https://sarabic.ae/20241226/هل-يتجه-السودان-نحو-السيناريو-الليبيدولة-واحدة-وحكومتان-1096228033.html
هل يتجه السودان نحو السيناريو الليبي.. دولة واحدة وحكومتان؟
هل يتجه السودان نحو السيناريو الليبي.. دولة واحدة وحكومتان؟
سبوتنيك عربي
في ظل تصاعد حدة القتال بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في العديد من الجبهات، وبشكل خاص في الخرطوم، عاد الحديث عن تشكيل حكومة مدنية في المناطق التي... 26.12.2024, سبوتنيك عربي
2024-12-26T19:40+0000
2024-12-26T19:40+0000
2024-12-26T19:40+0000
حصري
أخبار السودان اليوم
قوات الدعم السريع السودانية
الجيش السوداني
تقارير سبوتنيك
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/0c/1a/1096227875_0:3:1302:735_1920x0_80_0_0_c825dc31658be6fcd110bb8c3b50c4db.jpg
فما مصير دعوات تشكيل حكومة جديدة في مناطق "الدعم السريع"، ومدى تأثيرها على الحرب الدائرة والحكومة الحالية في البلاد.. وهل يمكن أن تصبح السودان ليبيا جديدة، دولة واحدة وحكومتان، وهل تقبل "الدعم السريع" بهذا المقترح، الذي قد لا تقبله المنظمات الدولية وغالبية دول العالم؟بداية، يقول الكاتب والمحلل السياسي السوداني، عثمان ميرغني، إن "فكرة تشكيل حكومة مدنية في المنفى هى فكرة أوعزت بها "قوات الدعم السريع" إلى تحالف (تقدم) المدني، لكن الجبهة الثورية وبعض الأحزاب والشخصيات العامة هي التي كانت أكثر حماسا بالنسبة للفكرة أو هذا الطرح منذ فترة ليست بالقصيرة، في الوقت ذاته هناك مجموعة ترفض تلك الفكرة، الأمر الذي أحدث نوعا من الانقسام داخل تحالف "تقدم".الجبهة الثوريةوأضاف ميرغني في تصريحات لـ"سبوتنيك": "إذا ذهبت المجموعة المتحمسة لفكرة تشكيل حكومة مدنية على الأرض، ستكون تلك الحكومة تحت إدارة "قوات الدعم السريع"، لأنه سوف تمارس المهام المنوطة بها في المناطق التي تسيطر عليها "الدعم السريع"، وبالتالي ستكون تحركات تلك الحكومة تحت سيطرة "الدعم السريع"، وبالتالي سوف تموّل أنشطة تلك الحكومة من جانب طقوات الدعم السريع"، هذا هو ما دفع بعض القوى السياسية في "تقدم" لرفض الفكرة، وأن يكون هناك تحالف مباشر مع "الدعم السريع".وتابع ميرغني: "بسبب الحديث عن الحكومة، فإنه يمكن أن نقول إن هناك انقسام حاليا داخل تحالف "تقدم"، والملفت للنظر في الفترة الأخيرة التغريدة التي كتبها مستشار "قوات الدعم السريع"، يوسف عزت، والتي اعتبر خلالها أن الدعوة لتشكيل حكومة مدنية من جانب تلك القوى السياسية في مناطق "الدعم السريع" يمكن أن نصفه بأنه يشبه عملية استغلال لبندقية "الدعم السريع" دون الاعتراف بـ"الدعم السريع"، أي يمكن اعتبارها نوع من (الانتهازية السياسية) من جانب تلك القوى التي تطالب بتشكيل الحكومة".عواقبها وخيمةوحول التداعيات التي يمكن حدوثها إذا ما تم بالفعل تشكيل تلك الحكومة، يقول عثمان ميرغني: "إذا تم تشكيل حكومة من جانب تلك القوى المدنية لن يكون لها تأثير سوى على من قام بتشكيلها، وستكون عواقبها وخيمة جدا عليهم، لكن الخطورة البالغة سوف تحدث إذا ما قامت أي حكومة أو جهة دولية بالاعتراف بتلك الحكومة أو تأييدها، هنا سوف نصبح أمام ما يشبه النموذج الليبي، بحيث تكون هناك حكومتان تدعم كل منهما جهات دولية معينة".خطوة استراتيجيةفي المقابل، تقول الخبيرة وباحثة في الشأن الأفريقي والسوداني، لنا مهدي: "إن تشكيل حكومة مدنية في المنفى يراها البعض خطوة استراتيجية للقوى المدنية والديمقراطية في السودان لإعادة تنظيم الصفوف السياسية، ومواجهة التعقيدات التي فرضها الصراع العسكري القائم على الأرض، ويرى مراقبون أن هذه التحركات تهدف إلى توحيد الجهود السياسية للمعارضة السودانية في الخارج، وخلق إطار تمثيلي يعبّر عن إرادة الشعب السوداني، ويكون قادرا على التفاوض مع المجتمع الدولي، لتأمين الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني للمدنيين الذين يعانون بسبب الحرب الحالية".وأضافت في تصريحات لـ"سبوتنيك": "الأكثر واقعية أن تقوم "قوات الدعم السريع" بتشكيل حكومة داخل مناطق سيطرته في السودان، وهي خطوة أكثر عملية من تشكيل حكومة في المنفى، خاصة أنه يعكس توازنا مع الوضع الميداني الحالي، ويستفيد من الأرض التي يسيطر عليها".وتابعت مهدي: "إن تشكيل حكومة داخلية في مناطق سيطرة "الدعم السريع"، تتيح له تعزيز شرعيته على المستوى المحلي، وتُظهر قدرته على تقديم خدمات وإدارة المناطق التي يسيطر عليها، مما يمنحه ورقة تفاوضية قوية مع القوى المدنية والسياسية وكذلك مع المجتمع الدولي".حل شامل للأزمةوأشارت الباحثة في الشأن الأفريقي إلى أن "هذه الخطوة يمكن أن تسهم في بناء إطار تنسيقي مع تلك القوى بهدف التوصل إلى حل شامل للأزمة، خاصة إذا تم تقديم الحكومة كجزء من مشروع سياسي أوسع يمثل مصالح الأطراف المختلفة وليس مجرد تكريس لسلطة عسكرية".وشددت مهدي على أن "التنسيق مع القوى المدنية والسياسية ضروري لجعل هذه الخطوة مقبولة، ويمنحها بُعدا وطنيا بدلا من أن تُفسر كخطوة أحادية قد تزيد من تعقيد المشهد، وإذا تم العمل على هذا الخيار بحنكة سياسية قد يكون وسيلة لتحقيق توازن بين الأطراف المتصارعة، وفتح مسار جديد للحوار السياسي الذي تحتاجه البلاد بشدة".واستطردت مهدي: "تمتلك "قوات الدعم السريع" اليوم كفاءات سياسية وتنظيمية واقتصادية وإدارية متكاملة، إضافة إلى قاعدة مجتمعية واسعة تمكّنه من الانتقال بسرعة إلى مرحلة بناء حكومة فعّالة وقادرة على إدارة شؤون البلاد، وهذه الكفاءات ليست وليدة اللحظة، بل تم تطويرها على مدار سنوات من العمل الميداني، والتفاعل مع مختلف مكونات المجتمع السوداني، مما يجعل "الدعم السريع" في موقع فريد لتشكيل حكومة مدنية تُعبر عن واقع السلطة على الأرض، وتقدم حلولا عملية للأزمات الراهنة".الفراغ السياسيولفتت الباحثة في الشأن الأفريقي، لنا مهندي، إلى "وجود خبرات متخصصة في الاقتصاد والإدارة والتنظيم داخل منظومة "الدعم السريع"، مما يضمن تأسيس هيكل حكومي قادر على توفير الخدمات الأساسية وإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع، إضافة إلى تعزيز التواصل مع القوى المدنية والإقليمية والدولية بما يخدم استقرار السودان ومستقبله".وكانت الجبهة الثورية السودانية والتي تُعد أحد مكونات التحالف المدني "تقدم" قد تقدمت بداية الشهر الجاري بمقترح تشكيل حكومة مدنية في المناطق الخاضعة للدعم السريع، إلا أن أن الآراء انقسمت حول المقترح بل يمكن القول بأن الغالبية رفضته، ثم عاد المقترح من جديد قبل أيام بعد إعلان تحالفات أخرى من خارج "تقدم" دعمها لتشكيل الحكومة.كان رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، قد جدد التزام حكومة السودان بحماية المدنيين من بطش قوات الدعم السريع.وخلال لقائه المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة، طالب البرهان، الأمم المتحدة "باتخاذ إجراءات رادعة وحاسمة ضد الدول التي تقف خلف قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني، منذ أبريل/ نيسان 2023"، داعياً المجتمع الدولي لممارسة الضغوط على هذه القوات وإدانة الانتهاكات التي تمارسها بصورة أكثر صرامة ووضوح.كما دعا البرهان، إلى ضرورة أن تتخذ المنظومة الأممية الإجراءات اللازمة حيال عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إدخال السلاح إلى إقليم دارفور ووقف الهجوم على مدينة الفاشر.وقال إنه "في حال عودة المواطنين السودانيين لمنازلهم وقراهم، سيتم بدء العملية السياسية وإجراء الانتخابات التي يقرر فيها الشعب السوداني مستقبله السياسي دون تدخلات خارجية".يذكر أن الحرب التي يشهدها السودان اندلعت في أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.
https://sarabic.ae/20241222/حاكم-إقليم-دارفور-قوات-الدعم-السريع-فقدت-خط-إمداد-رئيسي-يربطها-بليبيا--1096054871.html
https://sarabic.ae/20241223/الجيش-السوداني-يعلن-مقتل-العشرات-من-قوات-الدعم-السريع-جراء-عمليات-استباقية-في-الفاشر-1096089994.html
https://sarabic.ae/20241221/الجيش-السوداني-يسيطر-على-قاعدة-الزرق-أهم-معاقل-قوات-الدعم-السريع-في-دارفور-1096048315.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/0c/1a/1096227875_121:0:1302:886_1920x0_80_0_0_81adc4934dbdab76af765ea1156fc9b1.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, أخبار السودان اليوم, قوات الدعم السريع السودانية, الجيش السوداني, تقارير سبوتنيك
حصري, أخبار السودان اليوم, قوات الدعم السريع السودانية, الجيش السوداني, تقارير سبوتنيك
هل يتجه السودان نحو السيناريو الليبي.. دولة واحدة وحكومتان؟
حصري
في ظل تصاعد حدة القتال بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في العديد من الجبهات، وبشكل خاص في الخرطوم، عاد الحديث عن تشكيل حكومة مدنية في المناطق التي يسيطر عليها "الدعم السريع"، وهو مقترح طرحته الجبهة الثورية التابعة للتحالف المدني "تقدم" في بداية الشهر الجاري، وقُوبل بالرفض من جانب شركائها السياسيين.
فما مصير دعوات تشكيل حكومة جديدة في مناطق "
الدعم السريع"، ومدى تأثيرها على الحرب الدائرة والحكومة الحالية في البلاد.. وهل يمكن أن تصبح السودان ليبيا جديدة، دولة واحدة وحكومتان، وهل تقبل "الدعم السريع" بهذا المقترح، الذي قد لا تقبله المنظمات الدولية وغالبية دول العالم؟
بداية، يقول الكاتب والمحلل السياسي السوداني، عثمان ميرغني، إن "فكرة تشكيل حكومة مدنية في المنفى هى فكرة أوعزت بها "قوات الدعم السريع" إلى تحالف (تقدم) المدني، لكن الجبهة الثورية وبعض الأحزاب والشخصيات العامة هي التي كانت أكثر حماسا بالنسبة للفكرة أو هذا الطرح منذ فترة ليست بالقصيرة، في الوقت ذاته هناك مجموعة ترفض تلك الفكرة، الأمر الذي أحدث نوعا من الانقسام داخل تحالف "تقدم".
وأضاف ميرغني في تصريحات لـ"سبوتنيك": "إذا ذهبت المجموعة المتحمسة لفكرة تشكيل حكومة مدنية على الأرض، ستكون تلك الحكومة تحت إدارة "قوات الدعم السريع"، لأنه سوف تمارس المهام المنوطة بها في المناطق التي تسيطر عليها "الدعم السريع"، وبالتالي ستكون تحركات تلك الحكومة تحت سيطرة "الدعم السريع"، وبالتالي سوف تموّل أنشطة تلك الحكومة من جانب طقوات الدعم السريع"، هذا هو ما دفع بعض القوى السياسية في "تقدم" لرفض الفكرة، وأن يكون هناك تحالف مباشر مع "الدعم السريع".
وتابع ميرغني: "بسبب الحديث عن الحكومة، فإنه يمكن أن نقول إن هناك انقسام حاليا داخل تحالف "تقدم"، والملفت للنظر في الفترة الأخيرة التغريدة التي كتبها مستشار "قوات الدعم السريع"، يوسف عزت، والتي اعتبر خلالها أن الدعوة لتشكيل حكومة مدنية من جانب تلك القوى السياسية في مناطق "الدعم السريع" يمكن أن نصفه بأنه يشبه عملية استغلال لبندقية "الدعم السريع" دون الاعتراف بـ"الدعم السريع"، أي يمكن اعتبارها نوع من (الانتهازية السياسية) من جانب تلك القوى التي تطالب بتشكيل الحكومة".
وحول التداعيات التي يمكن حدوثها إذا ما تم بالفعل تشكيل تلك الحكومة، يقول عثمان ميرغني: "إذا تم تشكيل حكومة من جانب تلك القوى المدنية لن يكون لها تأثير سوى على من قام بتشكيلها، وستكون عواقبها وخيمة جدا عليهم، لكن الخطورة البالغة سوف تحدث إذا ما قامت أي حكومة أو جهة دولية بالاعتراف بتلك الحكومة أو تأييدها، هنا سوف نصبح أمام ما يشبه النموذج الليبي، بحيث تكون هناك حكومتان تدعم كل منهما جهات دولية معينة".
وأشار ميرغني إلى أن "الجيش السوداني متقدم جدا خلال الأيام الماضية، وهو على مسافة تقارب 3 كيلومترات من القصر الجمهوري في الخرطوم، ونتوقع أن يقترب أكثر خلال الأيام القادمة من القصر، فإذا استطاع الوصول إلى القصر وفرض السيطرة عليه، فالطبيعي والعملي أن تعود الحكومة الحالية إلى الخرطوم، وهنا يصعب الحديث عن تشكيل حكومة أخرى".
في المقابل، تقول الخبيرة وباحثة في الشأن الأفريقي والسوداني، لنا مهدي: "إن تشكيل حكومة مدنية في المنفى يراها البعض خطوة استراتيجية للقوى المدنية والديمقراطية في السودان لإعادة تنظيم الصفوف السياسية، ومواجهة التعقيدات التي فرضها الصراع العسكري القائم على الأرض، ويرى مراقبون أن هذه التحركات تهدف إلى توحيد الجهود السياسية للمعارضة السودانية في الخارج، وخلق إطار تمثيلي يعبّر عن إرادة الشعب السوداني، ويكون قادرا على التفاوض مع المجتمع الدولي، لتأمين الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني للمدنيين الذين يعانون بسبب الحرب الحالية".
وأضافت في تصريحات لـ"سبوتنيك": "الأكثر واقعية أن تقوم "قوات الدعم السريع" بتشكيل حكومة داخل مناطق سيطرته في السودان، وهي خطوة أكثر عملية من تشكيل حكومة في المنفى، خاصة أنه يعكس توازنا مع الوضع الميداني الحالي، ويستفيد من الأرض التي يسيطر عليها".
وتابعت مهدي: "إن تشكيل حكومة داخلية في مناطق سيطرة "الدعم السريع"، تتيح له تعزيز شرعيته على المستوى المحلي، وتُظهر قدرته على تقديم خدمات وإدارة المناطق التي يسيطر عليها، مما يمنحه ورقة تفاوضية قوية مع القوى المدنية والسياسية وكذلك مع المجتمع الدولي".
وأشارت الباحثة في الشأن الأفريقي إلى أن "هذه الخطوة يمكن أن تسهم في بناء إطار تنسيقي مع تلك القوى بهدف التوصل إلى حل شامل للأزمة، خاصة إذا تم تقديم الحكومة كجزء من مشروع سياسي أوسع يمثل مصالح الأطراف المختلفة وليس مجرد تكريس لسلطة عسكرية".
وشددت مهدي على أن "التنسيق مع القوى المدنية والسياسية ضروري لجعل هذه الخطوة مقبولة، ويمنحها بُعدا وطنيا بدلا من أن تُفسر كخطوة أحادية قد تزيد من تعقيد المشهد، وإذا تم العمل على هذا الخيار بحنكة سياسية قد يكون وسيلة لتحقيق توازن بين الأطراف المتصارعة، وفتح مسار جديد للحوار السياسي الذي تحتاجه البلاد بشدة".
وأوضحت: "الأمر الأهم أن تشكيل "قوات الدعم السريع" لحكومة في مناطق سيطرتها سيكون إعلانا قويا عن انتصارها، إذ تُظهر قدرتها ليس فقط على التفوق العسكري، بل أيضا على ملء الفراغ السياسي وإدارة الدولة، ما يمنحها شرعية الأمر الواقع على الأرض، ويُعزز موقفها كقوة قادرة على القيادة الوطنية، وهذه الخطوة ستفرض واقعا جديدا يُجبر القوى المدنية والدولية على التعامل معها كسلطة فاعلة في المشهد السوداني، خاصة إذا تمكنت من تقديم خدمات وإدارة فعّالة للمناطق الخاضعة لسيطرته، مما سيزيد من شعبيتها، ويكرّس صورتها كبديل قوي قادر على توجيه مستقبل البلاد وفق رؤيته".
واستطردت مهدي: "تمتلك "قوات الدعم السريع" اليوم كفاءات سياسية وتنظيمية واقتصادية وإدارية متكاملة، إضافة إلى قاعدة مجتمعية واسعة تمكّنه من الانتقال بسرعة إلى مرحلة بناء حكومة فعّالة وقادرة على إدارة شؤون البلاد، وهذه الكفاءات ليست وليدة اللحظة، بل تم تطويرها على مدار سنوات من العمل الميداني، والتفاعل مع مختلف مكونات المجتمع السوداني، مما يجعل "الدعم السريع" في موقع فريد لتشكيل حكومة مدنية تُعبر عن واقع السلطة على الأرض، وتقدم حلولا عملية للأزمات الراهنة".
ولفتت الباحثة في الشأن الأفريقي، لنا مهندي، إلى "وجود خبرات متخصصة في الاقتصاد والإدارة والتنظيم داخل منظومة "الدعم السريع"، مما يضمن تأسيس هيكل حكومي قادر على توفير الخدمات الأساسية وإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع، إضافة إلى تعزيز التواصل مع القوى المدنية والإقليمية والدولية بما يخدم استقرار السودان ومستقبله".
وأكدت مهدي على أن "تشكيل "الدعم السريع" لحكومة داخل مناطق سيطرته لا يعني بالضرورة السعي نحو الانفصال، بل يمكن تفسيره كخطوة عملية لإدارة الأوضاع المحلية في ظل الفراغ السياسي والأمني الناتج عن الصراع، وهذه الحكومة يمكن أن تكون جزءا من رؤية وطنية أوسع، تهدف إلى خلق توازن قوى وإعادة بناء السودان كوحدة سياسية موحدة، خاصة إذا تم التنسيق مع القوى المدنية والسياسية الأخرى لتقديم هذه الخطوة كمرحلة انتقالية تهدف إلى تحقيق الاستقرار، والتفاوض على حل شامل يُنهي الأزمة، ويؤسس لنظام حكم مستدام يعكس تطلعات جميع السودانيين".
وكانت الجبهة الثورية السودانية والتي تُعد أحد مكونات التحالف المدني "تقدم" قد تقدمت بداية الشهر الجاري بمقترح تشكيل حكومة مدنية في المناطق الخاضعة للدعم السريع، إلا أن أن الآراء انقسمت حول المقترح بل يمكن القول بأن الغالبية رفضته، ثم عاد المقترح من جديد قبل أيام بعد إعلان تحالفات أخرى من خارج "تقدم" دعمها لتشكيل الحكومة.
كان رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، قد جدد التزام حكومة السودان بحماية المدنيين من بطش قوات الدعم السريع.
وخلال لقائه المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة، طالب البرهان، الأمم المتحدة "باتخاذ إجراءات رادعة وحاسمة ضد الدول التي تقف خلف قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني، منذ أبريل/ نيسان 2023"، داعياً المجتمع الدولي لممارسة الضغوط على هذه القوات وإدانة الانتهاكات التي تمارسها بصورة أكثر صرامة ووضوح.
كما دعا البرهان، إلى ضرورة أن تتخذ المنظومة الأممية الإجراءات اللازمة حيال عدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إدخال السلاح إلى إقليم دارفور
ووقف الهجوم على مدينة الفاشر.
وقال إنه "في حال عودة المواطنين السودانيين لمنازلهم وقراهم، سيتم بدء العملية السياسية وإجراء الانتخابات التي يقرر فيها الشعب السوداني مستقبله السياسي دون تدخلات خارجية".
يذكر أن الحرب التي يشهدها
السودان اندلعت في أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف
إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.