أمراض الأثرياء... هل تصيب المجتمعات الفقيرة؟
© Unsplash/ Austin Loveingشخص يتناول الطعام

© Unsplash/ Austin Loveing
تابعنا عبر
ترتبط معظم الأمراض المزمنة بالنظام الغذائي، نتيجة الإفراط في استهلاك السعرات الحرارية، بالتالي يطلق على هذه الأمراض اسم "أمراض الثراء" أو "أمراض الرفاهية"، إذ لوحظ أن معدل الإصابة بها يرتفع مع ارتفاع الدخل، ومستويات المعيشة، بل وحتى مع تحسن مؤشرات الصحة.
أكدت دراسة حديثة أن ارتفاع مستويات المعيشة والدخل قد يدفع الأفراد إلى سلوكيات استهلاكية مضرة، مثل زيادة تعاطي التبغ، وزيادة استهلاك الدهون المشبعة والكوليسترول والسعرات الحرارية الغذائية، وانخفاض النشاط البدني.
وتابعت الدراسة أن أهم الأمراض المزمنة المرتبطة بالسلوكيات الاستهلاكية السابقة، هي أمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى مرض النقرس والمعروف بداء الملوك، لأنه كان أكثر شيوعا بينهم نتيجة تناولهم كميات كبيرة من اللحوم.
وبيّنت الدراسة أن هيمنة نظام الغذاء المصنع على المجتمعات الصناعية (مثل الوجبات الخفيفة "غير الغذائية" المنتجة بكميات كبيرة والمشروبات المحلاة، والوجبات المجمدة المجهزة، والوجبات السريعة، والمعكرونة) يثير قلقا بالغا لأنها توفر مجموعة واسعة من الخيارات التي لا تتوافق مع صحة الإنسان.
ونوهت الدراسة أن مصطلح "أمراض الثراء" لم يعد حكرا على الأفراد الذين يستهلكون سعرات أكبر، إذ إن الفقراء في الدول الصناعية، وكذلك في الدول النامية، هم من يواجهون في الواقع التأثير الأكبر لهذه الأمراض، بحسب موقع "الجزيرة".
وأوضحت أنه غالبا ما تكون السعرات الحرارية الفارغة، رخيصة الثمن بالنسبة للشرائح الأفقر حول العالم، ما يجعل استهلاك الأنظمة الغذائية المصنعة أو التي تعتمد بشكل كبير على الكربوهيدرات، والتي لا تحتوي على كميات كافية من الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات، أكثر شيوعا بين الفقراء.
علاوة على ذلك، غالبا ما تكون الأسر الفقيرة أقل قدرة على تحمل تكاليف العواقب الباهظة لهذه الأمراض لدى متوسطي العمر وكبار السن (مثل توفير الأنسولين لمرضى السكري، وعواقب النوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى كبار السن).
وختمت الدراسة أنه من الضروري أن نستخدم المعرفة التي نمتلكها اليوم حول الوقاية من أمراض الثراء التي باتت خطرا يهدد صحتنا.