وقال في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، اليوم الخميس: "ما زلنا إلى الآن نبذل كل الجهود من أجل تنفيذ اتفاق الرياض، وقدمنا كل الالتزامات التي فرضها الاتفاق للرئيس عبدربه منصور هادي وإلى المملكة العربية السعودية باعتبارها وسيط وراعي للاتفاق، لكن وبكل أسف مجموعة من القوات الموجودة في أبين سواء كانت حكومية مباشرة أو لها علاقة بحزب الإصلاح، وشكوكنا تصل إلى أن هناك مسلحين تابعين للتنظيمات الإرهابية سواء من القاعدة أو داعش غير ملتزمين بتنفيذ وقف إطلاق النار".
وتابع: "من غير المبرر ولا المفهوم أن تكون هناك قوات توصف بأنها تدافع عن الشرعية، أو قوات الشرعية وتقوم بخرق وقف إطلاق النار والهجوم على القوات الجنوبية التي هى في حالة دفاع عن النفس، والغريب أيضا أن الرئيس عبد ربه منصور هادي نفسه وصف في إحدى برقيات التعزية ما يحدث من بعض القوات في أبين بأنه "معركة وطنية"، وهو ما قد يفسره أي شخص بأن الرئيس هادي راضي يقود ويوجه المعركة في أبين ضد القوات الجنوبية، ومع هذا نحن مع وقف إطلاق النار وبذل كل المساعي والجهود من أجل الوصول إلى اتفاق يوقف سفك الدماء".
وأشار مسعد إلى أنهم يضغطون بتلك الحرب في ظل ظروف ومعاناة قاسية يعيشها الجنوبيون، فلا ماء ولا كهرباء ولا خدمات ولا حتى مرتبات الموظفين مدنيين وعسكريين، ويربطون كل تلك الأمور بتنفيذ اتفاق الرياض من أجل إحداث حالة من السخط في الجنوب.
وحول الإجراءات التي قد يلجأ لها الانتقالي الجنوبي حال استمرار هذه الأوضاع قال مدير مكتب الإدارة العامة للشؤون الخارجية: "نحن ما زلنا نعلق على الجهود التي يمكن أن يبذلها الأشقاء من أجل الوصول إلى ما يمكن أن يحقق تنفيذ اتفاق الرياض، كما أن هناك تواصل من جانب المجلس مع أطراف دولية فاعلة من أجل وقف إطلاق النار، نحن نبذل جهود سواء مع الأشقاء في التحالف أو مع المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار والتعجيل بتشكيل الحكومة لإنهاء تلك الخلافات ومن أجل استتباب الأمن سواء كان في الجنوب أو في المنطقة بشكل عام".
ولفت مسعد إلى أن "المجلس الانتقالي حتى هذه اللحظة لم يفكر في خطوات تصعيدية، لكنه يركز على الحلول السلمية وعملية التفاوض، وقبل ساعات التقى وزير الدفاع السعودي بالرئيس هادي، وفي اعتقادي أن اللقاء تطرق لعملية وقف إطلاق النار في أبين في إطار الجهود التي تبذلها السعودية لإقناع الرئيس هادي باتخاذ إجراءات حاسمة وملموسة لتنفيذ بنود اتفاق الرياض ونحن نعلق آمالا على هذا اللقاء".
ونفى مدير مكتب الإدارة العامة للشؤون الخارجية، أن تكون هناك خلافات بين الرياض وأبو ظبي حول بنود اتفاق الرياض، كل ما في الأمر هو بعض وجهات النظر المختلفة، فمثلا نحن في الانتقالي لا توجد لدينا شروط جديدة فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق الرياض، وقد اتفقنا ووافقنا على كل شىء فيما يتعلق بتشكيل الحكومة وتقسيم الحقائب الوزارية ووقف إطلاق النار، لكن المشكلة تكمن في الشرعية والتي تحوي العديد من الأجنحة المختلفة سواء في حزب الإصلاح أو بعض القوى الأخرى، ونأمل في أن يستمع الجميع لصوت العقل لوقف الدماء بين الأشقاء.
ووقعت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي اتفاق مصالحة بوساطة سعودية بعد الأحداث الدامية بين الجانبين في أغسطس/ آب من عام 2019 والتي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، وغادرت على إثرها الحكومة اليمنية العاصمة المؤقتة عدن. وجرى التوقيع على الاتفاق في العاصمة السعودية الرياض، في 5 نوفمبر 2019، برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.
ومثل الحكومة اليمنية في توقيع الاتفاق سالم الخنبشي، فيما مثل المجلس الانتقالي الدكتور ناصر الخبجي، ويستند الاتفاق على عدد من المبادئ أبرزها الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة ونبذ التمييز المذهبي والمناطقي، ووقف الحملات الإعلامية المسيئة.