وبحسب تقرير لشبكة "سي إن إن"، فقد أدرج في جدول أعمال ترامب عبارة "لا أحداث عامة"، وهي المرة العاشرة التي تظهر فيها هذه الكلمات في جدوله اليومي منذ الإعلان عن نتيجة الانتخابات.
وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية لـ"سي إن إن" إن ترامب ألغى حتى خططه للسفر إلى مارالاغو للاحتفال بعيد الشكر، حيث كان من المقرر أن يقضي مع زوجته "السيدة الأولى" ميلانيا ترامب العطلة الرسمية في منتجعهما جنوبي فلوريدا، ولكنهما قررا البقاء في العاصمة الأمريكية واشنطن عوضا من ذلك.
وقال مسؤول في البيت الأبيض قبل تعميم القرار: "تبدو وكأنها عقلية التحصينات".
ورغم تفكيك العمال للسياج المعدني المؤقت الذي أحاط بالبيت الأبيض في يوم الانتخابات الرئاسية ونقله، فإن ترامب ما زال محصنا داخل المبنى، بالتزامن مع إنكاره الخسارة أمام الرئيس المنتخب جو بايدن.
وتابع تقرير "سي إن إن" أنه عندما يقرر ترامب النزول للطابق السفلي من أجل عقد اجتماعات في المكتب البيضاوي، فإنه غالبا ما يظل في وقت متأخر من المساء يتحدث عن جهوده القانونية، ويتساءل عن سبب عدم ظهور المزيد من محاميه على التلفزيون للدفاع عنه.
ولم يظهر الرئيس الأمريكي بشكل عام منذ 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري سوى 3 مرات: الأولى في غرفة الإحاطة بالبيت الأبيض ليعلق على نتيجة الانتخابات، ثم الاحتفال باليوم الوطني للمحاربين القدامى في مقبرة أرلينغتون الوطنية، وأخيرا إبدائه ملاحظات في حديقة الورود بالبيت الأبيض حول لقاح فيروس "كورونا" المستجد، والتي انتهت جميعها دون السماح للصحفيين بتوجيه أية أسئلة له.
وفي خلال تلك الفترة، تناول ترامب الغذاء مرتين مع نائبه، مايك بنس، واجتمع مع وزيري الخارجية والخزانة يوم الخميس الماضي، ولكن لم يتضمن جدوله إحاطة استخباراتية سرية منذ أكثر من شهر، بحسب التقرير.
ووفقا لـ"سي إن إن"، فقد توقف ترامب في الغالب عن الاتصال بحلفاء الولايات المتحدة، خاصة وهم يتجهون نحو الاعتراف بفوز الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.
وأشار التقرير أن آخر زعيم أجنبي تحدث معه ترامب هو الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وكان ذلك في 30 أكتوبر/ تشرين الأول، بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع في نيس، بينما أجرى يوم الثلاثاء اتصالين هاتفيين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي.
واتخذ ترامب قرارات من وراء الأبواب المغلقة، بما في ذلك إقالته وزير الدفاع، وإعداد أوامر الانسحاب من أفغانستان والعراق، وسؤاله عن خيارات لضرب موقع نووي إيراني خلال اجتماع الأسبوع الماضي، كما تسعى إدارته جاهدة إلى تشديد الجهود بشأن إلغاء القيود والهجرة قبل نهاية ولايته.
وكشف تقرير "سي إن إن" كذلك أن ترامب يقضي الصباح في منزله يشاهد التلفزيون، ثم يصل إلى المكتب البيضاوي في وقت لاحق بعد الظهر ويبقى في المساء، ويتنقل ذهابا وإيابا بين المكتب وغرفة الطعام المجاورة له، المجهزة بتلفزيون كبير حيث تتناثر الصحف والمجلات على الطاولة.
ولكن حتى ذلك الحين، لم يظهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وسط الحشود، واختار بدلا من ذلك أن يسير بين مؤيديه في موكبه، وهو يلوح بقوة لهم من النافذة، بينما كان عملاء الخدمة السرية يركضون بجانب سيارته.