وفيما يلي نص الحوار:
سبوتنيك: بداية فيما يتعلق بالبرنامج الذي أطلقه جلالة الملك منذ العام 2015 حتى العام 2020… ما النسب التي تحققت من هذا البرنامج حتى الآن؟
البرنامج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه جلالة الملك في الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء للأقاليم الجنوبية تضمن إمكانيات مالية بنحو 77 مليار درهم، أي 7.7 مليار دولار، وبلغت حصة العيون 43 مليار درهم.
حجم المشروعات بلغت 628 مشروعا، انطلقت منها 607 مشروعا بنسبة إشغال 75 في المئة، في ظل احترام الجداول الزمنية بشكل كامل، وبحلول 2021 ستكون البرامج جميعها مكتملة.
سبوتنيك: ما هي طبيعة الاستثمارات الخليجية في المدن الجنوبية وهل هناك بوادر لاتفاقيات جديدة؟
لا يوجد سوى استثمارات الدولة والقطاع الخاص بشكل محتشم، حيث لا يوجد أي استثمارات أجنبية في المدن الجنوبية، ونحن لا نعول على أحد، ولدينا المؤهلات الاستثمارية وما يجعل من المدينة قطبا لربط شمال أفريقيا بوسط أفريقيا وأوروبا، من حيث الموقع الجغرافي والثروات الطبيعية.
ونحن نعول فقط على الدول المغربية، ومن أراد العمل والاستثمار فنحن نوفر له المناخ المناسب، ولدينا تحفيزات مهمة جدا في المغرب.
سبوتنيك: ما هي أبرز الفرص الاستثمارية في العيون؟
كل القطاعات متاحة للاستثمار هنا، حيث أن المنطقة تحتاج لخدمات النقل البري والجوي وقطاع البنوك والشركات، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة في الوقت الراهن، رغم أن عمرها لا يتجاوز 45 سنة.
سبوتنيك: ما أبرز الحرف والصناعات التي تتلقى الدعم من المجلس ضمن البرنامج التنموي؟
وضعنا عدة مخططات واستهدفنا مجموعة من القطاعات، حيث يذهب أبناء المنطقة للجامعة العربية ويحصلون على الشهادات العليا إلا أنهم لا يجدون فرص العمل المناسبة، وهو ما دفعنا لعمل برامج التكوين للمهن والحرف التي يحتاجها سوق العمل.
سبوتنيك: ما دلالة افتتاح 16 قنصلية في العيون والداخلة؟
الخطوة تمثل معطى واحدا إيجابيا للتعبير الدبلوماسي بافتتاح قنصلية في الجنوب المغربي، حيث نعتبرها مؤازرة دبلوماسية واعترافا رسميا، وهي خطوة لها أثرها الكبير في نفوس الصحراويين، وربما في المستقبل يكون لها انعكاسات عدة، إلا أنها في الوقت الراهن مؤازرة سياسية فقط.
سبوتنيك: كيف تؤثر هذه المواقف في موازين القوى الدولية بشأن قضية الصحراء؟
بالتأكيد تمثل أهمية خاصة نظرا للصور المغلوطة المروجة عن الصحراء، والبعض يتصور أنها تسيطر عليها الأزمات والحروب.
كما أود الإشارة إلى أن العيون تحصل على النسبة الأقل في الدعم، نظرا لنسبة السكان.
سبوتنيك: برأيك ما الذي يحققه الحكم الذاتي للصحراء؟
أنا عضو المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء، وأعد هذا المشروع على مدار عامين من خلال مشاورات واسعة مع جميع أطياف المجتمع الصحراوي بجميع مكوناته من معتقلين سياسيين ونسوة وشباب وكل الفئات، واستمرت المشاورات على مدار العامين حتى خرجنا بمسودة الحكم الذاتي.
سبوتنيك: هل يحقق الحكم الذاتي بحسب مشاركتك في إعداد المشروع التنمية الكاملة للجميع؟
الحكم الذاتي صيغة من أرقى الحقوق التي تمحي كل المعاناة التي مرت على المنطقة، وتضمن لكل صحراوي حول العالم كرامته وحقوقه الكاملة بالتساوي والتعايش الكامل، خاصة أن المنطقة مقبلة على انفتاح اقتصادي كبير ينعكس على الداخل والمحيط.
سبوتنيك: ما الذي ينقص المدينة في الوقت الراهن؟
ما ينقصها هو الفاعل المهني، خاصة أننا لدينا بنى تحتية وشبكة فنادق والكثير من التجهيزات.
سبوتنيك: ما أبرز الخبراء أو العاملين في الشركات المتواجدة هنا في الجنوب؟
لدينا نحو 250 مهندسا يعملون بالشركة الخاصة بالميناء، وهم من ذوي الكفاءة العالية، وهم متميزون جدا في عملهم، خاصة أنهم سبق لهم العمل في الكثير من الموانئ الدولية.