بنغازي - سبوتنيك. ويظهر اتفاق معظم من استطلعت "سبوتنيك" آراءهم حول هذا الأمر، على أن الحل الحقيقي يكمن في أيدي الليبيين أنفسهم، مع تقديرهم لأهمية عمل البعثة رغم بعض الانتقادات.
وقال المريمي، لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الاثنين، إن "تعيين مبعوثا جديدا إلى ليبيا يرجع بالدرجة الأولى إلى الأمم المتحدة في اختيارها، وليبيا تحتاج إلى مبعوث له معايير خاصة، لأن الأزمة معقدة وتحتاج إلى مبعوث متمرس ومتمكن، من أجل أن يفاوض ويساعد ويعيين الليبيين على الحل".
واعتبر المريمي أن "الحل يبقى بيد الليبيين، وهم الذين يساعدون البعثة، ويساعدون من يساعدهم من أجل الخروج من الأزمة التي يعانون منها".
وردا على سؤال حول وجود اعتراضات على عمل البعثة في ليبيا، والتحديات التي تواجه أي مبعوث أممي جديد في ليبيا، قال المريمي، "التحديات كبيرة، والأزمة معقدة حقيقة في ليبيا. وتحتاج الأزمة إلى شخص محنك وسياسي متوسع المفاهيم في الحل، ولذلك سيجد تحديات".
وتابع: "البعثة الأممية، من خلال هيئة الأمم المتحدة، من واجبها أن تساعد الليبيين في حل الأزمة التي يمرون بها، ولا اعتراض على وجود وعمل البعثة في ليبيا".
وتحدثت تقارير صحفية عن موافقة مجلس الأمن الدولي، على اقتراح للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بتعيين البلغاري نيكولاي ملادينوف، الذي يشغل منصب المبعوث الأممي إلى الشرق الأوسط، مبعوثا جديدا خاصا للأمم المتحدة إلى ليبيا، خلفا لغسان سلامة الذي تقدم باستقالته، في مارس/ أذار الماضي، لأسباب صحية.
وقالت الطبلقي، لوكالة "سبوتنيك": "وصل عدد المبعوثين إلى ستة، وكل مبعوث تتفاقم معه الأزمة أكثر من سابقه".
واعتبرت الطبلقي أن عمل المبعوثين "فرض واقعا مريرا على الليبيين" مؤكدة أن "الحل هو ليبي ليبي".
ولفتت الطبلقي إلى أن التركيبة الليبية ليست بالبسيطة وأن "لكل منطقة مشاكلها الخاصة، التي تختلف عن الأخرى" كما عبرت عن "اعتراضات عن عمل البعثة الأممية" معتبرة أنها "تتجاوز حدود عملها، وتفرض أشخاص أو كيانات لا يعترف بها الأغلبية، ولا تستطيع حل الأزمة".
و اعتبر نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق عبد الحفيظ غوقة، أن تعيين مبعوثا جديدا لن يكون له الأثر الكبير على مجريات الحوار السياسي.
ورأى أن التحديات التي ستواجه المبعوث الجديد، تتمثل في الخلافات المستفحلة بين طرفي النزاع الليبي، بالإضافة إلى التدخلات الإقليمية والدولية والمزايدة.
وقال غوقة، لوكالة "سبوتنيك" إن "تعيين مبعوثا جديدا لن يكون له الأثر الكبير على مجريات الحوار السياسي، الذي أرى أنه سيتواصل بمعرفة مسؤولة الشؤون السياسية بالبعثة ونائبة رئيسها سيتيفاني ليامز، التي قطعت شوطا كبيرا على طريق التسوية".
واعتبر أن "الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة وبعثتها للدعم في ليبيا، هي جهود كبيرة ومضنية، وأثمرت في كثير من الملفات، وساعدت الليبيين في تخطي الكثير من العقبات، وجنبتهم المزيد من الصراعات والصدامات المسلحة، لا سيما في عاصمة البلاد".
كما رأى أن "الأخطاء التي ارتكبها بعض المبعوثين، ساهمت في فشل التسوية، طبقا للاتفاق السياسي الذي رعته الأمم المتحدة، فلم يتحقق الوفاق المنشود".
من ناحيته، اعتبر المحلل السياسي الليبي فرج فركاش، أن المشكلة الليبية ليست في مؤهلات المبعوثين الأمميين إلى ليبيا، مؤكدا أن "المشكلة في الواقع هي تعنت الليبيين، وعدم استعدادهم للتنازل".
وبخصوص أنباء عن تعيين ملادينوف، قال فركاش، لوكالة "سبوتنيك": "لا شك أن ملادينوف له الخبرة الكافية والواسعة في إدارة الصراعات، بحكم خبراته السابقة في المجال السياسي والدبلوماسي، ومن خلال منصبه كمبعوث خاص للشرق الأوسط".
وأشار إلى أن فرصة ضائعة لحل النزاع أو تخفيف حدته، كانت في وجود المبعوث طارق متري، الذي طرح مبدأ القبول بالشراكة في السلطة، بغض النظر عن نتائج الانتخابات.
وقال: "تم رفضه من قبل بعض الأطراف الليبية، وهذا يجعلنا نعتقد أن المشكلة هي في الواقع في تعنت الليبيين وعدم استعدادهم للتنازل لبعضهم البعض. لأن بعض هؤلاء للأسف مستفيدون من استمرار الوضع الراهن، ناهيك عن تجار الأزمات ومن يدور في فلكهم".
واعتبر أن المبعوث غسان سلامة "اختار طريق آخر، ولم يكلل بالنجاح، ونتجت عنه حرب طرابلس الأخيرة".
وختم: "ربما للأسف سيلاقي ملادينوف نفس مصير سابقيه، ما دامت عقلية بعض المسؤولين الليبيين لا زالت تنظر للمناصب للأسف كغنيمة مستمرة".
ومنذ تنحي سلامة عن منصبه كمبعوث أممي إلى ليبيا، تولت نائبته الأمريكية ستيفاني ويليامز المنصب بالإنابة، وتوصلت مؤخرا إلى اتفاق لإجراء انتخابات في ديسمبر/ كانون الأول 2021.
وتقود البعثة الأممية، منذ فترة، حوارا سياسيا ليبيا، من أجل التوصل إلى أتفاق لحل الأزمة، وتشكيل حكومة ومجلس رئاسي جديد.