سعيدة نغزة تتحدث لـ"سبوتنيك" حول برنامجها الانتخابي وفرص المرأة بانتخابات الرئاسة الجزائرية المرتقبة
08:59 GMT 26.06.2024 (تم التحديث: 09:01 GMT 26.06.2024)
© Photo / Saida Nagzaسعيدة نغزة المرشحة "المحتملة" للانتخابات الرئاسية الجزائرية
© Photo / Saida Nagza
تابعنا عبر
حصري
قالت سعيدة نغزة المرشحة "المحتملة" للانتخابات الرئاسية الجزائرية، إن العديد من الملفات الاقتصادية والسياسية ستكون محل إعادة نظر، وتحدثت نغزة، التي أعلنت نيتها للترشح للانتخابات الجزائرية المزمع تنظيمها في 7 سبتمبر المقبل، عن جل الملفات الداخلية، والعلاقات الخارجية للجزائر.
كما أشادت بعلاقة بلادها مع روسيا وسعيها لتطوير العلاقات لتشمل قطاعات أخرى.منوهة لعملها على معالجة العديد من الملفات بشأن التعاون مع دول الجوار، بما في ذلك الإقليم والدول العربية والأوروبية...إلى نص الحوار.
سبوتنيك: بداية… ما أبرز ملامح البرنامج الخاص بك والملفات والسياسات التي تسعين لها في برنامجكم الانتخابي؟
بشأن الوضع الاقتصادي الحالي في البلاد، فإنه يتسم بالتحديات الكبيرة، بما في ذلك الاعتماد المفرط على النفط والغاز، وارتفاع معدلات البطالة، والتضخم.
© Photo / Saida Nagzaسعيدة نغزة المرشحة "المحتملة" للانتخابات الرئاسية الجزائرية
سعيدة نغزة المرشحة "المحتملة" للانتخابات الرئاسية الجزائرية
© Photo / Saida Nagza
هذه العوامل تتطلب إصلاحات جذرية لتمكين التنمية المستدامة وتحقيق الاستقرار، ونعمل في هذا الإطار ضمن رؤية مستقبلية واضحة تشمل خطط وسياسات محددة لتحسين الاقتصاد، التعليم، الصحة، والبنية التحتية.
كما أننا نعتمد على بيانات واقعية تم جمعها من خلال دراسات ميدانية وتحليل دقيق للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الراهنة، وليس مجرد نظريات أو أفكار غير قابلة للتطبيق.
كما أعمل على جذب استثمارات رأس المال الضرورية لتطوير البنية التحتية الوطنية، مثل الطرق والموانئ والمطارات والاتصالات، لتعزيز قدرة الاقتصاد على التنافسية وتحقيق التنمية المستدامة، مع تبني سياسات تشمل تسهيل الوصول إلى التمويل وتقديم الدعم الحكومي والمالي، وتحسين بيئة الأعمال، وتعزيز التعليم والتدريب ودعم الابتكار والبحث والتطوير، وتوفير الدعم الفني والتقني، والتشجيع على التصدير والتوسع الدولي.
سبوتنيك: برأيك هل تتوافر شروط فوز المرأة بالرئاسة في الجزائر … أم هناك عوامل تحول دون ذلك؟
الكل يعلم أن نساء الجزائر صنعن تاريخا زاخرا بالبطولات، وهذا عبر مراحل مختلفة من حضارتنا العريقة، كيف لا اليوم؟
إن تمثيل المرأة في الحياة السياسية في الجزائر اليوم ليس موضوعا يستدعي النقاش وليس موضوعا يتطلب إعادة النظر في جوانبه، ويمكن الاطلاع على المجالس المحلية والمجالس الولائية في بلادنا، ثم بعد ذلك إلى البرلمان والحكومة.
الأمر ليس بمستحيل أنا امرأة جزائرية طموحة، أملك رؤية واضحة للإصلاح والتغيير، ودوافعي للترشح للرئاسيات القادمة، المزمع تنظيمها في يوم 2024.09.07 تنبع من رغبتي القوية في تجسيد طموحات وتطلعات شعبنا العظيم، وأريد أن أكون جزءًا من الحلول التي تساهم في تحسين حياة المواطنين وتطوير البلاد نحو الاحسن.
سبوتنيك: هل واقع تمثيل المرأة في الحياة السياسية بالجزائر بالمستوى الذي يجب أن يكون عليه؟
في الواقع نحن أمة لها امتداد تاريخي ثقافي عميق، وفي الجزائر اليوم المرأة مسؤولة عن هيئات رسمية.
المرأة برتبة لواء، وحاكمة مقاطعة والي، ومسؤولة عن مستشفيات عن جامعات عن معاهد وهي قاضية، المرأة مسؤولة اليوم عن مؤسسات اقتصادية وصاحبة قرارات مصيرية.
الجزائر هي معلم الحضارة والتاريخ وفرضت وجودها في الساحة السياسية الدولية منذ القدم، كما كان للمرأة الجزائرية رصيد من الكفاح والنضال مثل فاطمة نسومر وتنهينان والكاهنة وغيرهن من الشهيدات والمجاهدات خلال ثورة التحرير.
وبحكم نضالهن السياسي الطويل والمشرف، أرى أن المرأة الجزائرية هي كذلك مؤهلة لقيادة البلاد إلى الأفضل ولما لا؟
كما اعتقد أن الأمر يتعلق ببرامج واضحة المعالم كفيلة بالنهوض بالبلاد، ومواقف من شأنها جلب النفع للبلاد والعباد بغض النظر عن جنس المترشح.
وحتى نكون صرحاء أكثر، إذا توفرت شروط النزاهة يوم الاقتراع والفرز، أؤكد لكم أن المرأة الجزائرية سيكون لها شأن، وستبذل كل ما في وسعها لتحقيق تغيير سياسي، إيجابي حقيقي.
سبوتنيك: حال وصولكم للانتخابات هل تبقى الجزائر على السياسة الخارجية كما هي مع دول الجوار والدول العربية أم هناك متغيرات محتملة؟
صرحت سابقا وأعيد وأكرّر، إلى جانب هذا الوضع الداخلي، هناك وضع إقليمي ودولي غير مستقر ومتأزم تمامًا، قد يدفع الى إعادة تشكيل موازين القوى عبر نشوب صراعات وحروب.
إن وفقني الله واختارني الشعب، سأعمل على تأسيس محيط إقليمي موحّد مع جيراننا، والعمل معا من أجل ازدهار منطقتنا لتجنب مخاطر ما يمكن أن يولد من مخاض الصراعات العالمية.
من غير المنطقي أن تكون بلادنا في معزل عن المنطقة، فالعلاقات مع دول الجوار لابد أن تبعث إذا أراد قادة الدول الخير لشعوبهم.
سبوتنيك: حال وصولكم للرئاسة ... ما الخطوات اللازمة التي يجب اتخاذها تجاه القضية الفلسطينية؟
القضية الفلسطينية هي قضية دولية، أقصد قضية العالم أجمع وليست قضية الجزائر لوحدها، وعلى الأمم المتحدة تحمل مسؤولياتها الإنسانية والقانونية، في حين أن الجزائر ستكون إلى جانب كل مبادرة من شأنها إيجاد حل عادل لهذه القضية.
سبوتنيك: من ناحية التنمية والاقتصاد... هل ترى أن الوضع الحالي في منطقة المغرب العربي بحاجة لتكامل وتعاون أكبر وكيف يمكن ذلك؟
اقتصاديا وتنمويا بالنسبة للوضع الحالي في منطقة المغرب العربي هو محتشم كثيرا إن لم أقل شبه منعدم. كما سبق وذكرت لكم التحديات التي نشهدها اليوم على الساحة الدولية تفرض علينا العمل المشترك مع دول الجوار بحكم الجغرافيا والارتباطات الأسرية واللغة والدين والعادات المشتركة.
وأؤكد أن الجزائر لا تعادي أحدا في عقيدتها الديبلوماسية، وسأعمل على تكريس هذا المبدأ القائم على سياسة حسن الجوار كما كانت الجزائر دائما.
ليس هناك بديلا إلا التعاون بين بلدان المغرب العربي. إذا توفرت الإرادة لدى الجيران سنعمل برؤية موحدة لبناء اقتصاديات قوية ومتنوعة، وتبادل تجاري مثمر وقوي.
سبوتنيك: كيف ترون مستقبل العلاقات مع روسيا وأفق تطويرها وأهم المجالات التي يجب تعزيزها؟
لطالما كانت روسيا من الدول الصديقة للجزائر، كما ساهمت بعد الاستقلال في مساعدة الجزائر في العديد من المجالات، خاصة التعاون العسكري.
اليوم المعطيات والتطلعات غير التي كانت بالأمس. نحن بحاجة إلى توسيع هذا التعاون في مجالات أخرى، دعني أقول لك في مجال المياه والري والزراعة والسياحة والطاقات المتجددة.
كما أن حجم التبادلات التجارية وحجم الاستثمارات بين البلدين خارج التعاون العسكري يبقى محتشما، روسيا كانت وستظل حليفا استراتيجيا للجزائر وسأعمل على تقوية العلاقات وفق شراكة دائمة وصداقة متينة.
سبوتنيك: حال وصولكم للرئاسة هل ستبقون على العلاقات مع أوروبا كما هي أم هناك رؤية لإعادة تقييمها؟
لقد ربطت لي واقع العلاقة مع روسيا، ثم أعقبتها بواقع العلاقة مع الاتحاد الأوروبي.
لا بأس. أقول لك أن الجزائر تربطها علاقات بحكم الجوار مع أوروبا، وكما تعلمون فإن الانتخابات الأخيرة للبرلمان الأوروبي، والتي أسفرت عن صعود اليمين المتطرف سيكون لها تأثيرها الداخلي على الاتحاد، كما سيكون لها تأثير على العلاقات الخارجية للاتحاد نفسه.
وواقع العلاقات الجزائرية الأوروبية اليوم بحكم المتغيرات الاقتصادية والسياسية أكيد سيكون محل إعادة تقييم.
سبوتنيك: كيف ترى الصحوة الأفريقية والانفكاك عن فرنسا والولايات المتحدة ... ما الذي يمثله للمنطقة؟
هناك مثل عندنا يقول دوام الحال من المحال، وبعبارة علمية أخرى فإن الشيء الوحيد الثابت هو المتغير.
إفريقيا اليوم ليست تلك الدول القابعة تحت وطأة الاستعمار وشعوبها اليوم ليست تلك بالأمس، اليوم وفي ظل التكنولوجيا الحديثة أصبح من الضروري توفير متطلبات الحياة الكريمة للشعوب.
تعلم أن الدول الاستعمارية هي نفسها قبلة الشباب الراغب في الهجرة إليها، وهذه مشكلة ومعضلة حقيقية. وعلى الدول التي مازالت تتبنى سياسة الأطماع الاستعمارية أن توجه جهودها لمساعدة الدول الأفريقية لتحقيق التنمية بدلا من سياسة نهب ثرواتها.
وبالتالي هي اليوم بين خيارين كلاهما مر، إما التخلي عن الاطماع السابقة وترك البلدان لشعوبها، وإما مواجهة التبعات الخطيرة التي ستثقل كاهلها، خاصة مشكلة الهجرة غير الشرعية.
سبوتنيك: هناك توترات بين الجزائر وبعض الدول العربية منها ما هو علني ومنها ما هو بشكل غير مباشر ... هل تسعون لتصفير هذه التوترات أم ما الإجراءات المحتملة؟
التوترات التي تتحدثون عنها بين الجزائر وبعض الدول العربية على حد علمي مردها إلى قضايا دولية، وليست قضايا ذات الاهتمام المشترك،
المعلوم أن البلدان العربية التي اشرتم إليها تملك استثمارات جد معتبرة في الجزائر، وأن هذه الخلافات اعتبرها خلافات عابرة، لا يمكنها أن تمس عمق العلاقات القوية بين الشعوب، هناك العديد من تطابق في الرؤى بيننا وبين هذه البلدان التي تتحدث عنها.
اعتقد أننا سنجد الكثير من وجهات النظر المشتركة والحلول متوفرة بما يتماشى مصلحة بلدنا.
سبوتنيك: برأيك ما أبرز التحديات التي تواجه الجزائر وكيفية التغلب عليها؟
من أبرز التحديات اليوم هي الجبهة الداخلية، فالبلد اليوم يشهد تصحرا سياسيا غير مسبوق. بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلب السرعة والجدية اللازمتين في إيجاد الحلول. فالتحديات على الجبهة الداخلية تستدعي التجند ووضع البرامج كما تستدعي الأولوية في الاهتمام.
هذه التحديات تتطلب استراتيجيات شاملة لمعالجتها، نحن ندرك بكل جدية ومسؤولية حجم هذه التحديات. وسنعمل بشجاعة متواصلة وتفان كامل من أجل تطوير بلدنا وخدمة شعبنا.
لعلمكم، أمضيت مسيرة طويلة في تسيير مؤسسات اقتصادية وكان لي الشرف أن أترأس منظمات وطنية ودولية، من خلالها أتيحت لي معاينة وتشخيص اقتصادات ناشئة للعديد من الدول التي تشهد سباقا تكنولوجيا غير مسبوق، مما سيحدد تصنيفا جديدًا للعالم.
نحن نملك استراتيجية اقتصادية واقعية ترتكز على الابتعاد من تبعات انخفاض أسعار النفط، التي تؤثر على التوازنات المالية للبلد وتؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة، والتضخم، والضغوط المالية على الحكومة، وضعف التنويع الاقتصادي، وانتشار الفساد.
سبوتنيك: تحتضن فرنسا حركات انفصالية جزائرية... ويشير البعض إلى دعم أمريكي متجدد لهذه الحركات... كيف تتعاملون مع مثل هذه المواقف حال فوزكم؟
الشيء الوحيد الذي يمكنني إعلامكم به، أن الأمر يتعلق بحركة واحدة ووحيدة لا تملك أي امتداد في الجزائر، ولا تحظى بأي شعبية، ومنطقة القبائل جزء لا يتجزأ من الجزائر، وأبنائها جزائريون حتى النخاع، أما عن الدعم الأمريكي لهذه المجموعة لا املك معلومات حول القضية، لكنني لن أسمح ولن أتساهل من أي جهة تحاول زعزعة الاستقرار بلدي.
وأؤكد لكم أن الشعب الجزائري ليس لديه قابلية للاستعمار ولا للتفرقة بتاتا. وحتى اكون أكثر صراحة معكم، الأرض الجزائرية ليست للبيع، ونحن سادة فوق أرضنا وفي ظل دولتنا الوطنية.
أجرى الحوار: محمد حميدة