الحطب في زمن الحرب... بديل شحيح محفوف بالمخاطر للفلسطينيين في شمال غزة... فيديو
الحطب في زمن الحرب... بديل شحيح محفوف بالمخاطر للفلسطينيين في شمال غزة... فيديو
سبوتنيك عربي
تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر العاشر، وسط شح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى شمال القطاع، حيث تتفاقم أزمة الجوع مهددة حياة السكان، وهذه الظروف... 22.07.2024, سبوتنيك عربي
ويحاول سكان شمال القطاع البحث عن سبل النجاة في ظل كارثة إنسانية مستمرة هناك، لذلك يذهب الكثير منهم في رحلة محفوفة بالمخاطر، لجمع الحطب من أجل إشعال النيران لطهي الطعام، فمنذ عدة أشهر لا يتوفر غاز الطهي في شمال غزة.الشاب عبد الرحمن عساف يقوم يوميا في جمع الحطب لإشعال النيران وطهي الطعام، وينطلق على عربة يجرها حمار في ساعات الصباح الباكر إلى بيت حانون شمال شرقي قطاع غزة، لجمع الحطب.وأضاف: "أتوقع خلال أسبوع لن يبقى حطب شمال غزة، وذلك لأن الجميع هنا يريد الحطب، وتقريبا لم يبق شيء منه، فقد كنا نجمع أضعاف ما نجمعه اليوم وفي أقل وقت، لكن مع مرور الوقت يزداد كل شيء صعوبة، حتى أصبح البعض يجمع القش لإشعال النار، وأيضا هناك مخاطرة كبيرة كلما اقتربنا من المناطق العسكرية، ولو توفر الحطب بسعر جيد لقمنا بشرائه بدلا من هذه المعاناة، وأتمنى أن نعيش مثل باقي الناس، ففي شمال القطاع لا يوجد ماء ولا دواء وطعام ولا غاز، فهنا لا توجد حياة، هي فقط معاناة مستمرة".وبلغت أزمة المحروقات في منطقة شمال غزة المحاصرة ذروتها، فبعد نحو 8 أشهر من نفاد غاز الطهي بشكل كامل من المنطقة، التي تضم محافظتي غزة والشمال، بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد، يشارف مخزون الحطب والأخشاب على النفاد، وقد استنفده المواطنون خلال الفترة الماضية عبر اعتمادهم الدائم عليه في تدبّر حياتهم اليومية.ويواجه المواطنون الذين يعمل معظمهم بشكل يومي في جمع الحطب، صعوبات كبيرة في العثور عليه بعد أن جمعوه من المنازل والمنشآت المدمرة والأراضي الزراعية المجرّفة، ويتمنى المواطن سفيان السكني لو يحصل على أنبوبة غاز، كي توفر عليه عناء البحث عن الحطب الشحيح، وقطع المسافة من حي التفاح بمدينة غزة إلى بيت حانون شمالا لجمع الحطب، معرضا حياته للخطر وهو بالقرب من الجيش الإسرائيلي.وقال سفيان لـ"سبوتنيك": "أنا أقطع مسافة 4 كم يوميا من حي التفاح إلى بيت حانون، ومثلهم في رحلة العودة، وذلك لجمع الحطب، واليوم نجحت في جمع كمية كبيرة من الحطب كانت متواجدة خلف جدار مدمر، وربما لم ينتبه عليه من يجمعون الحطب، وسوف تكفي عائلتي وعائلتي أخي وأختي لمدة 3 أيام، ولو كان الغاز متوفر لكانت أنبوبة الغاز تكفي لمدة شهر".ويشكل نفاد المواد التي تستخدم كمحروقات، وفي مقدمتها الحطب، قلقا بالغا للمواطنين في شمال غزة لعدم قدرتهم فيما بعد على ممارسة الحد الأدنى من حياتهم اليومية، وبشكل خاص الطهي وغيره، لذلك يضطر البعض إلى جمع الحطب أسفل البيوت المدمرة، والتي من الممكن أن تنهار عليهم في أي لحظة، كما يفعل الشاب ضياء زياد وصديقه سعيد، حيث لم يعد يتواجد الحطب في حيهم شمال غزة، ويحاولون جمع بقايا الأثاث المنزلي المدمر والحصول على قطع خشبية صغيرة من بين الركام.وتابع: "أتمنى أن تنتهي الحرب ونعود كما كنا، ربما هذا صار حلمنا، فهنا لا يوجد بيت غير مدمر ونعيش بجانب بيوتنا في خيام، في ظل ظروف صعبة للغاية من كل النواحي، فكل ما نحتاجه غير متوفر، وهناك عجز في الماء والدواء والطعام والغاز، ولا يوجد أمان".ولا تلوح في الأفق أي إمكانية لسماح إسرائيل بإدخال المحروقات والغاز إلى منطقة شمال غزة، وكل المحاولات سواء من مؤسسات دولية أو تجار لإدخال الغاز والمحروقات إلى المنطقة باءت بالفشل، وبحسب مصادر محلية متعددة في منطقة شمال غزة، فإنَّ "إسرائيل قلصت خلال الفترة الأخيرة كمية المساعدات التي تدخلها المؤسسات الأممية والدولية للمنطقة عبر موقع "زيكيم" العسكري شمال غربي مدينة بيت لاهيا، بنسبة تفوق 50% مقارنة عما كانت عليه قبل نحو شهر، وسمحت لدخول مساعدات خالية تقريباً من أي قيمة غذائية وبالكاد تكفي لعدد محدود جداً من المواطنين".وذكر التقرير "أنَّ كل قطاع غزة يُصنف بأنه في حالة طوارئ وهي المرحلة الرابعة من التصنيف التي تسبق المجاعة (المرحلة الخامسة)، وبأن أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصا شديدا للغذاء والتضور جوعا واستنفاد القدرة على المواجهة".ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ290 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 39006 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة و89818 آخرين.وفي 7 أكتوبر، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.
تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر العاشر، وسط شح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى شمال القطاع، حيث تتفاقم أزمة الجوع مهددة حياة السكان، وهذه الظروف أدت إلى زيادة معاناة السكان بدرجات متقدمة من المجاعة تصل إلى درجة "الكارثية"، الأمر الذي أكده تقرير بحثي أصدره التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الشهر الماضي.
ويحاول سكان شمال القطاع البحث عن سبل النجاة في ظل كارثة إنسانية مستمرة هناك، لذلك يذهب الكثير منهم في رحلة محفوفة بالمخاطر، لجمع الحطب من أجل إشعال النيران لطهي الطعام، فمنذ عدة أشهر لا يتوفر غاز الطهي في شمال غزة.
الشاب عبد الرحمن عساف يقوم يوميا في جمع الحطب لإشعال النيران وطهي الطعام، وينطلق على عربة يجرها حمار في ساعات الصباح الباكر إلى بيت حانون شمال شرقي قطاع غزة، لجمع الحطب.
وقال عبد الرحمن لوكالة "سبوتنيك": "لا يوجد غاز في شمال قطاع غزة منذ الشهر الثاني للحرب، تقريبا من ثمانية أشهر، والبديل هو الحطب، وكلما نفذ الحطب لدينا نذهب لجلبه من مناطق خطرة، لكننا نضطر لذلك لأنه لا يوجد بديل لدينا، ومنذ ساعات الصباح نأتي من جباليا البلد، على العربة التي يجرها الحمار، لنجمع الحطب على مدار ساعات طويلة، وكل ما نجمعه في هذه الفترة لا يكفي للاستخدام لمدة يوم فقط، بسبب شح الحطب".
وأضاف: "أتوقع خلال أسبوع لن يبقى حطب شمال غزة، وذلك لأن الجميع هنا يريد الحطب، وتقريبا لم يبق شيء منه، فقد كنا نجمع أضعاف ما نجمعه اليوم وفي أقل وقت، لكن مع مرور الوقت يزداد كل شيء صعوبة، حتى أصبح البعض يجمع القش لإشعال النار، وأيضا هناك مخاطرة كبيرة كلما اقتربنا من المناطق العسكرية، ولو توفر الحطب بسعر جيد لقمنا بشرائه بدلا من هذه المعاناة، وأتمنى أن نعيش مثل باقي الناس، ففي شمال القطاع لا يوجد ماء ولا دواء وطعام ولا غاز، فهنا لا توجد حياة، هي فقط معاناة مستمرة".
وبلغت أزمة المحروقات في منطقة شمال غزة المحاصرة ذروتها، فبعد نحو 8 أشهر من نفاد غاز الطهي بشكل كامل من المنطقة، التي تضم محافظتي غزة والشمال، بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد، يشارف مخزون الحطب والأخشاب على النفاد، وقد استنفده المواطنون خلال الفترة الماضية عبر اعتمادهم الدائم عليه في تدبّر حياتهم اليومية.
ويواجه المواطنون الذين يعمل معظمهم بشكل يومي في جمع الحطب، صعوبات كبيرة في العثور عليه بعد أن جمعوه من المنازل والمنشآت المدمرة والأراضي الزراعية المجرّفة، ويتمنى المواطن سفيان السكني لو يحصل على أنبوبة غاز، كي توفر عليه عناء البحث عن الحطب الشحيح، وقطع المسافة من حي التفاح بمدينة غزة إلى بيت حانون شمالا لجمع الحطب، معرضا حياته للخطر وهو بالقرب من الجيش الإسرائيلي.
وقال سفيان لـ"سبوتنيك": "أنا أقطع مسافة 4 كم يوميا من حي التفاح إلى بيت حانون، ومثلهم في رحلة العودة، وذلك لجمع الحطب، واليوم نجحت في جمع كمية كبيرة من الحطب كانت متواجدة خلف جدار مدمر، وربما لم ينتبه عليه من يجمعون الحطب، وسوف تكفي عائلتي وعائلتي أخي وأختي لمدة 3 أيام، ولو كان الغاز متوفر لكانت أنبوبة الغاز تكفي لمدة شهر".
وأضاف: "أنا أجمع الحطب على العربة التي يجرها الحمار، وكما ترى نحن بالقرب من جيش الاحتلال، وهذه مخاطرة كبيرة جدا، وفي أي لحظة ممكن استهدافنا، كما استهدف الكثير ممن يجمعون الحطب، لكني مضطر لهذا العمل، فليس لدينا خيار أخر للبقاء هنا، فالغاز برأي أكبر مشكلة نعاني منها حاليا، ولا أريد أن أقلل من قيمة المشاكل والصعوبات الأخرى لكن الغاز مشكلة كبيرة، وخاصة أنَّ الحطب قارب على النفاد في الشمال".
ويشكل نفاد المواد التي تستخدم كمحروقات، وفي مقدمتها الحطب، قلقا بالغا للمواطنين في شمال غزة لعدم قدرتهم فيما بعد على ممارسة الحد الأدنى من حياتهم اليومية، وبشكل خاص الطهي وغيره، لذلك يضطر البعض إلى جمع الحطب أسفل البيوت المدمرة، والتي من الممكن أن تنهار عليهم في أي لحظة، كما يفعل الشاب ضياء زياد وصديقه سعيد، حيث لم يعد يتواجد الحطب في حيهم شمال غزة، ويحاولون جمع بقايا الأثاث المنزلي المدمر والحصول على قطع خشبية صغيرة من بين الركام.
وأفاد ضياء لوكالة "سبوتنيك": "نجمع الخشب من أسفل البيوت المدمرة، في محاولة لنجد بعض الأخشاب لإشعال النار لطهي الطعام، فلم يعد الحطب متوفر، والمتوفر منه للشراء غالي الثمن، ومنذ 9 أشهر لا يوجد غاز في شمال غزة، وطوال اليوم لم نستطع أنا وصديقي سعيد جمع حطب يكفي لطهي الطعام ليوم واحد، وكل ما وجداناه أخشاب رفيعة وقليلة لا تكفي".
وتابع: "أتمنى أن تنتهي الحرب ونعود كما كنا، ربما هذا صار حلمنا، فهنا لا يوجد بيت غير مدمر ونعيش بجانب بيوتنا في خيام، في ظل ظروف صعبة للغاية من كل النواحي، فكل ما نحتاجه غير متوفر، وهناك عجز في الماء والدواء والطعام والغاز، ولا يوجد أمان".
ولا تلوح في الأفق أي إمكانية لسماح إسرائيل بإدخال المحروقات والغاز إلى منطقة شمال غزة، وكل المحاولات سواء من مؤسسات دولية أو تجار لإدخال الغاز والمحروقات إلى المنطقة باءت بالفشل، وبحسب مصادر محلية متعددة في منطقة شمال غزة، فإنَّ "إسرائيل قلصت خلال الفترة الأخيرة كمية المساعدات التي تدخلها المؤسسات الأممية والدولية للمنطقة عبر موقع "زيكيم" العسكري شمال غربي مدينة بيت لاهيا، بنسبة تفوق 50% مقارنة عما كانت عليه قبل نحو شهر، وسمحت لدخول مساعدات خالية تقريباً من أي قيمة غذائية وبالكاد تكفي لعدد محدود جداً من المواطنين".
وحذر تقرير دولي مدعوم من الأمم المتحدة من استمرار المخاطر العالية لحدوث مجاعة بأنحاء قطاع غزة في ظل استمرار الصراع والقيود المفروضة على الوصول الإنساني، وقال تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي يشارك في إعداده عدد من الوكالات الإنسانية، "إن نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد"، متوقعا استمرار هذا الوضع حتى أيلول/سبتمبر 2024.
وذكر التقرير "أنَّ كل قطاع غزة يُصنف بأنه في حالة طوارئ وهي المرحلة الرابعة من التصنيف التي تسبق المجاعة (المرحلة الخامسة)، وبأن أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصا شديدا للغذاء والتضور جوعا واستنفاد القدرة على المواجهة".
الحطب في زمن الحرب ... بديل شحيح محفوف بالمخاطر للفلسطينيين في شمال غزة
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ290 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 39006 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة و89818 آخرين.
وفي 7 أكتوبر، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.
تم حظر دخولك إلى المحادثة لانتهاك"a href="https://sarabic.ae/docs/comments.html>القواعد.
ستتمكن من المشاركة مرة أخرى بعد:∞.
إذا كنت غير موافق على الحظر، استخدم<"a href="https://sarabic.ae/?modal=feedback>صيغة الاتصال
تم إغلاق المناقشة. يمكنك المشاركة في المناقشة في غضون 24 ساعة بعد نشر المقال.