الوعود الخارجية… هل تمنح السلطة والاقتصاد في السودان "قبلة الحياة"؟
© AP Photo / Mohamed Al Hammadiالشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي يستقبل الفريق عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس المجلس العسكري الانتقالي للسودان في المطار الرئاسي في أبو ظبي في الإمارات
© AP Photo / Mohamed Al Hammadi
تابعنا عبر
انتشرت الكثير من الأخبار التي تزامنت مع الزيارة، التي قام بها الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني إلى الإمارات، ولم تتوقف التحليلات عن الأزمة السياسية، بل تخطت إلى الاستثمارات التي قدمتها أبوظبي للخرطوم والتي قدرت بـ 20 مليار دولار.
فما الأهداف التي دفعت البرهان لزيارة الإمارات في هذا الوقت؟
بداية يقول الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، الفريق جلال تاور، إن زيارة البرهان إلى الإمارات العربية صاحبتها الكثير من الشائعات والأخبار غير المؤكدة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "بعض تلك الأخبار كانت تتحدث عن التسوية واحتمال عودة رئيس الحكومة المستقيل عبد الله حمدوك لرئاسة مجلس السيادة، لكن كل هذا أخبار غير مثبتة ولم يصدر بها أي تأكيد ولم نرى أي قرائن تؤكدها".
أما ما يتعلق بالدعم الاقتصادي الإماراتي للسودان، فيقول تاور: "ظهر جليا منذ فترة أن أبوظبي لها اهتمام كبير ورغبة في السودان والاستثمار فيه، ليس في السودان فقط، بل في الصومال وغيرها من الدول الأفريقية، لكن ليست هناك أشياء موثقة، حتى الوديعة الإماراتية التي قيل إنها تبلغ 20 مليار دولار على 4 سنوات، ليس هناك من ينفي أو يؤكد هذا الأمر، ولا يوجد حتى بيان من وزير المالية الذي كان أحد عناصر الوفد الذي رافق البرهان، وكل الشواهد تؤكد أنه لم يقابل أي مسؤول في دولة الإمارات".
السودان على حافة الانهيار
وتابع الخبير العسكري، على ما يبدو حتى الآن أن آثار زيارة البرهان إلى أبوظبي "غير واضحة"، وأخبارها غير مؤكدة، وأعتقد أن تلك الزيارة هي شكل من أشكال الوساطة لاختراق جمود الأزمة السودانية، فالوضع الراهن هو أن الاتحاد الأفريقي دخل من جانب، والأمم المتحدة دخلت من جانب آخر بجانب الترويكا الأوروبية، كل تلك الوساطات لم تأت بنتيجة واضحة، فمنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول، لا تزال المظاهرات والمليونيات في الشارع، وهناك ضيق وأزمة تتفاقم يوما بعد يوم في جميع مناحي الحياة، وقالها الاتحاد الأفريقي: "إن على الجميع أن يدرك أن السودان على حافة الانهيار".
غياب الدولة
من جانبه يقول القيادي في جبهة المقاومة السودانية، محمد صالح رزق الله، إن الوضع في السودان لا يعاني من أزمة سلطة، كما يفهم الكثيرون من السودانيين و المهتمين بشئون السودان، أزمة السودان الحقيقية في غياب الدولة وليس الحكومة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "لا توجد دولة بمفهوم الدولة، إنما هي مجموعات تصرفت منذ ما يسمى بالاستقلال وتتصرف حتى الآن مثل المافيا و العصابات، لذلك فإن البحث عن الحل الذي يتهافت إليه العسكريون أو قوى الحرية والتغيير "قحت" هو بحث فى غير مكان الأزمة، وما لم تصل كل القوى السياسية وقوى المقاومة الفاعلة على الساحة إلى أسباب المشكلة الحقيقية وراء هذا التراجع والتوصل إلى جوهر مشكلة وقضية السودان فلن نتقدم خطوة واحدة، ونحن نحتاج أولا أن نبني الدولة، وبعدها نفكر فى وسائل وطرق وكيفية إدارتها، وإلا فإن هذا الوضع سيؤدي حتما إلى الانهيار السودان.
توجيه الصراع السياسي لمصالح فئوية
وأكد رزق الله أنه مهما فعل الوسطاء وحلفاء القوى السياسية، فالنتيجة في النهاية ستكون الفشل بلا منازع وكل ما يحدث حاليا من حراك ولقاءت هو مضيعة للزمن وتعميق للمشكلة، ما لم نبن الدولة بمؤسساتها الأساسية المتفق عليها من كل الشعوب السودانية، لذا لن يكون هناك حل لمعضلة السودان طالما ظل توجيه الصراع السياسي لمصالح فئات لم يعد الواقع يسمح باستمرارها.
ووصف رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، زيارته إلى الإمارات، بالناجحة والمثمرة، مؤكدا أنها ستعود بنتائج ملموسة على السودان لاسيما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري.
واطلع مجلس السيادة السوداني، في اجتماع أمس الاثنين، برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، على نتائج زيارة رئيس المجلس لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي اختتمها أمس الاثنين.
أكد وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق أن الجانبين السوداني والإماراتي اتفقا على إقامة شراكات اقتصادية استراتيجية ضخمة في مجالات الطرق، والموانئ والسكة حديد، والتعاون في المجال العسكري وتبادل الخبرات.
وعاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى الخرطوم، الأحد الماضي، بعد زيارة رسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة استغرقت أربعة أيام، رافقه خلالها وزير المالية والتخطيط الاقتصادي الدكتور جبريل إبراهيم، ووزير الخارجية المكلف علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أحمد ابراهيم علي مفضل، والمدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ركن ميرغني إدريس، ورئيس اتحاد العمل السوداني هشام حسن السوباط،بحسب "أش أ".
وقال الصادق، في تصريحات صحفية في مطار الخرطوم الدولي: "زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي للإمارات تناولت مسار العلاقات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بالتركيز على الجوانب الاقتصادية، باعتبارها محور اهتمام السودان في هذه المرحلة".
وأضاف أن الزيارة تطرقت أيضا إلى الأوضاع الراهنة في السودان ومساعي وجهود الدولة لتحقيق التوافق الوطني من أجل استقرار الفترة الانتقالية، وصولا إلى انتخابات حرة ونزيهة وتسليم مقاليد الحكم لحكومة مدنية منتخبة، مشيرا إلى تشديد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على دعمه الكامل للتوافق الوطني المفضي إلى استقرار السودان.
وأوضح أن الحكومتين والقطاع الخاص في البلدين اتفقوا على دعم البنوك السودانية بمبالغ مقدرة، تمكنها من أداء دورها في تنمية الاقتصاد السوداني، واصفا زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي لدولة الإمارات العربية المتحدة بـ"الناجحة والمثمرة".
© Sputnik / Mohamed Hassanاتفاق السلام السوداني
اتفاق السلام السوداني
© Sputnik / Mohamed Hassan