تركز حروب الجيل الخامس بصورة أكبر على العمليات القتالية المشتركة بين مختلف أنواع الأسلحة.
ويقول موقع "ذا ستراتيجيست" الأسترالي إن حروب المستقبل تعتمد على إدارة المعارك في نطاقات متعددة تشمل البر والبحر والجو والفضاء والفضاء الإلكتروني.
وتابع: "إذا تمكن قادة القوات من تنسيق عملهم بصورة دقيقة وسريعة أمام العدو، فإن هذه الأمر يمنحهم ميزة عملياتية تمكنهم من السيطرة على جميع المعارك وتحقيق النصر".
ويقول تقرير لمجلة "ديفينس ون" الأمريكية إن إدارة المعارك الكبرى أصبح أكبر تحد يواجه قادة الجيوش في حروب المستقبل.
ولفت التقرير إلى وجود حاجة ماسة لتطوير أساليب قيادة تجمع بين الدقة والسرعة في اتخاذ القرارات الخاصة بسير العمليات الحربية في إطار متكامل.
ويقول التقرير إن قادة الحروب الحديثة يجب عليهم أن يمتلكوا قدرا كبيرا من الكفاءة والقدرة على إدراك طبيعة المعارك ورسم صورة أوضح تمكن قواتهم من العمل بصورة أكثر تنظيما خلال مواجهة العدو في البر أو البحر أو الجو، في أوقات متزامنة.
وذكر التقرير أن قيادة حروب المستقبل تعتمد على امتلاك نظام متطور لإدارة المعارك المشتركة وتدريب أفرع القوات لتكون قادرة على التعامل مع هذا النوع من القيادة، التي تعتمد على انسياب كم هائل من البيانات بين القوات المحاربة ومراكز القيادة.
ويعتمد نجاح نظام إدارة المعارك الحديثة على قدرة القادة على اتخاذ قرار دقيق يمكن جميع القوات من تحقيق نجاحات عسكرية في ذات الوقت، اعتمادا على امتلاك معلومات كافية عن وضع القوات المحاربة ورسم صورة كبيرة تمكنه اتخاذ القرار الصحيح في وقت قياسي.
وتقول المجلة إن القيادة والسيطرة هي علم يرتبط تاريخه بتاريخ وجود الحروب، ويطلق عليه فن القيادة وعلم السيطرة على زمام المعارك الحربية.
ويعتمد مفهوم القيادة والسيطرة على مجموعة من العوامل، التي تمكن القادة من تنسيق العمليات القتالية بين القوات المحاربة ليكون كل منها مسؤولا عن إحدى مراحل تحقيق الانتصار.
ولفتت المجلة إلى أن تاريخ الحروب يشهد أن الفرق بين التكتيكات الحربية التي يتبعها القادة في الحروب يمثل الفرق بين النصر والهزيمة.
وتعتمد قيادة العمليات الحربية على عنصرين أولهما تدفق بيانات المعركة إلى مراكز القيادة، والثاني وجود شبكة اتصالات فعالة.
فإذا حدث خلل في العنصر الأول لن يتمكن القادة من تقدير الموقف العسكري واتخاذ القرار السليم لتطوير العمليات القتالية.
وإذا حدث خلل في العنصر الثاني المتعلق بالتواصل مع القوات، فإن تنفيذ قرارات القادة ربما لا يجري بالكفاءة المطلوبة.
وتقول المجلة إن متطلبات قيادة الحروب لا تتغير بمرور الوقت، لكن أدوات تنفيذها هي التي تتغير بصورة مستمرة خاصة فيما يتعلق بتدفق البيانات في الوقت المناسب بين القوات المحاربة ومراكز القيادة.