https://sarabic.ae/20250404/ترامب-يفرض-رسوما-جمركية-على-تونس-فأي-تداعيات-لهذه-الخطوة-1099215987.html
ترامب يفرض رسوما جمركية على تونس... فأي تداعيات لهذه الخطوة؟
ترامب يفرض رسوما جمركية على تونس... فأي تداعيات لهذه الخطوة؟
سبوتنيك عربي
لم تكن تونس بمعزل عن الزوبعة التي أثارها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية غير مسبوقة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، في إطار تنفيذ أحد... 04.04.2025, سبوتنيك عربي
2025-04-04T11:20+0000
2025-04-04T11:20+0000
2025-04-04T11:20+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
تونس
اقتصاد
الولايات المتحدة الأمريكية
دونالد ترامب
العالم العربي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/102088/05/1020880506_0:192:2048:1344_1920x0_80_0_0_430f74eb0cd3fe4ca031450e28787fb6.jpg
وأعلن ترامب، في خطاب ألقاه في البيت الأبيض، الأربعاء، أنه سيوقّع أمرا تنفيذيا تاريخيا يفرض بمقتضاه رسوما جمركية متبادلة على دول العالم، في خطوة قال إنها تمثل "يوم التحرير في أمريكا".وتبلغ قيمة الرسوم الجمركية الجديدة 34% بالنسبة للواردات القادمة إلى أمريكا من الصين، و31% على تلك القادمة من سويسرا، و46% على الفيتنام، و25% على كوريا الجنوبية و24% على اليابان. فيما ستبلغ الرسوم الجمركية المفروضة على واردات الاتحاد الأوروبي 20%.كما شمل قرار الرئيس الأمريكي الدول العربية، حيث بلغت قيمة الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على الواردات من سوريا 41%، و39% من العراق، و31% من ليبيا، و30% من الجزائر، و20% من الأردن، و10% لكل من المغرب ومصر وقطر والإمارات والسعودية والكويت والسودان واليمن ولبنان وجيبوتي وعمان والبحرين.وأقرّ ترامب أيضا رسوما جمركية بقيمة 28%على واردات الولايات المتحدة من تونس التي تفرض بدورها رسوما جمركية على الواردات الأمريكية بقيمة 58%، في خطوة أثارت التساؤلات بشأن تداعياتها المحتملة على الاقتصاد الوطني.تقلص تنافسية المنتجات التونسيةوفي الصدد، قال الخبير في الاقتصاد والأسواق المالية معز حديدان، في تصريح لـ "سبوتنيك"، إن قرار الإدارة الأمريكية ستكون له انعكاسات كبيرة على جميع دول العالم، وخاصة على شركاء تونس ومنافسيها في التجارة العالمية.ولفت إلى أن هذا القرار ستكون له تداعيات مباشرة وأخرى غير مباشرة على الاقتصاد التونسي، موضحا: "فيما يتعلق بالتأثيرات المباشرة، فإن فرض معاليم جمركية بقيمة 28% على صادرات تونس سيؤدي إلى تقليص تنافسية المنتجات التونسية التي تُصدّر إلى الولايات المتحدة".وقال حديدان إن تونس بحاجة إلى النظر فيما تصدره إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هي الدول المنافسة لها، وكيف سيتأثر الوضع بعد تطبيق المعاليم الديوانية الجديدة بهذه الدول.وأوضح: "نحن نصدّر إلى أمريكا زيت الزيتون والنسيج وبدرجة أقل التمور بشكل منتظم. وبالنسبة لقطاع زيت الزيتون منافسونا الرئيسيون هم إسبانيا وإيطاليا، وقد رفّع ترامب المعاليم الديوانية المفروضة على واردات أمريكا من الاتحاد الأوروبي بنسبة 20%، مقابل 28% لتونس، من وهنا، يظهر أن هناك أفضلية نسبية للدول الأوروبية في مجال زيت الزيتون مقارنة بتونس".وتابع: "أما في قطاع النسيج، فإن منافسينا مثل المغرب ومصر وتركيا قد زادت معاليمهم بنسبة 10% فقط، ما قد يمنحهم ميزة تنافسية أكبر، ولكن لن يكون لذلك تأثير كبير، لأن الشركة التونسية المنتجة للنسيج في تونس تعمل حصريًا للولايات المتحدة. وبالتالي، سيكون التأثير الأكبر على زيت الزيتون".وأشار حديدان إلى أن الآثار المباشرة لقرار ترامب، رغم أهميتها، فإنها ليست كارثية. فالولايات المتحدة ليست شريكا اقتصاديا كبيرا لتونس، ولا تعد من بين 100 دولة الأوائل التي تُصدّر إليها، مضيفا: "لدينا صادرات إلى أمريكا تفوق المليار دولار تقريبًا، في حين أن وارداتنا منها تبلغ حوالي 600 مليون دولار، مما يجعلنا نتمتع بفائض تجاري مع الولايات المتحدة بقيمة 619 مليون دولار".التأثيرات غير المباشرة أشد وقعاويعتقد الخبير الاقتصادي معز حديدان، أن التداعيات غير المباشرة للرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة ستكون أكبر بكثير من تداعياتها المباشرة على الاقتصاد التونسي.وأوضح متحدثا لـ "سبوتنيك": "الشريك الاقتصادي الرئيسي لتونس هو الاتحاد الأوروبي الذي يُصدّر العديد من المنتجات إلى الولايات المتحدة، ومن أبرزها السيارات، وقد فرضت الولايات المتحدة معاليم جمركية قطاعية بنسبة 25% على جميع السيارات مهما كان مأتاها، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على مبيعات السيارات، خاصة السيارات الألمانية في السوق الأمريكية".ولفت حديدان إلى أن تونس تُعد مُصنّعا كبيرا ومهما لمكونات السيارات، فهي تصدّر على سبيل المثال الكابلات لماركة مرسيدس التي تبيع سياراتها في ألمانيا. وقال حديدان إن سيارات مرسيدس ستكون مستقبلا أغلى في السوق الأمريكية بنسبة 25% مقارنة بما كانت عليه سابقًا. وهو ما سيجعل السيارات الأمريكية أكثر تنافسية من السيارات الأوروبية، مما سيؤثر على الطلب الأوروبي على قطع الغيار التي يتم تصنيعها في تونس.وشدد حديدان على أن قطاع مكونات السيارات هو أهم قطاع مصدّر في تونس، حيث يتفوق من حيث القيمة التصديرية على قطاع زيت الزيتون وقطاع النسيج. وتبلغ قيمة صادراته سنويا 2.4 مليار أورو حيث يساهم في توفير العملة الصعبة، كما يوفّر القطاع ما يزيد عن 95 ألف موطن شغل لعمال وإطارات كبرى، بحسب الجمعية التونسية لمصنعي مكونات السيارات.وقال حديدان: "تشير بعض الأرقام إلى أن قرار ترامب سيؤدي إلى خسارة بـ 1% في نسبة النمو في الاتحاد الأوروبي، وإذا كانت مبيعات الاتحاد الأوروبي الذي يستحوذ على 75% من الصادرات التونسية ستتقلص بنسبة 25%، فإن ذلك سينعكس على صادراتنا المتجهة إلى أوروبا بشكل سلبي، وهو ما سيلقي بظلاله على الاقتصاد التونسي".تأثير منحصر على بعض القطاعاتمن جانبه، يرى الخبير المالي بسام النيفر في تعليق لـ "سبوتنيك"، أن تأثير قرار الإدارة الأمريكية بفرض معاليم جمركية جديدة على تونس "لن يكون كارثيا" وسيقتصر على بعض القطاعات على غرار زيت الزيتون الذي يستحوذ على جزء كبير من السوق الأمريكية التي تتمتع بقدرة شرائية عالية.وأضاف: "مثل أي سلع واردة من دول أخرى على الولايات المتحدة، سيتأثر زيت الزيتون التونسي بقرار ترامب كما هو الحال بالنسبة لزيت الزيتون الإسباني أو الإيطالي الذي سيخضع لتعريفات جمركية إضافية بنسبة 20%. وهو ما سيؤدي حتما إلى الترفيع في سعره".وتابع النيفر، قائلاً: "إذا كانت سلعتك جيدة، فبإمكانها أن تصمد وسيضل الطلب عليها قائما رغم الأسعار المرتفعة، لأنك ستبيع منتجًا ذو جودة عالية لجمهور قادر على الشراء".وسجّلت الصادرات التونسية نحو الولايات المتحدة الامريكية ارتفاعا ملحوظا لتبلغ 1.1 مليار دولار سنة 2024، مقابل واردات أمريكية بقيمة 503.6 مليون دولار، بفائض يناهز 619.6 مليون دولار لفائدة تونس.وقال النيفر: "عند النظر إلى حجم السوق الأمريكية بالنسبة للصادرات التونسية، من الطبيعي ألا نجد أن أمريكا هي من أكبر الحرفاء التجاريين لتونس، حيث لا يزال الاتحاد الأوروبي يهيمن على 70% من الصادرات التونسية، ومع ذلك قد يميل الميزان التجاري في المستقبل إلى التعادل بعد قرار ترامب، لكن من المؤكد أن الصادرات ستستمر".ويرى المحلل المالي أن قرار ترامب يندرج ضمن حرب تجارية تمارسها الولايات المتحدة باعتبارها واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم وستنعكس سلبا على اقتصاد العالم، مشددا على أن هذا الأمر يجب أن يمثل فرصة أخرى لتذكير الدولة التونسية بضرورة تنويع أسواقها.وتابع: "صحيح أن السوق الأمريكية ليست ذات ثقل كبير بالنسبة لتونس، لكن من المهم أيضًا التوجه نحو السوق الآسيوية. وهذا ليس أمرا سهلا، لأن الدول الآسيوية تصنع العديد من السلع التي تصدرها تونس وبأسعار منخفضة. لذا، يجب أن يكون لدينا اقتصاد أكثر تنوعا وأكثر قدرة على دخول أسواق عالمية جديدة".
https://sarabic.ae/20250403/رئيسة-الوزراء-الإيطالية-تعريفات-ترامب-الجمركية-خيار-سيء-لكنه-ليس-كارثيا-1099201942.html
https://sarabic.ae/20250403/تفاصيل-وأرقام-دقيقة-ما-حجم-تأثر-المنطقة-العربية-بالتعريفات-الجمركية-الأمريكية-1099199585.html
https://sarabic.ae/20250403/رئيس-منظمة-التجارة-العالمية-يحذر-من-خطر-اندلاع-حرب-الرسوم-الجمركية----1099197500.html
https://sarabic.ae/20250402/باحثة-اقتصادية-الذهب-خيار-بديل-للاستثمار-ومقبلون-على-حرب-تجارية-ضحيتها-الشعب-1099162827.html
https://sarabic.ae/20250404/برنت-يكسر-حاجز-الـ70-دولارا-أسعار-النفط-تهوي-لأدنى-مستوياتها-منذ-شهور-1099209472.html
تونس
الولايات المتحدة الأمريكية
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, تقارير سبوتنيك, تونس, اقتصاد, الولايات المتحدة الأمريكية, دونالد ترامب, العالم العربي
حصري, تقارير سبوتنيك, تونس, اقتصاد, الولايات المتحدة الأمريكية, دونالد ترامب, العالم العربي
ترامب يفرض رسوما جمركية على تونس... فأي تداعيات لهذه الخطوة؟
حصري
لم تكن تونس بمعزل عن الزوبعة التي أثارها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية غير مسبوقة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، في إطار تنفيذ أحد أبرز وعوده الانتخابية التي قال إنها ستجلب "عصرا ذهبيا" لأمريكا.
وأعلن ترامب، في خطاب ألقاه في البيت الأبيض، الأربعاء، أنه سيوقّع أمرا تنفيذيا تاريخيا يفرض بمقتضاه رسوما جمركية متبادلة على دول العالم، في خطوة قال إنها تمثل "يوم التحرير في أمريكا".
وتبلغ قيمة الرسوم الجمركية الجديدة 34% بالنسبة للواردات القادمة إلى أمريكا من الصين، و31% على تلك القادمة من سويسرا، و46% على الفيتنام، و25% على كوريا الجنوبية و24% على اليابان. فيما ستبلغ الرسوم الجمركية المفروضة على واردات الاتحاد الأوروبي 20%.
كما شمل قرار الرئيس الأمريكي الدول العربية، حيث بلغت قيمة الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على الواردات من سوريا 41%، و39% من العراق، و31% من ليبيا، و30% من الجزائر، و20% من الأردن، و10% لكل من المغرب ومصر وقطر والإمارات والسعودية والكويت والسودان واليمن ولبنان وجيبوتي وعمان والبحرين.
وأقرّ ترامب أيضا رسوما جمركية بقيمة 28%على واردات الولايات المتحدة من تونس التي تفرض بدورها رسوما جمركية على الواردات الأمريكية بقيمة 58%، في خطوة أثارت التساؤلات بشأن تداعياتها المحتملة على الاقتصاد الوطني.
تقلص تنافسية المنتجات التونسية
وفي الصدد، قال الخبير في الاقتصاد والأسواق المالية معز حديدان، في تصريح لـ "
سبوتنيك"، إن قرار الإدارة الأمريكية ستكون له انعكاسات كبيرة على جميع دول العالم، وخاصة على شركاء تونس ومنافسيها في التجارة العالمية.
ولفت إلى أن هذا القرار ستكون له تداعيات مباشرة وأخرى غير مباشرة على الاقتصاد التونسي، موضحا: "فيما يتعلق بالتأثيرات المباشرة، فإن فرض معاليم جمركية بقيمة 28% على صادرات تونس سيؤدي إلى تقليص تنافسية المنتجات التونسية التي تُصدّر إلى الولايات المتحدة".
وقال حديدان إن تونس بحاجة إلى النظر فيما تصدره إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هي الدول المنافسة لها، وكيف سيتأثر الوضع بعد تطبيق المعاليم الديوانية الجديدة بهذه الدول.
وأوضح: "نحن نصدّر إلى أمريكا زيت الزيتون والنسيج وبدرجة أقل التمور بشكل منتظم. وبالنسبة لقطاع زيت الزيتون منافسونا الرئيسيون هم إسبانيا وإيطاليا، وقد رفّع ترامب المعاليم الديوانية المفروضة على واردات أمريكا من الاتحاد الأوروبي بنسبة 20%، مقابل 28% لتونس، من وهنا، يظهر أن هناك أفضلية نسبية للدول الأوروبية في مجال زيت الزيتون مقارنة بتونس".
وتابع: "أما في قطاع النسيج، فإن منافسينا مثل المغرب ومصر وتركيا قد زادت معاليمهم بنسبة 10% فقط، ما قد يمنحهم ميزة تنافسية أكبر، ولكن لن يكون لذلك تأثير كبير، لأن الشركة التونسية المنتجة للنسيج في تونس تعمل حصريًا للولايات المتحدة. وبالتالي، سيكون التأثير الأكبر على زيت الزيتون".
وأشار حديدان إلى أن الآثار المباشرة لقرار ترامب، رغم أهميتها، فإنها ليست كارثية. فالولايات المتحدة ليست شريكا اقتصاديا كبيرا لتونس، ولا تعد من بين 100 دولة الأوائل التي تُصدّر إليها، مضيفا: "لدينا صادرات إلى أمريكا تفوق المليار دولار تقريبًا، في حين أن وارداتنا منها تبلغ حوالي 600 مليون دولار، مما يجعلنا نتمتع بفائض تجاري مع الولايات المتحدة بقيمة 619 مليون دولار".
التأثيرات غير المباشرة أشد وقعا
ويعتقد الخبير الاقتصادي معز حديدان، أن التداعيات غير المباشرة للرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة ستكون أكبر بكثير من تداعياتها المباشرة على الاقتصاد التونسي.
وأوضح متحدثا لـ "
سبوتنيك": "الشريك الاقتصادي الرئيسي لتونس هو الاتحاد الأوروبي الذي يُصدّر العديد من المنتجات إلى الولايات المتحدة، ومن أبرزها السيارات، وقد فرضت الولايات المتحدة معاليم جمركية قطاعية بنسبة 25% على جميع السيارات مهما كان مأتاها، وهو ما سيؤثر بشكل كبير على مبيعات السيارات، خاصة السيارات الألمانية في السوق الأمريكية".
ولفت حديدان إلى أن تونس تُعد مُصنّعا كبيرا ومهما لمكونات السيارات، فهي تصدّر على سبيل المثال الكابلات لماركة مرسيدس التي تبيع سياراتها في ألمانيا. وقال حديدان إن سيارات مرسيدس ستكون مستقبلا أغلى في السوق الأمريكية بنسبة 25% مقارنة بما كانت عليه سابقًا. وهو ما سيجعل السيارات الأمريكية أكثر تنافسية من السيارات الأوروبية، مما سيؤثر على الطلب الأوروبي على قطع الغيار التي يتم تصنيعها في تونس.
وشدد حديدان على أن قطاع مكونات السيارات هو أهم قطاع مصدّر في تونس، حيث يتفوق من حيث القيمة التصديرية على قطاع زيت الزيتون وقطاع النسيج. وتبلغ قيمة صادراته سنويا 2.4 مليار أورو حيث يساهم في توفير العملة الصعبة، كما يوفّر القطاع ما يزيد عن 95 ألف موطن شغل لعمال وإطارات كبرى، بحسب الجمعية التونسية لمصنعي مكونات السيارات.
وقال حديدان: "تشير بعض الأرقام إلى أن قرار ترامب سيؤدي إلى خسارة بـ 1% في نسبة النمو في الاتحاد الأوروبي، وإذا كانت مبيعات الاتحاد الأوروبي الذي يستحوذ على 75% من الصادرات التونسية ستتقلص بنسبة 25%، فإن ذلك سينعكس على صادراتنا المتجهة إلى أوروبا بشكل سلبي، وهو ما سيلقي بظلاله على الاقتصاد التونسي".
تأثير منحصر على بعض القطاعات
من جانبه، يرى الخبير المالي بسام النيفر في تعليق لـ "
سبوتنيك"، أن تأثير قرار الإدارة الأمريكية بفرض معاليم جمركية جديدة على تونس "لن يكون كارثيا" وسيقتصر على بعض القطاعات على غرار زيت الزيتون الذي يستحوذ على جزء كبير من السوق الأمريكية التي تتمتع بقدرة شرائية عالية.
وأضاف: "مثل أي سلع واردة من دول أخرى على الولايات المتحدة، سيتأثر زيت الزيتون التونسي بقرار ترامب كما هو الحال بالنسبة لزيت الزيتون الإسباني أو الإيطالي الذي سيخضع لتعريفات جمركية إضافية بنسبة 20%. وهو ما سيؤدي حتما إلى الترفيع في سعره".
وتابع النيفر، قائلاً: "إذا كانت سلعتك جيدة، فبإمكانها أن تصمد وسيضل الطلب عليها قائما رغم الأسعار المرتفعة، لأنك ستبيع منتجًا ذو جودة عالية لجمهور قادر على الشراء".
وسجّلت الصادرات التونسية نحو الولايات المتحدة الامريكية ارتفاعا ملحوظا لتبلغ 1.1 مليار دولار سنة 2024، مقابل واردات أمريكية بقيمة 503.6 مليون دولار، بفائض يناهز 619.6 مليون دولار لفائدة تونس.
وقال النيفر: "عند النظر إلى حجم السوق الأمريكية بالنسبة للصادرات التونسية، من الطبيعي ألا نجد أن أمريكا هي من أكبر الحرفاء التجاريين لتونس، حيث لا يزال الاتحاد الأوروبي يهيمن على 70% من الصادرات التونسية، ومع ذلك قد يميل الميزان التجاري في المستقبل إلى التعادل بعد قرار ترامب، لكن من المؤكد أن الصادرات ستستمر".
ويرى المحلل المالي أن قرار ترامب يندرج ضمن حرب تجارية تمارسها الولايات المتحدة باعتبارها واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم وستنعكس سلبا على اقتصاد العالم، مشددا على أن هذا الأمر يجب أن يمثل فرصة أخرى لتذكير الدولة التونسية بضرورة تنويع أسواقها.
وتابع: "صحيح أن السوق الأمريكية ليست ذات ثقل كبير بالنسبة لتونس، لكن من المهم أيضًا التوجه نحو السوق الآسيوية. وهذا ليس أمرا سهلا، لأن الدول الآسيوية تصنع العديد من السلع التي تصدرها تونس وبأسعار منخفضة. لذا، يجب أن يكون لدينا اقتصاد أكثر تنوعا وأكثر قدرة على دخول أسواق عالمية جديدة".
