتهمها بالخيانة لفلسطين والقدس والأقصى...، مطلوب خطوات عملية من السلطة الفلسطينية بشكل فعلي بالدعوة إلى لقاء فلسطيني شامل وإنهاء الانقسام وعقد مجلس وطني فلسطيني شامل من اجل إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ورسم خطة عمل إستراتيجية جديدة".