https://sarabic.ae/20211231/حروب-وكوراث-وأوبئة-رغم-كل-المصائب-نستقبل-العام-الجديد-بشيء-من-الأمل-1054794248.html
حروب وكوراث وأوبئة... رغم كل المصائب نستقبل العام الجديد بشيء من الأمل
حروب وكوراث وأوبئة... رغم كل المصائب نستقبل العام الجديد بشيء من الأمل
سبوتنيك عربي
يستقبل العالم عاما ميلاديا جديدا ويودع سنة 2021 بحلوها ومرها، تحتفل أكثر الدول بهذه المناسبة، يخرج الناس إلى الشوارع، يجتمع الأقارب والأصدقاء حول موائد الطعام،... 31.12.2021, سبوتنيك عربي
2021-12-31T12:29+0000
2021-12-31T12:29+0000
2022-09-25T06:42+0000
المدونات
https://cdn.img.sarabic.ae/img/104375/65/1043756539_0:161:3071:1888_1920x0_80_0_0_0ec317fa441ac0ead98bc11a00a4dec2.jpg
كلنا نتمنى حياة أفضل ونبحث عن السعادة والأمل، وكثير منا يسعى إلى ذلك بكل ما يملك من جهد وطاقة ومقدرة، لكن نظرة سريعة للأحداث المتوالية من حولنا تضعنا أمام واقع صعب وحقائق يجب ألا نغفل عنها.نبدأ من عالمنا العربي، ومن دولنا العربية المتفككة المتباعدة، لنسأل أنفسنا هل استطاع العرب أن يجتمعوا على كلمة سواء في هذا العام؟ الجواب مضحك مبكٍ في آن معا، لقد اجتمع العرب مرة واحدة فقط في كأس العرب لكرة القدم في قطر تجمعوا واتفقوا على أن البطولة كانت ممتعة وأن قطر قدمت وجها حضاريا تنظيميا جميلا يجعلها تبدو مستعدة كل الاستعداد أو أكثره لتنظيم الحدث الأهم، كأس العالم 2022.قبل أن نتحدث عن مآسينا وأوجاعنا، نريد أن ننوه أنه حتى في هذا العرس الكروي، كما يحلو للبعض تسميته، اختلف الكثيرون وفرقتهم السياسة، لدرجة أن العرب في المباراة النهائية انقسموا إلى قسمين منهم من شجع تونس ومنهم من شجع الجزائر بسبب مواقفها من القضية الفلسطينية أو أداء لاعبيها المميز، وهذا الانقسام دليل عافية بالتأكيد ولكن المشكلة أن البعض اعتبر تشجيع الفريق التونسي أمرا غير مقبول، فالجزائر أقرب إلى فلسطين ولا بد من تشجعيها وكأن الرياضة لا بد أن تختلط بالسياسة وتنتقل إليها تهم التخوين والعمالة.نعود إلى واقعنا العربي اليوم ونسأل أنفسنا هل هناك أمل؟ هل ستشرق الشمس من جديد؟ هل يمكن أن يحصل ذلك ونحن نشاهد في عامنا هذا استمرارا للأزمة السورية لا بل تفاقما لمصائب السوريين الذين باتوا محرومين من الكثير من مقومات الحياة وعلى رأسها التيار الكهربائي، وموارد الطاقة الأخرى (المازوت – البنزين)، وأصبحت رواتبهم لا تكفي لسد رمق الأسرة أياما قليلة من الشهر، ونفطهم يسرق في الشمال وجيشهم يستنزف في الجبهات وإسرائيل تقصف وتضرب بالقانون الدولي عرض الحائط كلما شاءت ومتى ما أردات.أما اليمن فهو أيضا له الله لا يزال يعاني من حرب أدت إلى خسائر بشرية كبيرة، وأخرى مادية وكذلك معنوية، فعلت ما فعلته بالشعب اليمني. وبغض النظر عن الطرف المحق والطرف المخطئ فيها، فالضريبة الأكبر كالعادة يدفعها المواطنون الأبرياء والشيوخ والنساء والأطفال.وإذا ما اتجهنا إلى مغرب وطننا العربي نجد ليبيا، وإن كانت تسعى للخروج من أزمتها، نجدها لا تزال مضطربة غير مستقرة ولا ثابتة، والوضع فيها غير مطمئن للكثيرين، ونرى المغرب والجزائر البلدين العربيين المتجاورين في أزمة وصلت إلى مرحلة لا تحمد عقباها من التصريحات المتبادلة والاتهامات الثنائية وكأننا أمام مرحلة ما قبل الحرب. أما تونس فهي الأخرى دخلت في متاهة لا نهاية واضحة لها حتى الآن، بدأت باختلافات سياسية كبيرة وتبدل حكومات ونزاع بين السلطات الثلاث لتمر بقرارات جريئة من رئيسها تبعتها قرارت أخرى أكثر جرأة منه نفسه، لنصل بنهاية العام إلى حالة من التخبط وعدم الاستقرار واختلاف في الآراء القانونية وتفرق بين مؤيد ومعارض لهذه القرارات ولطريقة اتخاذها.والسودان حالها ليس أفضل من سابقيها فهي أيضا شهدت تبدلات سياسية وصراعا على الحكم بين العسكر والمدنيين والحراك الثوري، كانت نتيجته زيادة الأزمة نحو الأسوأ بدلا من حلها أو على الأقل التخفيف من حدة عواقبها.وبالنظر إلى باقي الدول العربية فقد يكون حالها أفضل بعض الشيء ولكن ذلك لا يعني أنها مرتاحة ومستقرة أو بعيدة عن دائرة الخطر.أما فلسطين فيعجز الكلام عن وصف معاناتها المتجددة والمتمددة سنة وراء سنة وعقدا وراء عقد، دون أي حل يسمح بعودة الحياة الطبيعية لها وعودة مهجريها وأبنائها إلى أرضهم، في ظل غياب قواعد القانون الدولي بشكل كلي عندما يتعلق الأمر بها، وفي ظل انقسامات داخلية مستمرة كما جرت العادة.على الصعيد العالمي، ودون إطالة يكفي أن نذكر أن العام الماضي شهد زيادة غير مسبوقة لأعداد مصابي وضحايا فيروس "كورونا" بمتحوراته المختلفة، في جميع بلدان العالم، وأن لا أحد على وجه كرتنا الأرضية يستطيع أن يتنبأ بمسقبل هذه الكائن العجيب. أضف إلى ذلك تصاعد الخلاف بين دول الناتو وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وروسيا من جهة ثانية، فيما يخص الملف الأوكراني، مع اتهامات وادعاءات غربية غريبة لموسكو بأنها تعد لغزو ضد كييف، مقابل رفض روسي واضح وصريح لكل تلك الاتهامات التي تعتبرها ذريعة من الغرب وواشنطن للتدخل في شؤونها الداخلية، خاصة وأن قوات الناتو أجرت مناورات استفزازية أكثر من مرة بالقرب من حدود روسيا في وقاحة غريبة وتعدٍّ صارخ على قواعد القانون الدولي.ارتفاع نسبة سكان العالم الذين يقبعون تحت خط الفقر، زيادة هائلة في أعداد المهددين بالموت جوعا وغيرها وغيرها الكثير من الكوارث، تقابلها زيادة فظيعة وكبيرة في ثروات عدد محدود من المليارديرات ورجال الأعمال وبعض الشركات على مستوى العالم.بنظرة سريعة لكل ما سبق، وهو طبعا غيض من فيض، نرى العام القادم امتدادا لسابقه، ونسأل الله أن يخفف من وطأة وآثار المشاكل والمآسي والأزمات العالمية على البشرية جمعاء، فليس أمامنا إلا أن نعمل معا ونأمل- رغم كل الصعوبات والحقائق المرة- بتحسن ولو بسيط في العلاقات البشرية وانفراجة قريبة تظل بظلالها على سكان هذا الكوكب المتعب.المقال يعبر عن رأي كاتبه
https://sarabic.ae/20200401/خبير-موسكو-تمتلك-منظومة-وقائية-من-كل-أشكال-الحروب-البيولوجية-والأوبئة-1045039744.html
https://sarabic.ae/20210305/الصحة-العالمية-كورونا-سيخلف-تداعيات-نفسية-أكبر-من-الحرب-العالمية-الثانية-1048286850.html
https://sarabic.ae/20211215/فاو-نقص-المياه-العذبة-قد-يؤدي-لنشوب-حروب-أهلية-في-المستقبل-1053961414.html
https://sarabic.ae/20210822/-مستشار-وزير-الدفاع-الروسي-يتحدث-عن-نوع-جديد-من-الحروب-التي-تشن-في-العالم-1049910675.html
https://sarabic.ae/20210222/وفيات-كورونا-في-أمريكا-يتجاوز-ماخسرته-البلاد-في-3-حروب-1048179806.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2021
إيهاب عبيد
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e5/03/13/1048403811_0:0:1200:1200_100x100_80_0_0_9829c115929ca589daa8f52893d7cf4c.jpg
إيهاب عبيد
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e5/03/13/1048403811_0:0:1200:1200_100x100_80_0_0_9829c115929ca589daa8f52893d7cf4c.jpg
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/104375/65/1043756539_170:0:2901:2048_1920x0_80_0_0_a6b1a042f783a0f470721bf97ad895b1.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
إيهاب عبيد
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e5/03/13/1048403811_0:0:1200:1200_100x100_80_0_0_9829c115929ca589daa8f52893d7cf4c.jpg
المدونات
حروب وكوراث وأوبئة... رغم كل المصائب نستقبل العام الجديد بشيء من الأمل
12:29 GMT 31.12.2021 (تم التحديث: 06:42 GMT 25.09.2022) يستقبل العالم عاما ميلاديا جديدا ويودع سنة 2021 بحلوها ومرها، تحتفل أكثر الدول بهذه المناسبة، يخرج الناس إلى الشوارع، يجتمع الأقارب والأصدقاء حول موائد الطعام، يجلب بابا نويل الهدايا الجميلة إلى أطفال العالم، نتبادل التهاني والأمنيات ونحاول أن نتفاءل ولو قليلا، ولكن ماذا بعد.
كلنا نتمنى حياة أفضل ونبحث عن السعادة والأمل، وكثير منا يسعى إلى ذلك بكل ما يملك من جهد وطاقة ومقدرة، لكن نظرة سريعة للأحداث المتوالية من حولنا تضعنا أمام واقع صعب وحقائق يجب ألا نغفل عنها.
نبدأ من عالمنا العربي، ومن دولنا العربية المتفككة المتباعدة، لنسأل أنفسنا هل استطاع العرب أن يجتمعوا على كلمة سواء في هذا العام؟ الجواب مضحك مبكٍ في آن معا، لقد
اجتمع العرب مرة واحدة فقط في كأس العرب لكرة القدم في قطر تجمعوا واتفقوا على أن البطولة كانت ممتعة وأن قطر قدمت وجها حضاريا تنظيميا جميلا يجعلها تبدو مستعدة كل الاستعداد أو أكثره لتنظيم الحدث الأهم، كأس العالم 2022.
قبل أن نتحدث عن مآسينا وأوجاعنا، نريد أن ننوه أنه حتى في هذا العرس الكروي، كما يحلو للبعض تسميته، اختلف الكثيرون وفرقتهم السياسة، لدرجة أن العرب في المباراة النهائية انقسموا إلى قسمين منهم من شجع تونس ومنهم من شجع الجزائر بسبب مواقفها من القضية الفلسطينية أو أداء لاعبيها المميز، وهذا الانقسام دليل عافية بالتأكيد ولكن المشكلة أن البعض اعتبر تشجيع الفريق التونسي أمرا غير مقبول، فالجزائر أقرب إلى فلسطين ولا بد من تشجعيها وكأن الرياضة لا بد أن تختلط بالسياسة وتنتقل إليها تهم التخوين والعمالة.
نعود إلى واقعنا العربي اليوم ونسأل أنفسنا هل هناك أمل؟ هل ستشرق الشمس من جديد؟ هل يمكن أن يحصل ذلك ونحن نشاهد في عامنا هذا استمرارا للأزمة السورية لا بل تفاقما لمصائب السوريين الذين ب
اتوا محرومين من الكثير من مقومات الحياة وعلى رأسها التيار الكهربائي، وموارد الطاقة الأخرى (المازوت – البنزين)، وأصبحت رواتبهم لا تكفي لسد رمق الأسرة أياما قليلة من الشهر، ونفطهم يسرق في الشمال وجيشهم يستنزف في الجبهات وإسرائيل تقصف وتضرب بالقانون الدولي عرض الحائط كلما شاءت ومتى ما أردات.
ماذا نقول عن لبنان، ذلك البلد العربي الذي له في قلوبنا كل المحبة والاحترام، نراه اليوم ينهار ويتمزق وسط أزمة اقتصادية اجتماعية لم يشهدها منذ الحرب الأهلية، دون أن نرى في الأفق حلا أو بداية حل لكل ما يعانيه هذا البلد العزيز من مشاكل، جاء بها أصحاب المناصب والساسة، الذين لا يزالون يمعنون في تكبيرها وتعميقها دونما أي طروح جديدة أو تنازلات لبعضهم البعض في سبيل إنقاذ الوطن وشعبه.
إيهاب عبيد
محام وباحث قانوني
أما اليمن فهو أيضا له الله لا يزال يعاني من حرب أدت إلى خسائر بشرية كبيرة، وأخرى مادية وكذلك معنوية، فعلت ما فعلته بالشعب اليمني. وبغض النظر عن الطرف المحق والطرف المخطئ فيها، فالضريبة الأكبر كالعادة يدفعها المواطنون الأبرياء والشيوخ والنساء والأطفال.
وإذا ما اتجهنا إلى مغرب وطننا العربي نجد ليبيا، وإن كانت تسعى للخروج من أزمتها، نجدها لا تزال مضطربة غير مستقرة ولا ثابتة، والوضع فيها غير مطمئن للكثيرين، ونرى المغرب والجزائر البلدين العربيين المتجاورين في أزمة وصلت إلى مرحلة
لا تحمد عقباها من التصريحات المتبادلة والاتهامات الثنائية وكأننا أمام مرحلة ما قبل الحرب.
أما تونس فهي الأخرى دخلت في متاهة لا نهاية واضحة لها حتى الآن، بدأت باختلافات سياسية كبيرة وتبدل حكومات ونزاع بين السلطات الثلاث لتمر بقرارات جريئة من رئيسها تبعتها قرارت أخرى أكثر جرأة منه نفسه، لنصل بنهاية العام إلى حالة من التخبط وعدم الاستقرار واختلاف في الآراء القانونية وتفرق بين مؤيد ومعارض لهذه القرارات ولطريقة اتخاذها.
والسودان حالها ليس أفضل من سابقيها فهي أيضا شهدت تبدلات سياسية وصراعا على الحكم بين العسكر والمدنيين والحراك الثوري، كانت نتيجته زيادة الأزمة نحو الأسوأ بدلا من حلها أو على الأقل التخفيف من حدة عواقبها.
وبالنظر إلى باقي الدول العربية فقد يكون حالها أفضل بعض الشيء ولكن ذلك لا يعني أنها مرتاحة ومستقرة أو بعيدة عن دائرة الخطر.
15 ديسمبر 2021, 12:08 GMT
أما فلسطين فيعجز الكلام عن وصف معاناتها المتجددة والمتمددة سنة وراء سنة وعقدا وراء عقد، دون أي حل يسمح بعودة الحياة الطبيعية لها وعودة مهجريها وأبنائها إلى أرضهم، في ظل غياب قواعد القانون الدولي بشكل كلي عندما يتعلق الأمر بها، وفي ظل انقسامات داخلية مستمرة كما جرت العادة.
على الصعيد العالمي، ودون إطالة يكفي أن نذكر أن العام الماضي شهد زيادة غير مسبوقة لأعداد مصابي وضحايا فيروس "كورونا" بمتحوراته المختلفة، في جميع بلدان العالم، وأن لا أحد على وجه كرتنا الأرضية يستطيع أن
يتنبأ بمسقبل هذه الكائن العجيب.
أضف إلى ذلك تصاعد الخلاف بين دول الناتو وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وروسيا من جهة ثانية، فيما يخص الملف الأوكراني، مع اتهامات وادعاءات غربية غريبة لموسكو بأنها تعد لغزو ضد كييف، مقابل رفض روسي واضح وصريح لكل تلك الاتهامات التي تعتبرها ذريعة من الغرب وواشنطن للتدخل في شؤونها الداخلية، خاصة وأن قوات الناتو أجرت مناورات استفزازية أكثر من مرة بالقرب من حدود روسيا في وقاحة غريبة وتعدٍّ صارخ على قواعد القانون الدولي.
ارتفاع نسبة سكان العالم الذين يقبعون تحت خط الفقر، زيادة هائلة في أعداد المهددين بالموت جوعا وغيرها وغيرها الكثير من الكوارث، تقابلها زيادة فظيعة وكبيرة في ثروات عدد محدود من المليارديرات ورجال الأعمال وبعض الشركات على مستوى العالم.
بنظرة سريعة لكل ما سبق، وهو طبعا غيض من فيض، نرى العام القادم امتدادا لسابقه، ونسأل الله أن يخفف من وطأة وآثار المشاكل والمآسي والأزمات العالمية على البشرية جمعاء، فليس أمامنا إلا أن نعمل معا ونأمل- رغم كل الصعوبات والحقائق المرة- بتحسن ولو بسيط في العلاقات البشرية وانفراجة قريبة تظل بظلالها على سكان هذا الكوكب المتعب.
22 فبراير 2021, 08:59 GMT